خالد ميري
خالد ميري


نبض السطور

خالد ميري يكتب: حصاد زيارة الأيام الأربعة للصين

خالد ميري

الثلاثاء، 04 سبتمبر 2018 - 09:18 م

 

- ١٢ قمة ومهمة عمل لزعيم مصر فى بكين خلال ٤٤ ساعة من أجل مصر وشعبها
- استثمارات صينية جديدة بـ١٨٫٣ مليار دولار وطمأنة شعب مصر على مياه النيل
- بينج وقادة أفريقيا أكدوا احترامهم لرئيس مصر الذى أعاد لبلده دورها وزعامتها
- بكين أجابت عن سؤال.. لماذا العاصمة الجديدة مع تجديد شباب القاهرة القديمة ؟

 

لا يتوقف الزعيم عبدالفتاح السيسى عن العمل ليل نهار من أجل مصر وشعبها، وأينما كانت مصالح مصر يتحرك الرئيس شرقاً وغرباً مهما طالت المسافات ومهما استغرق الأمر من جهد ووقت.


خلال أسبوع كامل بدأ الرئيس السيسى جولة آسيوية مهمة شملت ٣ دول صديقة وشقيقة، بدأها من البحرين الشقيقة يوم الخميس الماضى حيث جمعته قمة بشقيقه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.. وبعدها تحرك مساء الجمعة إلى الصين الصديقة فى رحلة استغرقت ما يزيد على ٩ ساعات، وبعد ٤ أيام من العمل الذى لا يتوقف رغم فارق التوقيت الكبير عن القاهرة الذى يصل إلى ٦ ساعات.. واصل الرئيس أمس جولته بالسفر إلى أوزبكستان، وهو أول رئيس مصرى يزورها.. حيث سيعقد قمة مع الرئيس شوكت ميرضيائيف ويشهد توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم المهمة، فى مجالات التعاون الاقتصادى والتجارى والسياحى.. وبعدها يبدأ رحلة العودة إلى القاهرة التى سيصلها بإذن الله الخميس المقبل.


منذ اختار الشعب المصرى رئيسه بأغلبية ساحقة ومع تجديد الثقة فيه لولاية ثانية بارادة شعبية طاغية.. والسيسى يواصل العمل ليل نهار لبناء مصر الحديثة القوية التى نريدها جميعا، يتحرك شرقاً وغرباً لجذب الاستثمارات وتوضيح حقيقة ما يحدث على أرض مصر من إنجازات لم تشهدها على مدار نصف قرن كامل.. يحافظ على علاقات متوازنة مع كل قوى العالم من الصين إلى أمريكا وروسيا وأوربا، فمصر ليست تابعة لأحد ولن تكون.. مصر تقف اليوم مع زعيمها على أرض ثابتة بعد أن نجحت فى دفن الإرهاب تحت أرض سيناء الشامخة وبعد انطلاقتها القوية فى كل المجالات اقتصاديا وسياسيا وعسكرياً وتجارياً، مصر استعادت مكانتها الإقليمية وزعامتها العربية والأفريقية وتأثيرها الدولى.. ولا تزال تواصل المسير نحو المستقبل المشرق بخطوات قوية سريعة واثقة.


فى الصين قضى زعيم مصر ٤٤ ساعة على مدار ٤ أيام منذ وصلها فى التاسعة صباح السبت الماضى وحتى غادرها فى الخامسة مساء الثلاثاء إلى أوزبكستان.. ساعات تبدو قصيرة ولكن ما شهدته من عمل وجهد يكشف عن أسباب النجاح المصرى والعودة مع السيسى إلى واجهة العالم. فى الأيام الأربعة عقدت ١٢ قمة ولقاء فرديا وجماعيا ومهمة عمل مع زعماء الصين وأفريقيا.. عمل طويل تواصل على مدار الليل والنهار ونقلت كل وسائل الإعلام الأنباء السارة عن هذه اللقاءات إلى شعب مصر والعالم، بداية من توقيع اتفاقات جديدة لجذب استثمارات صينية جديدة تصل إلى ١٨٫٣ مليار دولار لتفتح بيوت آلاف المصريين.. إلى عرض فرص الاستثمار بمصر ومنطقة قناة السويس أمام قادة الصين و٥٠ دولة أفريقية وكل المنظمات الدولية الكبيرة، وصولا إلى رسالات الطمأنينة للشعب المصرى حول مصير اتفاق سد النهضة وحقوق مصر المائية وحول المستقبل الواعد للتعاون مع السودان الشقيقة.. والدور المصرى الكبير لحل الأزمات فى الصومال وجنوب السودان.


يوم السبت وبعد ساعات قليلة من وصول الرئيس السيسى إلى بكين بعد رحلة طويلة بدأ العمل بالقمة التى جمعته مع الرئيس الصينى شى جين بينج.. والتى شهدنا الجزء الأكبر منها وكشفت بوضوح عن التقدير الكبير الذى يكنه بينج لزعيم مصر وعن الاتفاق على الانطلاق بعلاقات البلدين لما هو أبعد وأقوى من الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تجمعهما منذ ديسمبر ٢٠١٤، وبعد المباحثات شهد الزعيمان توقيع ٥ اتفاقات مهمة أكدت التزام الصين بدعم مشروعات التنمية والبناء بمصر على مدار السنوات القادمة.. وزيادة حجم التعاون التجارى الذى وصل العام الماضى إلى ١١ مليار دولار، وان تتحول مصر إلى الشريك التجارى الأول للصين فى أفريقيا وهى حالياً الشريك الثالث لها، وبعدها أقام بينج مأدبة عشاء على شرف السيسى أكد خلالها على المودة والتفاهم الكبير بينهما.. وقد جاءت القمة بعد أسابيع ليست طويلة من إعادة انتخاب كلا الزعيمين لقيادة بلادهما لفترة رئاسية ثانية.


فارق التوقيت الذى يصل إلى ٦ ساعات سبب مشاكل كبيرة لى وللزملاء أعضاء الوفد الصحفى المرافق للرئيس فى زيارته لبكين، وهو أمر سببه الخلل الذى يلحق بالساعة البيولوجية للجسم مع التغيير الكبير فى المواعيد، لكننا لم نلمس أى تأثير لذلك على جهد وإرادة زعيم مصر لإنجاز أكبر قدر من العمل لصالح مصر وشعبها.. ففى اليوم الثانى مباشرة قام بـ٧ أنشطة  فى غاية الأهمية بدأها بزيارة أكاديمية الحزب الشيوعى الصينى وهى معمل تفريخ قادة الصين.. حيث التقى قادتها وتعرف على طرق عملها وأساليب تأهيل الشباب للقيادة من خلالها، للاستفادة من هذه التجربة الصينية لإثراء العمل بتجربة مصر الرائدة من خلال الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، وألقى الرئيس كلمة مهمة عن مستقبل مصر الواعد وكيف تجاوزت محاولات الإسقاط وانطلقت إلى المستقبل بكل قوة.. وبعدها كان اللقاء المهم للرئيس مع رئيس الوزراء الصينى لى كيه تشيانج لاستكمال الحوار حول التعاون الاقتصادى والتجارى والسياسى والعسكرى مع الصين التى تتحرك بقوة للأمام وتنافس أمريكا على زعامة العالم، وبعدها كان النشاط الثالث بأن وضع الرئيس إكليلاً من الزهور على النصب التذكارى لأبطال الشعب الصينى للتأكيد على علاقات الود والتقارب بين الشعبين المصرى والصينى.


أما الحدث الرابع فكان اللقاء مع رؤساء كبرى الشركات الصينية وعرض فرص الاستثمار بمصر أمامهم والتأكيد على الحوافز المتميزة للاستثمار بمصر والحماية التى يمنحها القانون للمستثمرين، وبعدها شهد الرئيس التوقيع على اتفاقات لمشروعات صينية جديدة بمصر تصل قيمتها إلى ١٨٫٣ مليار دولار فى مجالات متعددة من توليد الكهرباء للقطار الكهربى ومن المنطقة الاقتصادية للقناة إلى القمر الصناعى.. وهى مشروعات ستوفر فرص العمل للآلاف من أبناء مصر وهو الهدف الرئيسى من وراء ما يبذله الرئيس من جهد كبير، وقام بالتوقيع من الوفد المصرى على الاتفاقات د. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى ود.محمد شاكر وزير الكهرباء والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والمنطقة الاقتصادية بها.


وبعدالانتهاء من النشاط المكثف مع الجانب الصينى انتقل الرئيس مباشرة إلى النشاط المكثف مع الأشقاء الأفارقة، ليعقد فى مقر إقامته ببكين ٣ قمم بدأها مع رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد وكانت الرسالة واضحة أن البلدين يسيران قدما على طريق التعاون واتفاق سد النهضة لن يلحق أى ضرر بأى منهما، وبعدها استقبل الرئيس السودانى الشقيق عمر البشير للتأكيد على المضى قدما للتعاون بين البلدين بشكل ربما لم تشهده العلاقات من قبل، وبعدها لقاء رئيس الصومال محمد عبدالله فرماجو للتأكيد على الدعم المصرى لقيادة الصومال وجهود حل الأزمة بها.


وفى اليوم الثالث تواصل النشاط المكثف بثلاثة لقاءات فى غاية الأهمية، بدأها السيسى بحضور منتدى الأعمال الصينى الأفريقى، ثم المشاركة فى الجلسة الافتتاحية للقمة الصينية الأفريقية.. حيث كان حضور الرئيس قويا وترحيب الرئيس الصينى وزعماء أفريقيا بوجوده ودوره واضحا للجميع، وشارك فى القمة ٢٠ رئيس دولة ومسئولون من ٣٠ دولة ومن كل المنظمات الدولية المهمة، وفور انتهاء الجلستين عاد الرئيس لمقر إقامته ليستقبل رئيس جنوب السودان سيلفا كير ويؤكد دعم مصر للحل السياسى بالبلد الشقيق ودفع التعاون بين البلدين إلى الأمام.


وبالأمس شارك الرئيس فى الجلسة الثانية للقمة الصينية الأفريقية، ويصل التعاون التجارى بين الجانبين إلى ١٧٠ مليار دولار وأكد بينج أن بلاده ستقدم لأفريقيا استثمارات ومشروعات ومنحاً بقيمة ٦٠ مليار دولار، وفى حضور القادة ألقى السيسى كلمة مهمة عن مصر والنهضة الشاملة بها وترحيبها بالاستثمارات الجديدة فى منطقة قناة السويس وكل محافظاتها، وأكد أن مصر التى ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقى العام القادم ستبذل كل جهد لتقوية علاقات الصداقة والشراكة بين الجانبين.


خلال الزيارة المهمة للرئيس إلى الصين تجولنا فى شوارع وأحياء ومتاحف ومعابد بكين.. حيث التاريخ العريق يحتضن ناطحات السحاب وأحدث البنايات فى العالم والشوارع النظيفة المتسعة والخضرة التى تكسو وجه الحياة. بكين كانت مدينة قديمة مكتظة بالملايين ولكنها بالإرادة وبخطة بكين ٢٠٦٠ أعيد تخطيطها وبناؤها من جديد لتوفر حياة كريمة لسكانها ولتجذب أنظار العالم والسياح. من بكين وجدت الإجابة الشافية عن سؤال لماذا العاصمة الإدارية الجديدة وإعادة تخطيط وتجديد القاهرة القديمة، الإجابة لأن شعب مصر والملايين الذين يعيشون بالقاهرة يستحقون حياة كريمة.. والقاهرة عاصمة التاريخ والحضارة فى العالم كله يجب أن تستعيد بريقها وجاذبيتها.. لهذا يواصل زعيم مصر العمل ليل نهار.. نعم لأنه يؤمن أن شعب مصر يستحق الأفضل وأن مصر التاريخ والحضارة تستحق مكانتها فى صدارة دول العالم.


انتهت الأيام الأربعة لزيارة الزعيم المصرى إلى بكين لتبدأ رحلة عمل جديدة فى بلد لم يزرها أى رئيس مصرى قبله، هذا هو رئيس مصر الذى لا يتوقف عن العمل وهدفه الوحيد هو مصر وشعبها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة