صورة مجمعة
صورة مجمعة


حكاية أوسيتيا الجنوبية «أرض الحرب» التي راقبتها «ميركل» بالمنظار

أحمد نزيه

السبت، 25 أغسطس 2018 - 08:36 م

كانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في جيورجيا، حينما طلت عبر حدودها على الجنود الروس المتواجدين في جمهورية أوسيتيا الجنوبية، المنفصلة بصورةٍ أحادية الجانب عن جورجيا.

 

وزارت ميركل قرية أودزيسي الجورجية، الحدودية مع جمهورية أوسيتيا الجنوبية، وشاهدت بالمنظار قاعدةً عسكريةً روسية في الجمهورية المستقلة بشكلٍ فرديٍ عن جورجيا.

 

وفي ردٍ منه على تصرفات المستشارة الألمانية، قال رئيس جمهورية أوسيتيا الجنوبية أناتولي بيبيلوف: "إن زيارة ميركل للمناطق بالقرب من الحدود مع جمهوريتنا لم تكن حدثًا نادرًا، من جهة فإنها أمرٌ جيد جدًا، ومعنى ذلك أنهم يهتمون كثيرًا بأوسيتيا الجنوبية".

 

وقد وجه رئيس جمهورية أوسيتيا الجنوبية، الدعوة للمستشارة الألمانية، لزيارة جمهوريته "عبر الباب"، مشيرًا إلى أن بلاده تستقبل ضيوفها، وقد بات يُطرح التساؤل الآن عن هوية جمهورية أوسيتيا الجنوبية.

 

جمهورية أوسيتيا الجنوبية

 

تقع أوسيتيا الجنوبية وسط جورجيا من ناحية الشمال، وحدودها محاذية لجمهورية أوسيتيا الشمالية، وغالبية سكانها في جمهورية الجنوب من المسيحيين، وعاصمتها هي تسخينفالي.

 

 

ولا تحظى جمهوريتا أوسيتيا الجنوبية، وأبخازيا، وهما جمهوريتان منشقتان عن جورجيا، بأي شرعيةٍ دوليةٍ، وتصر جورجيا على أنهما جزءان من أراضيها، ويشاطرها في الموقف الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، ولا تعترف الأمم المتحدة بالبلدين.

 

وتعترف 7  دول في العالم فقط بالجمهوريتين، كانت آخرهم سوريا في شهر مايو الماضي، والتي باتت خامس دولة في العالم تعترف بالجمهوريتين كدولتين مستقلتين بعد روسيا، وفنزويلا، ونيكارجوا، -إحدى دول أمريكا الوسطى- فضلا عن ناورو، وفانواتو، وتوفالو، وهي دول في منطقة أوقيانوسيا.

 

وتسببت خطوة دمشق، في قطع العلاقات الدبلوماسية بينها وبين تبليسي، التي رأت في خطوة الحكومة السورية إملاءات روسية، فقد اعتبرت أن  اعتراف دمشق جاء بإيعازٍ من موسكو، الداعمة الأولى لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ بدء الصراع في دمشق في مارس عام 2011.

 

تاريخيًا

 

بدأت قصة أوسيتيا الجنوبية تاريخيًا عام 1978، حينما استولت روسيا على أوسيتيا كاملة، وتم تقسيمها بعد الثورة البلشفية عام 1917 إلى كيانين، ألحق الشمالي بروسيا والجنوبي بجورجيا.

 

وفي عام 1991، انفصلت أوسيتيا الجنوبية عن جورجيا، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، في خطوةٍ لم تعتد بها جورجيا، وهو الحال نفسه مع أبخازيا، وأصبحت أوسيتيا الجنوبية مسرحًا للأحداث عام 2008، خلال الحرب الروسية الجورجية، التي عُرفت بـ "حرب أوسيتيا الجنوبية"، والتي بدأت رسميا يوم 8 أغسطس 2008 بهجوم عسكري من جورجيا على مقاطعتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وبعدها قامت القوات الروسية بهجومٍ مضادٍ سريعٍ على جورجيا.

 

وبعد 5 أيام من القتال هناك، تمكنت القوات الروسية من طرد نظيرتها الجورجية من أراضي أوسيتيا الجنوبية، واعترفت بعدها باستقلال الجمهورية في السادس والعشرين من الشهر ذاته، كأول دولة في العالم تقدم على ذلك.

 

وكما أشرنا سلفًا فإن أوسيتيا كانت موحدة قبل تقسيمها إلى جزئين، جزء يتبع روسيا، وجزء يتبع جورجيا، أما بالنسبة للجزء الذي يتبع روسيا "أوسيتيا الشمالية" فهي جمهورية تقع تحت الوصاية الروسية.

 

وتتبع روسيا الاتحادية، نظام الحكم الفيدرالي، المعمول به أيضًا من قبل الولايات المتحدة، حيث تتمتع الجمهوريات التي تنضوي تحت الاتحاد الروسي بالحكم الذاتي، وتتمتع جمهورية أوسيتيا الشمالية بالحكم الذاتي، وعاصمتها فلاديقوقاز، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 700 ألف نسمة، لكنها تختلف عن شطرها الجنوبي، في أنها تتمتع بالحكم الذاتي داخل الجمهورية الاتحادية الروسية، فيما يستقل الشطر الجنوبي بنفسه عن التبعية سواء لجورجيا أو لروسيا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة