في الوقت الذي يحتفل فيه العالم في الأول من مايو، بعماله ويكرمهم في عيدهم، يطوف عمال مصر الشوارع والميادين، وسط هتافات تطالب بتحقيق حقوقهم المشروعة في الحياة الكريمة، بعد 3 سنوات من ثورة يناير المجيدة. وعيد العمال هذا العام هو الثالث بعد الثورة، الذي خرجت تحت شعار تحقيق "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية ومن أجل إسقاط النظام الفاسد الذي أهمل مطالب الشعب وخاصة العمال باعتبارهم فئة عريضة منهم، ولكن جاءت الثورة مخيبة لأمال العمال ولم تحقق حكومة الإخوان مطالب هذه الفئة وانتهت بهجمات شرسة ضدهم. ولجأ العمال بعد الثورة في مختلف القطاعات والمجالات إلى الإضراب والتظاهر كلغة رسمية لهم للتعبير عن رفضهم لسياسة التهميش والتجاهل للطبقة العاملة، وللمطالبة بحقوقهم المهدورة، التي استمرت حكومة الإخوان في الاستخفاف بها بعد إسقاط المخلوع مبارك. وقررت حركات ثورية وأحزاب سياسية، مشاركة الاتحادات العمالية في الاحتفال بعيد العمال هذا العام،بالمزيد من التظاهرات، تنطلق إلى مختلف الميادين في أنحاء الجمهورية، للمطالبة بحقوق عصب الحياة الاجتماعية والاقتصادية "العمال" المهدورة. واعتبر رئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة كمال أبوعيطة، في تصريحات صحفية له، أن استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ينذر بثورة جياع، لافتاً إلى أن حقوق العمَّال انتقصت بعد ثورة يناير 2011. وقال ابو عيطة "قمنا في الاتحاد بجولات في مختلف محافظات مصر لحشد العمال للمشاركة في عيد العمال للتظاهر في ميدان التحرير، وندعو باقي أطياف الشعب للتضامن معنا في ذلك اليوم، من أجل استكمال مطالب ثورة يناير، ومنها المطالبة بحد أدنى وأقصى للأجور وإصدار قانون للحريات النقابية وتثبيت العمالة المؤقتة، وإعادة العمال المفصولين، والتصدي لظاهرة رفع الأسعار، واستعادة مصانع القطاع العام التي صدرت أحكام قضائية بإعادتها، ورفض شروط صندوق النقد الدولي". ولم تتحقق ابسط مطالب العمال بعد ثورة 25 يناير، وهي رفع الحد الأدنى للأجور الذي انخفض في ظل حكومة الإخوان مقارنة بالأسعار. وزادت نسبة العمال الذين فقدوا أعمالهم، بسبب زيادة عدد مصانع القطاع الخاص المغلقة، والتي ترفض الحكومة إعادة تشغيلها ذاتياً، فضلاً عن مصانع القطاع العام التي صدرت أحكام قضائية نهائية باستردادها وترفض الحكومة تنفيذها. وفي المقابل قال وزير القوى العاملة والهجرة خالد الأزهري، في تصريحات صحفية له، أن الحديث عن أخونة الوزارة مجرد إشاعة، وافتراء، مضيفا: أنه لا يوجد أي شخص ينتمي لجماعة الإخوان، بين المناصب القيادية بالوزارة، سواء الوكلاء أو مديري العموم، أوحتى وكلاء الوزارة بالمديريات. وجاءت تصريحات الأزهري بعد اتهام البعض له بتدخله بشكل مباشر في التنظيم العمالي الرسمي، محاولا ضخ عناصر من المرضى عنهم إلى مجالس إدارات النقابات، عقب القرار الذي أصدره مرسي. وتشير احدث إحصائية أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بمناسبة اليوم العالمي للعمل، إلى أن عدد المتعطلين عن العمل بلغ 3.4 مليون متعطل بنسبة 12.7% من إجمالي قوة العمل، كما بلغت نسبة البطالة بين الإناث 24.1% مقابل 9.3% بين الذكور. يشار إلى أن أصل الاحتفال باليوم العالمي للعمال جاء من كندا حيث النزاعات العمالية و"حركة التسع ساعات " في هاميلتون، ثم في تورونتو في 1870، مما أدى إلى ظهور قانون الاتحاد التجاري، الذي أضفى الصفة القانونية، وقام بحماية نشاط الاتحاد في عام 1872 في كندا، وخرجت المسيرات كدعم لحركة التسع ساعات، كما أن إضراب عاملي الطباعة أدى إلى الاحتفال السنوي في كندا. وبعدها أصبح الأول من مايو احتفالاً دولياً للانجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية، وكان حادث هايماركت مصدرا لغضب للناس في أرجاء العالم، ظلت ذكرى "شهداء هايماركت" في الذاكرة ضمن عدد من الإجراءات والتظاهرات الخاصة بهذا اليوم.