جمبرى - أرشيفية
جمبرى - أرشيفية


الحياة تعود إلى بحيرة قارون بـ«الجمبري»

محمود عمر

الإثنين، 27 أغسطس 2018 - 05:14 ص

بحيرة قارون تقع شمال مدينة الفيوم وتعد أعمق البحيرات بمصر حيث يوجد بها أماكن تصل أعماقها إلى 14 مترا، وكانت تمد بمياه النيل أثناء الفيضان أيام الفراعنة بسبب انخفاض مستواها عن سطح البحر، وفى عهد امنمحات الثالث أمر ببناء قناة إليها وسدين لتخزين مياه النيل فيها أثناء الفيضان، وطبقًا لما ورد في مخطوطات «هيرودوت».

عن تاريخ مصر القديم كانت البحيرة تخزن المياه 6 أشهر وتمد الأراضي بالمياه مدة مماثلة، ورغم اختلاف الأساطير حول هذه البحيرة العجيبة فمنهم من ينسبها إلى قارون الذي ورد ذكره في القرآن الكريم ومنهم من يؤكد أنها من العصر الفرعوني، وظلت علامة بارزة في تاريخ الفيوم.

تعرضت بحيرة قارون في الفترة الأخيرة إلى التلوث نتيجة صب مياه الصرف الصحي لـ 84 قرية في مياهها، وأُصيب الإنتاج السمكي بطفيل «الإيزبودا» حتى انهارت الثروة السمكية تمامًا، ولم تشفع للبحيرة صرخاتها وصرخات الصيادين الذين هجروها لبحيرات أخرى حتى أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي تعليماته بالاهتمام ببحيرات الجمهورية وكان من ضمنها بحيرة قارون، والتي تم إمدادها بـ 5 كراكات عملاقة للحد من التلوث تعمل منذ 3 سنوات، بالإضافة تنفيذ حزام أمن وفلتر ميكانيكى داخل البحيرة، وتم مؤخرًا إلقاء 5 ملايين من ذريعة الجمبري داخل البحيرة لعودة إنتاجها السمكي إلى سابق عهده. 

وأكد د. جمال سامي محافظ الفيوم، أن الرئيس السيسي يولى اهتمامًا كبيرًا ببحيرات الجمهورية ومن ضمنها بحيرة قارون التي تم إمدادها بـ 5 كراكات عملاقة لتطهير القاع من الطبقة العضوية التي تضر بالثروة السمكية، وأشار إلى أنها تمنع التسريب في باطن الأرض مما يؤدى إلى تراكم طبقة الحمئة الضارة التي تلوث المياه، وأسهمت بشكل كبير في تطهير قاع البحيرة وتحسين الحياة المائية فيها.

وأضاف المحافظ أن ما تم إنجازه في بحيرة قارون في الفترة الماضية سيسهم بشكل كبير في تحسين الحياة المائية وعودة الثروة السمكية فيها، خاصة أنه تم تنفيذ الحزام الآمن والفلتر الميكانيكى وحوض التهدئة والبدالات على البحيرة، وأشار إلى أن تنفيذ حوض التهدئة.

أمام مصب مصرف البطس يبدأ بهدار قبل الدخول للحوض بطول 100 م وعرض 40 م وعمق 4 م بإجمالي أعمال حفر 16 ألف م3، كما تم تنفيذ الحزام الآمن بداية من مصرف البطس في اتجاه الجزء البحري من المرحلة الأولى بعرض 30م سطحي و 14 م قاعي وعمق 3.5 م بقطاع 77م2 وبطول 3.5 كم بإجمالي أعمال حفر 336000م3 استخدمت فيه كراكة قاطعة ماصة و 3 معدات متعددة الأغراض و 3 حفارات برمائية و 4 حفارات برية على أن يتم تطهير وتعميق القناة «الحزام الآمن» بصفة دائمة، كما تم تنفيذ فلتر ميكانيكي من إجمالي 5 فلاتر أخرى من خلال المرحلة الأولى للمشروع، وتم تركيب 4 بدالات هوائية لتحسين خواص المياه بالبحيرة وتم وضع 2 قبل الفلتر و 2 بعد الفلتر الميكانيكي.

وأضاف د. جمال سامي أن المحافظة بالتعاون مع وزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية تعمل في الممر المائي والجسر والبوابات والفلاتر لتنقية البحيرة، بالإضافة إلى التكريك المستمر للمنطقة التي تقع عند الممر حتى نتمكن من منع الملوثات من دخول البحيرة، وأشار إلى أن كل هذه الحلول ساعدت بشكل كبير في تطهير البحيرة وسيشعر به الصيادون عقب البدء في مشروع الصرف الصحي العملاق بعد اعتماد المبالغ المالية لإنشاء محطات الصرف داخل 84 قرية تصب مياهها في البحيرة وننتظر موافقة البرلمان المصري حتى يتم البدء في العمل وتنتهي مشاكل بحيرة قارون وقراها تمامًا.

من جهته يضيف مصطفى محمود رئيس مجلس إدارة جمعية صيادي الأسماك ببحيرة قارون السابق، إلى أن عدد المراكب العاملة والمرخصة في بحيرة قارون 605 مراكب، وأن هناك 150 مركباً تمارس عمليات الصيد بدون ترخيص مما فتح الباب لتجارة غير مشروعة ببيع الأسماك الصغيرة «الزريعة» لتغذية الطيور، نتيجة الصيد بشباك مخالفة وجائرة صغيرة الفتحات والكثير من الصيادين يسمونها «الهبلة»، ووجه لهم نصيحة بعدم الصيد الجائر لذريعة الجمبري التي تم إلقاؤها مؤخرًا حتى يتم القضاء على الطفيل الذي كان سببًا رئيسيًا في ضعف الثروة السمكية بالبحيرة.

ويقول عبدالواحد عبد السميع «صياد»  البحيرة بدأت تختلف عن الماضى بعد وضع الحلول المناسبة لعودة الثروة السمكية، وأشار إلى أن الكراكات العملاقة التى تعمل بالإضافة إلى الحزام الآمن وإلقاء ذريعة الجمبري سوف يسهمان بشكل كبير فى عودة الحياة البحرية للبحيرة.

ويرى ربيع على «صياد» أن  حشرة الأسماك قضت على الحياة البحرية في قارون تمامًا ما أدى إلى هجرة الصيادين لها، ويقول: كنا في السابق نتباهى بإنتاجية البحيرة حتى أصبحت خاوية على عروشها، وفى هذه الفترة بدأت تعود الحياة شيئًا فشيئا بعد توجيهات الرئيس السيسي بالاهتمام ببحيرة قارون ونتمنى أن تعود لسابق عهدها.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة