رياض السنباطي
رياض السنباطي


«رياض السنباطي».. من مغني موالد إلى أحد العباقرة الموسيقيين

محمد طه

الإثنين، 10 سبتمبر 2018 - 04:01 م

تحل اليوم 10 سبتمبر الذكرى الـ37 لرحيل الموسيقار والملحن رياض محمد السنباطي الذي يعتبر أحد أبرز الموسيقيين العرب والمتفرد بتلحين القصيدة العربية.

 

 

رياض السنباطي الذي ولد في دلتا مصر أصيب في التاسعة من عمره بمرض في عينه، أحال بينه وبين الاستمرار في الدراسة، وهو ما دفع بوالده إلى التركيز على تعليمه قواعد الموسيقي وايقاعاتها.

 

 

وأظهر رياض السنباطي استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول وعرف باسم «بلبل المنصورة»، وقد استمع الشيخ سيد درويش لرياض فأعجب به أعجابا شديداً وأراد أن يصطحبه إلى الإسكندرية لتتاح له فرصاً أفضل، ولكن والده رفض ذلك العرض بسبب اعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته.

 

 

وقرر السنباطي الأب عام 1928 الانتقال إلى القاهرة مع ابنه، الذي كان يرى انه يستحق أن يثبت ذاته في الحياة الفنية، مثله مثل أم كلثوم التي كان والدها صديقا له قبل نزوحه إلى القاهرة، في ذلك العام بدأ السنباطي مرحلة جديدة من حياته لا يمكن وصفها بالسهولة، وإزاء تلك الصعوبات كانت رغبته في إثبات ذاته، وسط مناخ المنافسة الشديد ولهذا وفي تواضع جم وإنكار لذاته ولقدراته، وامتثالاً لواقع الأمور تقدم بطلب لمعهد الموسيقى العربية، ليدرس به فاختبرته لجنة من جهابذة الموسيقى العربية في ذلك الوقت، إلا أن أعضاءها أصيبوا بنوع من الذهول، حيث كانت قدراته أكبر من أن يكون طالباً لذا فقد أصدروا قرارهم بتعيينه في المعهد أستاذا لآلة العود والأداء.

 

 

ومن هنا بدأت شهرته واسمه في البروز في ندوات وحفلات المعهد كعازف بارع، ولم تستمر مدة عمله بالمعهد إلا ثلاث سنوات، قدم استقالته بعدها حيث كان قد اتخذ قراره بدخول عالم التلحين، وكان ذلك في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي عن طريق شركة أوديون للاسطوانات التي قدمته كملحن لكبار مطربي ومطربات الشركة ومنهم عبد الغني السيد، ورجاء عبده، ونجاة علي، وصالح عبد الحي.

 

 

وتميز السنباطي في مجال الموسيقى حيث بلغ عدد مؤلفاته الغنائية 539 عملاً، حيث لحن لـ120 شاعراً أبرزهم أم كلثوم، ومنيرة المهدية، وفتحية أحمد، وصالح عبد الحي، ومحمد عبد المطلب، وأسمهان، وهدى سلطان، وفايزة أحمد، ووردة، وميادة الحناوي، ونجاة، وسميرة سعيد.

 

 

ومع تطور أسلوب السنباطي وسطوع نجم آم كلثوم في منتصف الثلاثينيات، سهل لهما التلاقي، وكانت البداية بأغنية «على بلد المحبوب وديني»، التي قدمت عام 1935 ولاقت نجاحا كبيرا، لينضم السنباطي إلى جبهة الموسيقى الكلثومية والتي كانت تضم القصبجي وزكريا أحمد، إلا أن السنباطي كان مميزا عن الآخرين فيما قدمه من ألحان لأم كلثوم بلغ عددها نحو 90 لحنا، إلى جانب تميزه فيما فشل فيه الآخرون إلا وهي القصيدة العربية التي توج ملكا على تلحينها، سواء كانت قصيدة دينية أو وطنية أو عاطفية، ولذلك آثرته السيدة أم كلثوم من بين سائر ملحنيها بلقب العبقري.

 

 

وقدم السنباطي أغنية "رسالة إلى جمال عبد الناصر" غنتها أم كلثوم، في ليلة وفاة ناصر، كتب هذه القصيدة نزار قباني ولحنها مباشرة رياض السنباطي.

 

 

أغنية الأطلال من كلاسيكيات الموسيقى العربية وهي الأغنية التي اعتبرها النقاد تاج الأغنية العربية، كما يعدها الكثيرون أجمل ما غنت أم كلثوم وأروع ما لحن السنباطي، وغنتها أم كلثوم عام 1966 وهي أجزاء من قصيدة الأطلال الأصلية بالإضافة إلى أجزاء من قصيدة الوداع للشاعر إبراهيم ناجي.


 

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة