صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


ضحية الملهى الليلي

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 - 08:22 م

اتسعت عين الزوجة ذهولًا، ولم تعد قادرة على النطق حزنًا على كبريائها الذي جرحه زوجها، ودنس قدسيتها، وأهان جلالها، تساقطت الدموع فوق وجنتيها وكأنها حمم بركانية تحرق وجهها وتلهبه، بعدما اكتشفت بأن هناك امرأة أخرى ستشاركها وستفقد نصف زوجها الذي انساق وراء نزواته وغرائزه متناسيًا التضحيات وأحلام الزواج بعد قصة حب عنيفة.


تسلل الشك بداخلها من التغيير المفاجئ الذي طرأ على تصرفات زوجها حيث اعتاد التأخير في العودة إلى عش الزوجية، وسيطر الفتور الشديد في العلاقة بينهما، وباستشعار الأنثى راودت مخيلتها بأن هناك امرأة وراء ذلك، وقررت مراقبته كي تكشف حقيقة تصرفاته، متمنية أن يخيب ظنها، لكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ووقعت المفاجأة على رأسها كالصاعقة عندما وقعت عيناها على الزوج يصطحب إحدى السيدات داخل ملهى ليلي، غلي الدم في عروقها ساخنًا، تراود مخيلتها صورة أطفالها الثلاثة ثمرة الزواج، كتمت غيظها حتى كاد قلبها أن ينفجر حنقًا، حانت ساعة الصفر للمواجهة، وازدادت دقات قلبها كالعائد من سباق، توجه له كلمات اللوم والعتاب يشوبها سخرية تتهمه بالندالة والخيانة، واشتد النقاش بينهما، وانهارت فوق أقرب مقعد عندما أخبرها بأنها زوجته وتحمل الجنسية السورية، وماهو إلا زواج «بيزنس»، لم تتحمل الزوجة الكلمات التي كانت تخرج من ثنايا فمه كجمرات تتوقد بين ضلعيها، وبصوت يشوبه غلظة وضعته بين اختيارين لتستمر الحياة الزوجية بينهما شريطة أن يقوم بتطليق الزوجة الثانية، لم تراوده نفسه ولو لبرهة، ويتذكر لزوجته صنيعًا طيبًا أو معروفًا، فقرر اختيار الزوجة السورية، تاركًا الزوجة تحتضن أطفالها الثلاثة بعد أن قام بتطليقها.

فما كان من الزوجة إلا الذهاب إلى محكمة الأسرة بإمبابة، تطالب بنفقة الأطفال لعدم إنفاقه عليهم، متنقلًا بالسفر بين دولة وأخرى، غير مبالٍ بفلذات كبده الذين سيترك تصرفه ذلك تأثيرًا نفسيًا سيئاً عليهم، مكتفيًا بزوجته الثانية ومالها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة