فندق الحيوانات الضالة.. رجل أعمال تبني حمارا.. والأجنبيات تفضلن الكلاب البلدي
فندق الحيوانات الضالة.. رجل أعمال تبني حمارا.. والأجنبيات تفضلن الكلاب البلدي


فيديو| فندق الحيوانات الضالة.. رجل أعمال تبني حمارا.. والأجنبيات يفضلن الكلاب البلدي

نشوة حميدة- محمد عيسوي

الأربعاء، 29 أغسطس 2018 - 03:15 م

الألمانية «هايدي».. 8 سنوات في خدمة الكلاب المريضة.. وتؤكد: «المصريون مرضى بالكلاب الأجنبية»


«رسالة نارية» من منى خليل لمنتقدي نشطاء حقوق الحيوان: الرفق بها «مش رفاهية»

 

في الوقت الذي تصرخ فيه الطبقة المتوسطة من الغلاء وارتفاع مستوى المعيشة، انفجرت فيه أزمة أطفال الشوارع حتى تطاير ركامها إلى كل ربوع مصر، غرد بعض المهتمين بحقوق الحيوان خارج السرب، وأسسوا فندقا أو قد تقول ملجأ ومأوى للحيوانات الضالة، وخصوصا لكلاب وقطط الشوارع، بدافع الرحمة والإنسانية، ومن منطلق «الرحمة تجوز على الإنسان والحيوان».


فندق الحيوانات الضالة


المشهد في «فندق الحيوانات الضالة» الموجود بمنطقة المنصورية التابعة لمحافظة الجيزة، والتابع للجمعية المصرية للرحمة بالحيوان «ايسما»، قد يكون سينمائيًا، فهناك في الممر الداخلي وعلى أبواب الفندق، وقف فوج أجنبي غلبت عليه الجنسيتان الألمانية والإنجليزية، يطحبون عددًا من الكلاب في نزهة بين حدائق المنصورية، بينما شقت امرأة عجوز طريقها بين القطط، وولجت إلى أحد الأقفاص الممتلئة بالولادات، وراحت تهدهد الصغار، وتحتضنهم وكأنهم أطفالها، فيما حرص المشرف على العلاج أو «راعي الحيوانات» على اصطحاب الحمير إلى غرفة العيادة، وإعطائهم الأمصال والعلاج لكل حالة على حدة.

ألف كلب و500 قطة وعشرة حمير
«بوابة أخبار اليوم» رصدت المشهد داخل الفندق الذي يسع لنحو ألف كلب بلدي وهجين- بينها حالات صعبة فلتت من الموت بأعجبوبة- وحوالي ٥٠٠ قطة من كل الأنواع، بجانب عشرة حمير بعضها مصاب في عينه، وأخرى فقدت أرجلها، وتعيش على العلاج.

هنا في «فندق ايسما» تجد الكل يهتم بحقوق الحيوان، فوقف بعض المتطوعين المصريين ليقدموا كل وسائل الدعم سواء ماديًا أو معنويًا، من أجل التخفيف على كائن لا يستطيع أن يشتكي أو يعبر عن مرضه.

أوقات الجد والمرح

في البداية، كشف «محمد» - راعي الحيوانات-، أن هناك علاقة وثيقة تربطه بأصدقائه الحيوانات تمتد لأكثر من ٧ سنوات، موضحًا أنه يعتبر تلك الحيوانات أولاده الصغار، يطعمهم ويداعبهم أوقات المزاح والمرح، ويعنفهم ويؤدبهم أوقات الجد.

رحلة الحيوان
وروى «محمد» لـ«بوابة أخبار اليوم»، تفاصيل رحلة الحيوان منذ دخوله الملجأ أو الفندق- كما يسمونه - وحتى الخروج من طريق واحد وهو «التبني».

كشف «محمد» أنهم يرعون الكلاب الضالة المصابة، التي عادة ما يستقبلونها مصابة في حادث، أو ليس لها مأوى.

 

وعن الكلاب المريضة، قال إنه فور وصول الحيوان «ايسما» ـــ بعد بلاغ رسمي ـــ، يتم عرضه على الطبيب البيطري في العيادة، ويتم تخصيص علاج له مع قائمة أغذية لحين شفائه.

وأوضح أنه عقب الشفاء، يعيش الحيوان سواء كان كلبًا أو حمارًا أو قطة، مع زملائه في الملجأ كأي حيوان متعافٍ.

وأوضح أن بعض المتطوعين يقدمون طلبات بالتبني، وتُقبل بعضها بعد تأكدهم من حسن رعاية المتبني للحيوان، متابعًا: «رجل أعمال تبني حمارًا من قبل، وكثيرون تبنوا كلابًا وأكثرهم سيدات».

وأضاف في نهاية حديثه: «لدينا أكثر من 500 كلب في هذا الملجأ، إضافة إلى 500 قطة وحمارين، ويتغذون على العيش واللحوم والهياكل المفرومة».


 

 البرنامج الغذائي
وكشف أنهم يقدمون وجبات للقطط والكلاب والحمير، مكونة من هياكل مفرومة وعيش ومياه للنوعين الأولين، وبرسيم للحمير.

 

عنابر الكلاب
أما في عنابر الكلاب، فوقفت «عجوز» أجنبية يربو عمرها على 60 عامًا، وبدأت في برنامجها الأسبوعي- الذي تقضيه كل جمعة مع الحيوانات- وقبل 8 سنوات من الآن، بتقديم الأكل للكلاب المريضة، وكذلك «طشت المياه».

«هايدي طلعت» الألمانية التي تعيش في مصر، ضربت مثالًا في الرفق بالحيوان، فتؤكد لنا أنها متطوعة تقدم المساعدة للكلاب بمختلف صورها، من خلال تقديم وجبات الطعام لها، وتنظيفها وعلاج المريض منها، وكذلك التجول بين حدائق المنصورية في نزهة خاصة تتخللها لحظات من المرح والمداعبة.

«الكلاب البلدي» الأوفر حظًا
وذكرت أن الكلاب البلدي هي الأوفر حظا بالمساعدة عن الأجنبية، كما هاجمت الألمانية «هايدي» الساخرين من المهتمين بحقوق الحيوانات، قائلة: «المصريون يرون أن الكلاب لا تستحق أن نتركها على قيد الحياة، لأنهم مرضى بعقدة الخواجة، فيفضلون الكلاب الألمانية والأجنبية عن المصرية، وأن أي حاجة من برة أحسن من المصري».

وتابعت: «الكلاب محتاجة إنسانية ورحمة، وحقوق الحيوان».

حقوق الحيوان

أما منى خليل، رئيسة منظمة «ايسما»، فجلست بين عشرات القطط، تقدم الطعام تارة، وتنظف أرضية الملجأ تارة أخرى.

رسالة نارية
«منى» صاحبة المبادرة، وجهت رسالة نارية لمنتقدي نشطاء حقوق الحيوان، قائلة، «إن الحيوان يعامل خارج مصر بكل إنسانية، وهنا يقتل ويشرد، فلماذا؟!، الرفق بالحيوان مش رفاهية».


وذكرت أن الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان «ايسما»، تأسست عام 2007، بعد واقعة إطلاق النار على كلاب في سهل حمزة بمنطقة الهرم.


وحول دعم المنظمة، كشفت «خليل»، أنها تأتي من أعضاء المنظمة والمتبرعين، مضيفة: «الرفق بالحيوان لا يمس حقوق الإنسان بأي شكل من الأشكال، وليس معناه أننا مرفهون لا نشعر بالغلابة، فهو مبدأ إنساني أصيل حثت عليه كل الأديان السماوية».

 

وذكرت أن مصر تشهد انتهاكات كثيرة في مجال حقوق الحيوان، كما أنها الدولة الوحيدة التي ليس لديها قانون لحماية الحيوان.

 ووجهت في نهاية حديثها، رسالة للشعب المصري، قائلة: «من ينتقدنا هم أول ناس لا يساعدون المحتاجين، هل يزورون ملاجئ الأطفال ومستشفى السرطان، هل يساعدون المرأة المعيلة، حد يعرف أننا فاتحين كام بيت لناس مكنتش لاقية شغل».


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة