صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


قصص وعبر| دافعت عن شرفها بـ«شومة»

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 05 سبتمبر 2018 - 09:29 م

سارت الزوجة الصغيرة ابنة الـ ٢٥ عامًا، تتساقط دموع الحزن والألم فوق وجنتيها، تنتقل متحاملة في خطواتها، وكلما خافت أن تتعثر قدميها تستند إلى جدار، وكأنهما ليس فيهما دم ينتهي إليهما، فتجرهما جرا، وتقتلعهما مابين الخطوة والأخرى.

 

تراود مخيلتها أنها وزوجها ممن حرمهم الدهر المتعة بالحياة، يهبمون على وجه الأرض، والبؤس حليفهم، والتعاسة ظلهم، وبرأس مثقلة بالتساؤلات تعصف بها الأفكار حيث الرجل العجوز الذي بلغ عامه ال– ٦٧ وكانت له مثل الابنة ويعاملها معاملة حسنة ويعطف عليها، ولم تكن تعلم أن بداخله ذئب يمطرها بكلمات الأبوة والحنان، وفي صدره شيطان لا ينام حيث حاول الاعتداء عليها واغتصابها أثناء قيامها بتنظيف منزله، ونسي بأنها كانت تقدم له يد العون والمساعدة طمعا في بعض من التقود لتساعد زوجها الفقير الذي يبذل مجهودا في عمله ولا يشكو، ولا يتكاسل راضيا قانعا بما قسمه الله له.

 

انطلقت الزوجة الصغيرة المكافحة في أرجاء الشقة تعمل بحماس وجد تصبب قطرات العرق فوق جبينها وهي تقوم بتنظيف وغسل المفروشات وترتيب الأواني، بينما يجلس العجوز يرمفها بعينيه الضيقتين يشعان منهما بريق مخيف، وفجأة وبدون مقدمات يقترب منها محاولا التحرش بها، وما إن رفضته تحول إلى أسد رهيب مخالبه كأسنان الحراب، وأسنانه كأنها سكاكين، وانقض عليها في محاولة لشل حركتها واغتصابها، وسقطت على الأرض مخاولا اغتصابها، نجحت في مقاومته وللهرب من بين براثنه، تعاتبه بكلمات يصحبها دموع وحسرة من هول تصرفه، تتوسل إليه بأنها مثل أولاده، وخادمته المطيعة لكن دون جدوى حيث انقض عليها مرة أخرى لكنها هددته بفضح أمره وإصرارها على عدم الاستسلام له مما أثار حفيظته وقام بتوبيخها ومعايرتها بالفقر، وطردها شر طردة وحرمانها من عطفه عليها وعدم اعطائها النقود مقابل عملها.

 

باتت الزوجة في حيرة من أمرها تخشى أن تخبر زوجها بتصرف العجوز المتصابي وخوفا من رد فعله، لمح الزوج في عينيها نظرات حزن وأمام كلماته واهتمامه بها وحبه الشديد لها لم تتمكن من كتم الفجيعة وروت له ماحدث من الرجل العجوز.

انفجر الزوج غضبا وبصوت غليظ كأنه النهر في هيجانه،  وتطاير الشرر من عينيه، وانتفخت عروق رقبته، وتصلبت عضلاته، يطلب منها الاتصال بالعجوز وتحديد مكان وميعاد للقاءه وموافقتها على إشباع رغبته في محاولة لاستدراجه.

 

تهللت أصارير العجوز فرحا، وتوجه إلى المكان المتفق عليه بأحد المناطق النائية المتطرفة، داخل غرفة مهجورة، وما إن وقعت عين الزوج عليه انهال عليه بعدة ضربات متتالية فوق رأسه بعصا غليظة "شومة" ولم يتركه إلا وهو جثة هامدة بل هشم رأسه تماما حتى تأكد من أنه فارق الحياة.

 

وبعد العثور على جثة العجوز، كشفت تحريات المقدم أحمد عبد العليم رئيس مباحث مركز الخانكة أن الزوجة الصغيرة وراء الجريمة، وتمكن النقيب أحمد الشامي معاون المباحث من القبض عليهما، وبمواجهتهما اعترف الزوج وذكر في أقواله بأنه هشم رأس العجوز بالشومة انتقاما لشرفه وعرضه الذي حاول أن يدنسهما بعدما انساق وراء غريزته الحيوانية، والاعتداء على زوجته واغتصابها، بينما قالت الزوجة حسبي الله ونعم الوكيل منه لله ضيعني أنا وزوجي الذي انتقم لشرفي وعرضه اللي محيلتناش غيره .. ونموت عليه.

 

تم تحرير المحضر اللازم وأحيل الزوج وزوجته إلى النيابة التي قررت حبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة العجوز بعد العرض على الطب الشرعي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة