صورة مجمعة لأبرز التماثيل المشوهة
صورة مجمعة لأبرز التماثيل المشوهة


صور| ميادين السخرية على «السوشيال ميديا».. حكاية 15 تمثالا شوهتها «يد التطوير»

أسامة حمدي

السبت، 01 سبتمبر 2018 - 09:22 م

 

تمثال أحمد عرابي صار «الرجل الأخضر».. و«الثقافة» أنقذت الخديوي إسماعيل

موجة سخرية من تمثال «كوكب الشرق».. و«الكومي» ينقذه بعد تدخل المحافظة

أهالي سوهاج: تمثال «أم البطل» رمز التحرش.. والمحافظ يوجه بتغيير التصميم

التشويه طال «رفاعة الطهطاوي والعقاد ويوسف شاهين ومصطفى كامل وزويل ونفرتيتي»

رواد التواصل الاجتماعي: «عروسة البحر» كالراقصات.. وسخرية من طائر «الحكمة»  

 

بدلا من بقائها رمزا للجمال، تحولت إلى رمز للقبح، ومادة خصبة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين رواد الميادين والشوارع؛ ذلك هو حال التماثيل التي تجسد الشخصيات التاريخية والأدبية والفنية في ميادين مصر بعد أن شوهتها «يد التطوير» من قبل المحليات التي قامت بطلائها؛ في محاولة منها لترميمها وتجديدها، لتضيع معالم الجمال بها، وبعدما نحتها فنانون تشكيليون بأيادي تغزل بحرفية وبعيون تصور بجمال وإبداع وتجسد أحداث التاريخ، صار يرممها عمال وحرفيون و«نقاشون» يعملون بالمقاولات.

 

لكن وزارة الثقافة تدخلت أخيرا لإنقاذ تراث مصر، واستصدرت قرارا من رئيس الوزراء يحظر ترميم التماثيل وتطويرها دون الرجوع لوزارة الثقافة؛ وبالأخص قطاع الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري التابع للوزارة، ليتم تشكيل لجنة لمعاينة تلك التماثيل التي جرى تشويهها وبحث إمكانية إعادتها لحالتها الأولى، أو إزالة ما لا يمكن إصلاحه.

 

وتستعرض «بوابة أخبار اليوم» أبرز التماثيل التي طالها التشويه في ميادين القاهرة والمحافظات، وما تم اتخاذه بشأنها من قرارات، وما آل إليه حالها الآن في سياق هذه السطور.

 

تمثال أحمد عرابي

 

لقي تمثال أحمد عرابي موجة كبيرة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول النشطاء صور التمثال؛ بعدما تم تشويهه بشكل يدعو للضحك، إذ تم طلائه باللون الأخضر وقدميه باللون الأسود والطربوش باللون الأحمر، وممسكا بيده راية صغيرة، وتم طلاء الحصان الذي يمتطيه باللون الأبيض، وبدا التمثال ضئيلا وصغيرا.

 

وفقد تمثال «عرابي» الذي يرمز للعزة والكرامة جماله، والذي يوجد في مسقط رأسه بقرية رزنة بالزقازيق، ليتحول إلى الرجل الأخضر، وكلف رئيس المدينة بإعادة التمثال لشكله الأصلي ودهانه مرة آخرى باللون الأسود وتلوين القاعدة بأعلام علم مصر والحصان باللون الأبيض.

 

 

تمثال الخديوي إسماعيل

 

طالت يد التشويه تمثال الخديوي إسماعيل، الكائن بمحافظة الإسماعيلية في تقاطع شارع الثلاثيني ومحمد علي ومدخل طريق البلاجات، وقد كان مصنوعا من الجرانيت وتم طلائه باللونين الأبيض والأسود، لتتغير معالمه بالكامل، ويصل طوله لنحو 7 أمتار ويرتفع مترين عن الأرض.   

وقامت وزارة الثقافة بتشكيل لجنة لمعاينة أسباب تشوهه، وتم استعادة الشكل الأصلي للتمثال بالتعاون بين قطاعي الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وناشدت الوزارة جميع الجهات بالالتزام بقرار رئيس الوزراء الذي يخص وزارة الثقافة في أعمال ترميم أو تجميل الميادين، مؤكدة أنها تقف بالمرصاد لكل محاولات تشويه الذوق العام.

 

 

تمثال أم كلثوم

 

أما تمثال أم كلثوم الكائن بمنطقة أبو الفدا بالزمالك فقد طالته يد التشويه، حيث قامت وزارة الآثار بترميمه لتتحول كوكب الشرق إلى سمراء الوجه، وترتدي فستانا أخضر اللون، وبيدها منديل أخضر، ما أثار موجة من السخرية بين أهالي الزمالك ورواد «السوشيال ميديا».

 

والتمثال للفنان طارق الكومي، وبعد تشويهه خاطبته محافظة القاهرة لإعادة التمثال لأصله وقام «الكومي» بإعادة لأصله على نفقته الخاصة، وأزال دهان «الدوكو» الذي شوهه خلال أربعة أيام.

 

 

تمثال أم البطل

 

أثار تمثال أم البطل بميدان الشهيد بمحافظة سوهاج موجة من الغضب والاستياء بين أبناء محافظة سوهاج، نظرا لتصميم التمثال على شكل سيدة فلاحة ترمز لمصر ويحتضنها من الخلف جندي غير كامل الجسد وينظر لكتفيها، الأمر الذي يشيه التحرش بها ووضع خادش للحياء العام في مجتمع متمسك بالعادات والتقاليد وأمام مدرسة للفتيات، كما أثار سخرية مواقع التواصل الاجتماعي حيث شببه البعض بـ«تمثال تيتانك الصعيدي».

 

الأمر الذي دعا محافظ سوهاج للتدخل وتغيير شكل التمثال بإزالة الجندي، ووضع غصن زيتون بيد المرأة، وعلى رأسها تاجا من الحمام الأبيض الذي يرمز للسلام.

 

 

تمثال رفاعة الطهطاوي  

      

أما تمثال رائد النهضة العلمية فقد طالته يد التشويه بمسقط رأسه بمدينة طهطا في محافظة سوهاج، حيث قامت الوحدة المحلية بطلائه في محاولة منها لترميم وإنقاذه من التصدع بفعل العوامل المناخية، لكن فقد التمثال جماله وصار مظهرا للقبح، إذ يرتدي قفطانا ذا لون بني وعمامة بيضاء اللون وممسكا بكتاب لونه بني، وتغيرت ملامحه حتى أن أهالي المدينة لم يتعرفوا عليه.

 

وعقب موجة السخرية من التمثال وجه محافظ سوهاج بتشكيل لجنة فنية لمعاينة التمثال ومحاولة استعادة شكله الأصلي، أو هدمه في حال عدم إمكانية استعادة مظهره القديم نظرا لتضرره الشديد.

 

 

تمثال عباس العقاد

 

لم ينج تمثال عباس العقاد الكائن بمسقط رأسه بأسوان من التشويه، حيث تم تغيير ملامح التمثال وطلاء وجهه باللون الأصفر ورقبته باللون الأخضر، الأمر الذي أثار غضب أهالي المحافظة، وكلف المحافظ الفنان التشكيلي رجب سيد بإعادة ترميمه بما يتناسب مع قيمة عملاق الأدب العربي، وهو ما حدث بالفعل حيث تم استعادة جمال التمثال.

 

 

تمثال محمد عبد الوهاب  

 

أما تمثال موسيقار الأجيال فقد شوهته «يد التطوير» حيث تم طلاء الرأس باللون الذهبي، والبذلة باللون البني، وبجواره العود، وتداول رواد «السوشيال ميديا» صورة التمثال بالسخرية والضحك، ما دفع وزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري إلى إجراء عملية ترميم جديدة له واستعادة شكله الأصلي بمعرفة الفنان طارق الكومي، وهو ما حدث بالفعل وتم نقل التمثال إلى ميدان باب الشعرية لافتتاحه.

 

 

تمثال نفرتيتي

 

وبدا تمثال الملكة نفرتيتي والذي صنعه «مبيض محارة» بحسب الفنان جمال صدقي، مثيرا للضحك والسخرية من أهالي محافظة المنيا، ورواد «السوشيال ميديا»، إذ تم تلوين الوجه والعيون باللون الأبيض، حتى قام محافظ المنيا بتشكيل لجنة لمعاينة التمثال واستعادة أصله، ووقع الاختيار على الفنان جمال صدقي الذي صنع تمثالا بديلا يحاكي صورة الملكة ويعبر عن مظاهر الإبداع والجمال.   

 

 

تمثال مارين مارو

 

كما لحقت الانتقادات والسخرية تمثال الممثلة الأمريكية الشهيرة «مارين مارو» بعد عرضه بدار الأوبرا المصرية ضمن متحف فني لأحد النحاتين التشكيلين.

 

 

تمثال أحمد زويل

 

كما لم ينج تمثال العالم الراحل الدكتور أحمد زويل بمسقط رأسه بكفر الشيخ من التشويه، والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدا تمثالا صغيرا وضئيلا.

 

 

تمثال اللاعب الرياضي

 

أما تمثال اللاعب الرياضي على طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوي، والذي يعبر عن قوة كمال الجسم الرياضي، وتم بناءه أمام مدرسة رياضي عسكرية وصالة رياضية مغطاه، وكان ذات لون برونزي خالص لكن عمليات الصيانة المتتابعة بدلت لونه ثلاث مرات على الأقل طوال العشر سنوات ليتحول إلى شكله الحالي ويرتدي فقط «شورت»، ما أثار موجة من السخرية على «السوشيال ميديا» وعلق البعض ساخرا «ده الملك قطونيل».

 

 

تمثال مصطفى كامل

 

وطال التشويه تمثال مصطفى كامل في مدينة نشواى بمحافظة المنوفية، حيث بدا تمثالا يدعو للضحك والسخرية.

 

 

تمثال عروسة البحر

 

وأثار تمثال عروسة البحر بميدان العروسة بمدينة سفاجا حالة من الغضب، إذ شبهه الكثير بالراقصات، كما شهد تمثالا آخر لعروسة البحر بالمدينة وهي تمسك بذيلها موجة من السخرية والغضب في أوساط الفنانين التشكيليين.

 

 

تمثال جامعة المنصورة

 

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تمثالا بجامعة المنصورة بالضحك والسخرية وعلقوا عليه بـ«كائن فضائي»، لكن مصممه الدكتور محمد الشوربجي، أسماه بطائر الحكمة وأكد أنه كان رمزا مقدسا في الحضارة المصرية القديمة ويعبر عن السلام والخير.

 

 

تمثال يوسف شاهين

 

أما تمثال المخرج الكبير يوسف شاهين فقد أثار موجة غضب، إذ تم تشويه ملامحه بصورة تدعو للضحك والسخرية بمدخل شارع صفية زغلول بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية.

 

 

المشكلة والحل

 

يدير الجهاز القومي للتنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة بالتعاون مع المحليات شأن الميادين العامة، وما يوضع فيها من تماثيل وترميمها وصيانتها، ولكن الأمر لم يعد بهذا المنظور حيث أصبحت كثير من المحافظات تتخذ قرارات دون الرجوع للجهاز القومي.

 

وعلق مسئولون بوزارة الثقافة على ظاهرة تشويه التماثيل، إذ أكد رئيس قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة، الدكتور حمدي أبو المعاطي، أن مسؤولية التجميل تقع على المحافظين، وللأسف الشديد لا تتم عملية إقامة نماذج التماثيل بالشكل الاحترافي؛ نتيجة الخوف من ارتفاع التكلفة، ما يجعلهم يلجئون لتنفيذها من خلال علاقاتهم الشخصية بتكلفة أقل، ما يؤدي إلى خروج التماثيل المشوهة.

 

وشدد المهندس محمد أبو سعده، رئيس جهاز التنسيق الحضاري بوزارة الثقافة، أن الجهاز سيواصل المضي قدما في أداء رسالته، بإزالة مجموعة التماثيل المشوهة التي انتشرت مؤخرا في بعض الميادين، مؤكدا على أنه يجب أن يكون القائمين على العمل لديهم القدرة على النحت بشكل احترافي حتى لا يشوه صورة الشخصيات المصرية الكبيرة.

 

وكانت وزارة الثقافة قد استصدرت قرارا من رئيس الوزراء يحظر المساس بالتماثيل الموجودة بالميادين أو ترميمها دون الرجوع لوزارة الثقافة والتنسيق معها وتحت إشرافها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة