محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: المحافظ الحقيقي

محمد سعد

السبت، 01 سبتمبر 2018 - 09:11 م

 

أكبر حركة للمحافظين صدرت الخميس الماضي لتشمل تعيين 22 محافظا جديدا و18 نائبا للمحافظين.. حركة بهذا الحجم كانت ضرورة ملحة في إطار التغيير الكبير الذي تقف مصر على أعتابه مع بداية الفترة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي.. تغييرا يحتاج لمسئولين ذوي مواصفات خاصة

ولعل أهمية تلك الحركة تظهر في التكليفات التي أعلنها الرئيس للمحافظين بعد أدائهم اليمين الدستورية ومنها بذل أقصى الجهد لخدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم.. واستغلال الميزات التنافسية في كل محافظة وتحويلها إلى فرص استثمارية.. وتطوير المحافظة ومواردها وتحسين مستوى المعيشة بها.. والاستماع إلى مشاكل المواطنين، والتواصل المستمر معهم، ووضع حلول مبتكرة للمشاكل.. وطالبهم بتطوير أداء الجهاز الإداري للدولة، وتنمية مهارات العاملين ومحاسبة المهملين والفاسدين. وضبط الأسعار ومكافحة الغلاء وضبط المرافق الداخلية وإشراك المواطنين في القرارات المهمة بمحافظاتهم

و من أهم ما قاله الرئيس للمحافظين في الاجتماع إن مصر تنتظر الكثير من الجهد والعمل الجماعي والتفاني لمواصلة التنمية والبناء وهو الأمر الذي يتطلب الطاقة الإيجابية والقدرة على تحقيق الإنجازات وبث الأمل في نفوس المواطنين.

ولعل الكلمات الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة بث الأمل في نفوس المواطنين تلخص المرحلة الجديدة التي يجب أن يدرك أبعادها المحافظون الجديد والمستمرون في مناصبهم.. وأن يكون معلوما أن تكليفات الرئيس ليست مجرد تكليفات إنما أسلوب ومنهج عمل يتم محاسبتهم على أساسه.. ولعلها تكون دافعا لبدء مرحلة جديدة للحكم المحلي بمصر.. مرحلة يدرك كل محافظ أنه رئيس جمهورية محافظته.. يسعى لتطويرها وتنمية شعبها تماشيا مع كافة الخطوات التنموية الهائلة التي تشهدها مصر.. ويدركون كما قال الرئيس أن بناء الإنسان المصري هو الهدف الرئيسي للمرحلة الحالية

وأهم أسس هذا البناء استعادة ثقة المواطن في نفسه أولا ووطنه ثانيا.. وهذا يتحقق بعدة وسائل مهمة يجب أن تكون في مقدمة أولويات المحافظين أولها ترسيخ أسس العدل والمساواة.. ونبذ المنافقين.. والقرب الشديد من المواطن وإشعاره بأهميته ومكانته.. فليبتعد المحافظون عن المكاتب وبطانة السوء التي تحجبهم عن المواطنين.. وتحجب عنهم الحقيقة وتحاول إيهامهم أن كله تمام وهو أفضل من تولى هذا المنصب.. التحام المحافظين بمواطنيهم والغوص مباشرة في عمق مشاكلهم له مفعول السحر في استعادة الثقة في الدولة كلها.. لا نريد مسئولين يسكنون أبراجا عاجية.. إنما مسئولون يتصببون عرقا في الشارع وسط الناس.. ينحنون بتواضع وتفاعل أيضا مع مشاكل الناس وهمومهم.. يجعلون شعارهم توفير تعليم متميز ورعاية طبية جيدة وبيئة نظيفة ومياه نقية وغذاء صحي سليم ومراكز شباب وأندية فاعلة شعارها تنمية واكتشاف المواهب وملء الفراغ الذي يفرغ شبابا مشوها عاطلا ناقما بل متطرف أيضا

أن يدرك المحافظ أن دوره إعادة اكتشاف محافظته من جديد وإزاحة الستار عن كنوزها وتسهيل مهمة كل من يسعى لاستغلال تلك الكنوز بقرارات قوية تزيل كل العراقيل التي لا معنى لها.. بعيدا عن الأيدي المرتعشة والقدرة على اتخاذ القرارات والبعد كل البعد عن الروتين والبيروقراطية.

أن يضع كل محافظ خطة للتجول في ربوع محافظته باعتبارها مهمة قومية تبث روح الانتماء لدى البسطاء وما أكثرهم.. بالطبع لن يستطيع المحافظ تنفيذ كل هذا بمفرده.. إنما من خلال معاونين أكفاء والكفاءة فقط معيار اختيارهم.. وبث روح العمل الجماعي لدى جميع المسئولين.. ومعها شعار لا مفر منه ألا وهو مكافحة الفساد.. والفساد هنا ليس تلقي الرشاوى فقط.. لكن تعطيل مصالح الناس هو الفساد الأكبر.. والإهمال والتراخي في حقوقهم من الكبائر.. وإذلال البسطاء وسوء معاملتهم والتضييق عليهم ومضايقتهم جريمة لا تدانيها جريمة.

المحافظ الحقيقي الذي تحتاجه مصر الآن هو من يشعر بالمصريين وهمومهم وآمالاهم وآلامهم.. فإما أن يكون كل واحد منهم هو هذا المحافظ الحقيقي أو إبعاده فورا ودون انتظار حركة تغييرات لمحاسبته.. فالمحافظ الحقيقي كلمة السر والمفتاح السحري لمستقبل مصر.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة