علما كولومبيا وفلسطين
علما كولومبيا وفلسطين


حكاية «إسرائيل أمريكا الجنوبية» التي اعترفت بفلسطين كدولةٍ مستقلةٍ

أحمد نزيه

الإثنين، 10 سبتمبر 2018 - 01:56 ص

قبل تسع سنوات من الآن، شنّ الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز هجومًا حادًا على جارته كولومبيا، ووصفها بأنها إسرائيل أمريكا الجنوبية، ورآها تتحرك بتعليماتٍ من إمبراطورية الشر، الوصف الذي اعتاد تشافيز أن ينعت به الولايات المتحدة.

سبب الهجوم اللاذع من تشافيز وقتها، هو موافقة الحكومة الكولومبية على إنشاء أربع قواعد عسكرية أمريكية بأراضيها، منها ثلاثة قواعد في شمال ووسط وجنوب شرق البلاد، على مشارف الحدود المشتركة بين فنزويلا وكولومبيا، البالغة نحو ألفي كيلو متر.

وقتها كان الرئيس الحالي لفنزويلا نيكولاس مادورو يشغل منصب وزير خارجية بلاده، ويجلس مع السفيرة الكولومبية لدى بلاده ماريا لويزا شياب، ويبلغها خطورة أمر هذه القواعد على بلاده، وأنه بالإمكان أن تستخدمها الولايات المتحدة، في شن هجماتٍ على بلاده.

وبين فنزويلا والولايات المتحدة عداءٌ ترسخ مع قدوم هوجو تشافيز للحكم في فنزويلا عام 1998، واستمر في عهد خلفه نيكولاس مادورو، ودائمًا ما قال تشافيز إنه يخوض حربًا ضد الإمبريالية الأمريكية.

اعتراف كولومبيا بفلسطين

وتمر الأيام والشهور والسنين، ويحل يوم الثالث من أغسطس عام 2018، الذي يخرج فيه الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته، خوان مانويل سانتوس، ليعلن اعتراف بلاده بفلسطين كدولةٍ مستقلةٍ على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وذلك قبيل مغادرة الحكم في كولومبيا.

إسرائيل أبدت اندهاشها من الأمر، وعلقت آمالها على الرئيس الجديد إيفان دوكي ليعدل على ما قام به سلفه، وهو ما تحدثت عنه خلال بيانٍ صادرٍ عن خارجيتها حينها، قالت خلاله " نحن مندهشون من التقرير الذي أوردته وسائل الإعلام وننتظر توضيحات من الإدارة الكولومبية الجديدة التي تحقق في هذا الأمر".

لكن بوجوتا خيبت آمال تل أبيب، فقد أعلن وزير الخارجية الكولومبي كارلوس هولمز تروخيلو، أول أمس الأحد أن قرار اعتراف بلاده بدولة فلسطين في عهد الرئيس السابق مانويل سانتوس، لن يتغير.

كولومبيا كانت قد امتنعت في ديسمبر الماضي عن التصويت على مشروعٍ عربيٍ في الأمم المتحدة ضد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ضمن 35 دولةً في العالم أقدمت على ذلك، فيما أيدت حينها 128 دولةً مشروع القرار العربي، كانت فنزويلا التي رمت كولومبيا من قبل بوصم "إسرائيل القارة اللاتينية" بالطبع من بين تلك البلدان الرافضة للقرار الأمريكي بشأن القدس.

لا شيء في السياسة يبقى على حاله، الأمر يتغير مع تغير الزمن، وموقف كولومبيا بشأن فلسطين المستقلة خير دليلٍ على ذلك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة