صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| بأمر زوجي.. غريب في غرفة نومي

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 07 سبتمبر 2018 - 07:39 م

واقعة يتألم لها القلب، وتحزن لها النفس السوية، وتأبهها الشهامة، وتبكي لها الفضيلة، وتنعاها المروءة، تجرد الزوج من كل مشاعر الرجولة والنخوة، بعدما أصبح ذليلا للمخدرات، وقتل غيرته، وضاقت به السبل للحصول على المخدر فلم يجد سبيلا أمامه بعد أن جرى في عروقه دم أزرق، وماتت رجولته إلا موافقته على طلب "الديلر" الذي ببيع له المخدرات لإعطائه الجرعة بإقامة وممارسة الحب المحرم مع زوجته.

 

لم تراوده نفسه ولو لبرهة، واصطحبه واقتحما على زوجته غرفة نومها، السطور التالية تفيض أسى وتقطر حرارة.. اتخذت الزوجة أحد أركان محكمة الأسرة بالقاهرة، تعلو وجهها مسحة حزن دفين، يكسو الاحمرار عينيها من كثرة البكاء، بعدما أشهرت غددها الدمعية إفلاسها، وتوقفت عن ضخ الدموع وتحولت إلى غدد للنحيب الجاف.

 

الإرهاق راقدا تحت جفنيها، وعيناها ذابلتين يلمع فيها بريق عجيب مما لفت انتباهنا، وسيطر علينا الفضول الصحفي واقتربنا منها لمعرفة شكواها ومأساتها، وبصوت ضائع يجأر بالشكوى والمرارة أخذت تفسح الطريق لعقلها قائلة: «لقد تزوجت من جاري بعد قصة حب جمعت بيننا، ورزقت ب٣ أطفال، اعتقدت بأن الدنيا فتحت ذراعيها لي حيث كان زوجي يشهد له الجميع بحسن الخلق، وحديثه كأشهى ما يكون الحديث، لم يكن موجودا في مكان إلا أن يسوده السرور، وتغمره الفكاهات تنطلق على إثرها الضحكات من القلوب».

 

 «سرعان ما انقلب الحال بعدما اكتشفت أنه مدمن للمخدرات، لم أدخر جهدا لمساعدته في الشفاء، ولم تحرك له كلماتي وتوسلاتي ساكنا وخشية الفضيحة التي ستلحق بأطفالنا الصغار، ونشبت بيني وبينه مشاحنات كثيرة، ورضيت بنصيبي خوفا على أبنائي الصغار، لكن حدث ما لم يتخيله عقل أو يقبله، وسقط من نظري، وتحول حبي له إلى كراهية وغيظ حيث فوجئت به يصطحب "الديلر" الذي يقوم بإعطائه تلك السموم يقتحمان علي غرفة نومي، وأنا بقميص النوم، انتفضت من فوق سريري أوبخه، وأنهره، وأهرول مسرعة بحثا عن ثيابا أستر بها نفسي لكن حدث ما لم يحمد عقباه»، هكذا قالت الزوجة.

 

 وتضيف «جذبني من شعري كما لو كنت أحد عبيد الرقيق يجبرني على ممارسة الحب المحرم مع الديلر، متوسلا كي يرضى عنه ويعطيه جرعة المخدرات، المشهد أكبر من أن أتحمله، انطلقت الصرخات مدوية من بين فمي تشق الظلام والصمت، فانهال علي بالضرب المبرح، إلى أن تجمع الجيران وأنقذوني من بين براثنه يرمقونه بنظرات السخرية والعار، بينما وقف الديلر وكأنه في عالم آخر تعلو وجهه ابتسامة خفيفة ثم يرمقني بنظرات الرغبة والشهوة الحيوانية التي كانت تخترق جسدي وكأنها جمرات تتوقد بين ضلوعي، وبطريقة لا إرادية صفعته على وجهه، وقمت وبمساعدة الجيران بطردهما من المنزل».

 

احتضنت أطفالي، وأثقلت رأسي بالتساؤلات، وأشار علي الجيران بالذهاب إلى قسم الشرطة وأتقدم ببلاغ اتهمه فيه بإجباري على ممارسة الفحشاء وبشهادة الشهود، وبعد تفكير عميق اتخذت القرار بالحضور لمحكمة الأسرة ورفع دعوى للطلاق منه مغ حفظ حقوقي الشرعية، وحق أطفالي الأبرياء، وهربا من هذا الزوج الذي خدعني وأخفى عني إدمانه للمخدرات، واستحالة العيش معه بعد أن أصبح ذليلا للكيف، وتجرد من الرجولة والنخوة، وأنه غير أمين على شرفه وعرضه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة