الأربعاء، 29 أغسطس 2018 - 03:57 م

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي حرصه على تعزيز التعاون بين مصر وإيطاليا على الأصعدة المختلفة، مرحبًا بتكثيف الزيارات المتبادلة بين المسئولين في البلدين خلال الفترة الأخيرة، باعتبارها دليلاً على عودة العلاقات بينهما إلى مسارها الطبيعي.

والتقى الرئيس السيسي، اليوم الأربعاء، لويجي دى مايو نائب رئيس الوزراء ووزير التنمية الاقتصادية الإيطالي، بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير الإيطالى بالقاهرة.

وعبر نائب رئيس الوزراء الإيطالي عن سعادته بزيارة القاهرة، وحرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة القادمة في مختلف المجالات، وإعجابه بما تشهده مصر من نهضة في المجالات المختلفة وجهود للإصلاح الاقتصادي، وما يتم إنجازه من مشروعات كبرى ملموسة بدأت في أن تؤتى ثمارها في تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي.

وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد ثقته في التوصل إلى نتائج نهائية في تحقيقات مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وذلك في ظل توافر الإرادة القوية للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، إضافة إلى التعاون البناء القائم بين النيابة العامة في الجانبين، وتوجيه الجهات المعنية الأخرى للتنسيق الدائم مع نظيرتها الإيطالية لحل القضية.

وأعرب نائب رئيس الوزراء الإيطالي عن تقدير السلطات الإيطالية لتطور مسار القضية، وما لمسوه من تعاون مخلص للتوصل إلى الجناة وتقديمهم للعدالة، وذلك خلال اللقاء الذي شهد بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، وتأكيد الجانبين الحرص على تطوير علاقاتهما ودفعها إلى آفاق أرحب.

ونقل «لويجي دى مايو» حرص بلاده على التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن التعاون في مجال الطاقة، وذلك في ضوء اكتشافات الغاز الأخيرة في مصر وسعيها لكى تكون مركزاً إقليمياً لتجارة وتداول البترول والغاز، فضلاً عما يتوافر بها من بنية تحتية وقدرات لوجيستية تؤهلها للوصول إلى هذا الهدف.

كما أبدى نائب رئيس الوزراء الإيطالي حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر في مجال الطاقة جديدة والمتجددة، مشيراً إلى أن المشروعات المصرية في هذا المجال شهدت طفرة كبيرة كان لها أثرها الدولي الواسع، فيما أشاد الرئيس  في هذا الإطار بالجهود الكبيرة لشركة "إيني" الإيطالية وما أنجزته في مختلف المشروعات التي تشارك فيها في مصر وفى زمن قياسي.

وأضاف المتحدث الرئاسي أن اللقاء شهد تبادلا للرؤى ووجهات النظر تجاه عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، حيث استعرض  الرئيس الجهود التي تقوم بها مصر لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتي ساهمت في الحد من انتقال اللاجئين عبر المتوسط بشكل ملحوظ، حيث لم تسجل حالة واحدة من مصر منذ عام 2016 وحتى الآن.

وأشار «راضي» إلى أن اللقاء تتطرق إلى الأعباء التي تتحملها مصر لاستضافة الملايين من اللاجئين، ورغم ذلك لا يوجد لديها مخيم أو معسكر للاجئين، لكنهم يعيشون كضيوف وينصهرون داخل المجتمع المصري بحرية كاملة ويتمتعون بالخدمات مثل المواطنين المصريين.

ونوه أنه تم استعراض آخر مستجدات الأزمة الليبية، وتوافقت رؤى الجانبين حول أهمية العمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة يقوم على إعادة بناء مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش الوطني والبرلمان والحكومة والحفاظ على اتفاق الصخيرات، ودعم جهود المبعوث الأممي.

ولفت إلى أن اللقاء تناول سبل التعاون بين الدولتين في المجال الثقافي، خاصة في ظل العلاقات التاريخية والممتدة بين البلدين والشعبين والصديقين، ومع افتتاح مصر لمتحف مصر الكبير والذي يعد الأكبر في العالم، وعدد من المتاحف الأخرى المتميزة.

وقد نقل نائب رئيس الوزراء الإيطالي تحية وتقدير الجالية الإيطالية في مصر، مشيراً إلى ما لمسه أعضاء الجالية، الذين تمسكوا بالبقاء في مصر رغم ما مرت به من أحداث، من تطورات إيجابية وما يلقوه من معاملة طيبة من أبناء الشعب المصري.