تعبيرية
تعبيرية


مأساة زوج| اكتشف أن زوجته على ذمة رجل أخر

د.محمد كمال

السبت، 25 أغسطس 2018 - 05:09 م

» الزوج القاتل: قررت قتل الخائنة انتقامًا لكرامتي 
» المتهم: كانت تستحق القتل مئات المرات
» خدعتني باسم الحب ودفعت الثمن غاليًا


بطل القصة زوج اكتشف أن زوجته على ذمة رجل أخر فقتلها، حيث تمثل القصة مأساة زوج مخدوع دفعه الشعور بالإهانة، والرغبة في الانتقام لارتكاب جريمة حمقاء دفع ثمنها غاليًا من حياته ومستقبلة.


لم يكن الجاني في حقيقة الأمر قاتلًا محترفًا، وإنما ثائرًا لكبريائه المجروح، كل من نظر إليه في قاعة المحكمة كان يترقب سماع قصته، خصوصًا وأن ملامحه تبدو هادئة وجه كان بسيطًا لا ينم عن قاتل أو مجرم معتاد الإجرام، كان يخفى وراء جريمته تفاصيل مثيرة وغير متوقعه.

 

ذكريات

وقف داخل قفص الاتهام بمحكمة جنايات الجيزة، شارد الذهن كأنه يفكر في شئ ما، ينتظر دوره في الرول، الدموع تملأ عينيه، يلتفت يمينًا ويسارًا، تفكيره شارد ونظراته زائغة، وكأنه غائب عن العالم من حوله، شريط ذكريات يمر أمامه وكأنه فيلم سينمائي شديد الحبكة الدرامية من بطولته، والضحية كان هو أيضًا، أما سير الأحداث فنسجتها بدقة شديدة زوجته المخادعة وكأنها واحدة من أبرع كتُاب السيناريو، تذكر شريط حياته وهو يمر أمامه بكامل تفاصيله، عندما التقى بحبيبته لأول مرة، ظن أنه وجد ضالته المنشودة، فتاة جميلة، رقيقة، ينسدل شعرها الذهبي فوق كتفيها، تمتلك وجهًا ملائكيًا، الهدوء والبساطة يرتسمان على وجنتيها، نجحت في إقناعه أنها وحيدة في هذه الدنيا بعد وفاة والديها، تعلق قلبه بها وطلب يدها للزواج، ووفقًا للخطة المرسومة بعناية تم عقد القران والزفاف في حفل بسيط ضم أقرب الأقربين وبعض الأصدقاء، وبدأت مرحلة جديدة في حياة العريس الشاب بدأت بالأفراح والليالي الملاح وانتهت بالخيانة والدماء.

المخادعة

لم تكن العروسة فتاة عادية، وإنما شخصية مخادعة استطاعت أن ترسم بعذوبة ملامحها الكذب والخداع على كل من شاهدها، لكنها في حقيقة الأمر كانت تخفى وراءها أسرار كبيرة أكبر من عمرها الحقيقي، كانت تتقن الأكاذيب وتعشق الخداع، ارتدت قناع الحب رغم إنها لم تكن يومًا تعرف معنى هذه الكلمة، ولو كان زوجها يعلم حقيقة حبيبته ما تزوجها من الأساس، ولما ربط مصيره بها.
على الجانب الأخر بطلة القصة «المجني عليها» جاءت من إحدى المحافظات الساحلية بعد أن احترفت الزواج العرفي بعد هروبها من منزل أسرتها، تمردت على كل قيم أسرتها وعائلتها، كانت تحلم بحياة عابثة عامرة بالمغامرات، ليس فيها أدنى قيم أو مسئولية!.


أدمنت لعبة الزواج العرفي، ارتبطت بأكثر من زوج، باعت لهم الحب الكاذب، كانت تهرب من كل زوج ولا يعرف لها طريق، وسرعان ما تتزوج بآخر دون أن يعلم أي معلومة عن الآخر، تتحصل منه على بعض الأموال وسرعان ما يلقى هذا الزواج نفس مصير سابقه وتهرب وتختفي عن الأنظار بعد أن تكون قد حققت المراد وهو الحصول على بعض الأموال.


لا تعلم الزوجة المخادعة كم عدد الأزواج الذين ارتبطت بهم، ربما ثمانية أو تسعة أزواج، لكنها في النهاية قررت أن تهرب إلى قلب القاهرة لتعيش حياة جديدة لا يعلم فيها أحد عنها أي شـيء وسط الزحام، كانت تدرك أن أشقائها سيقتلونها إذا توصلوا لمكانها، لكنهم في غياهب الزحام وسطوة أضواء المدينة لن يستطيعوا مطلقاً أن يتوصلوا لمكانها وسط ملايين البشر!


عندما ارتبطت بطلة القصة بزوجها الحالي «القاتل» باعت له الوهم، نسجت له قصة ليس لها أساس، ارتدت فيها ثياب الملاك البريء، خدعته بمعسول حديثها ونظراتها الحانية، صدقها وأغرقها بعواطفه، ومشاعره المتدفقة، لم يدرك أنه سيلقى نفس مصير الأزواج الآخرين، ظن أنه سيعيش في الجنة، أعطته حبيبته الدافع بقوة ليحلق بطموحاته بعيداً.


هروب الخائنة

بدأت معاملة الزوجة بمرور الوقت تتغير مع زوجها، كان الأمر بالنسبة له غريبًا فالزواج لم يمر عليه أكثر من ستة أشهر كما أنه لم يبخل على زوجته بشيء، حتى كانت المفاجأة، هربت زوجته ولم تترك ورائها أي دليل يقوده إليها، حزمت حقائبها واختفت تمامًا بعد أن استولت على تحويشة عمره التي كان يدخرها لتأمين مستقبله، جُن جنُونه، أخذ يبحث عنها في كل مكان دون جدوى، وبعد عدة أشهر علم الزوج مكان زوجته، عن طريق أحد الجيران الذي شاهدها تسير بصحبة رجل وعلم إنها على ذمة رجل أخر، كان الخبر صادم بالنسبة للزوج المخدوع كيف لها أن تتزوج وهى لا تزال في عصمته، أدرك الفخ الذي وقع فيه علم أنه كان ضحية لخداع زوجته الخائنة، لذا أقسم أن ينتقم منها، راقبها وانتظر حتى غادرت شقة زوجها الجديد، تتبعها حتى تأكد من أنها ابتعدت عن شقتها الجديدة، ثم قام بمواجهتها، حاولت الهرب لكنه هددها بأنه سيقتلها بالسكين لو تحركت، طلب منها أن تسير معه لتسوية بعض الأمور العالقة بينهما وعرض عليها أن يطلقها في مقابل أن تعيد له مدخراته. 

الانتقام الأعمى

ذهبت الزوجة الخائنة معه وهى لا تعلم ماذا تخبئ لها الدقائق القادمة؟، وصلت معه إلى محل إقامتهما السابق، وبمجرد أن دخلت المنزل أغلق الباب وبدأ الحفل الختامي لقصة حياة الزوجة الخائنة، قام بوضع شريط لاصق على فمها وربط يديها وقدميها وذبحها بمنتهى القسوة ولم يكتف بذلك بل قام بتقطيع ساقيها ووضعها في كيس وألقاه في مقلب للقمامة، مأساة الزوج لخصتها الطريقة البشعة التي تم تنفيذ بها الجريمة.


ترك الزوج المخدوع الجثة في الشقة، وبعد عدة أيام على ارتكاب الجريمة بدأت تفوح رائحة كريهة من شقته شمها الجيران، ما دفعهم لكسر باب الشقة فوجدوا بقايا أدمية على الأرض بالإضافة إلى دماء كثيفة تملئ المكان فقاموا على الفور بإبلاغ رجال الشرطة. 


لم يكن كشف غموض الجريمة صعبًا على رجال الشرطة خصوصًا بعد أن أثبتت التحريات أن زوجها هو الفاعل طبقًا لراوية الشهود جراء ما فعلته المجني عليها في زوجها هو ما ولد لدية النية والرغبة في الانتقام.


بعد أيام تمكن رجال الشرطة من ضبطه مختبئًا في إحدى المحافظات عند أحد أقاربه، وبعد القبض عليه، أكد في اعترافاته إنه لم يتحمل خداعها، بعدما اكتشف أن زوجته على ذمة رجل أخر، لذلك قرر الانتقام منها فور رؤيتها وقتلها بهذه الطريقة البشعة. 


شريط الذكريات كان يمر أمام المتهم ولم يقاطعه سوى صوت حاجب محكمة الجنايات وهو ينادى على اسمه ورقم قضيته حيث أسدل الستار على القضية بعد مرور سنة في المداولات حيث صدر قرار المحكمة بالسجن المشدد 15سنة، ليذهب بعدها إلى غياهب السجون.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة