فارس العلمي خلال حواره مع بوابة أخبار اليوم
فارس العلمي خلال حواره مع بوابة أخبار اليوم


خاص| مستشار البنك الدولي: القاهرة سوق واعدة للمبادرات

آية سمير

الإثنين، 10 سبتمبر 2018 - 09:59 م

 

_القاهرة بيئة واسعة ومتنوعة للكثير من المبادرات وتعتبر سوق ممتاز لريادة الأعمال

 

_يوجد اتجاه قوي وواضح من الحكومة الحالية لجذب المستشمرين من الخارج للسوق المصرية

 

_يوجد في مصر الآن حالة من الزخم والاهتمام بالمبادرات والمبادرين بصورة لم تتواجد من قبل

 

_العمل في المبادرات "طريقة تفكير"..وليست مجموعة من المهارات الشخصية

​​​​​​

_قليلا ما تسبق القوانيين المبادرين.. المبادر دائمًا هو الأول

 

 

لا توجد خصائص محددة يمكن من خلالها الحكم على شخص ما بأنه »مبادر«أو يصلح لأن يكون مبادرًا، لأن الأمر في النهاية لا يتعلق بالخصائص والصفات الشخصية بقدر ما يتعلق بـ«طريقة التفكير» أو كما يطلق عليها الـ »mindset»، والتي من شأنها أن تجعل الأشخاص مبادرين أو لا.. هكذا يرى، فارس العلمي، المؤسس والمدير التنفيذى لمنظمة الإدارة الاستراتيجية الدولية، ومستشار البنك الدولي المختص فى إنشاء حاضنات المشاريع و الشركات الناشئة، تعريف كلمة مبادر.

 

وفي حوار نظمته السفارة الأمريكية بالقاهرة بين فارس العلمي وعدد محدود من الصحفيين كان من ضمنهم «بوابة أخبار اليوم» خلال زيارته القصيرة لمصر، للحديث عن المبادرين وريادة الأعمال، أعرب «العلمي» عن تفاؤلة الشديد فيما يخص نمو هذا القطاع بشكل ملحوظ وكبير بشكل لم يكن موجودًا خلال السنوات الماضية.

 

 

وخلال إجاباته على عدد من الأسئلة التي طرحتها «بوابة أخبار اليوم»، أكد «العلمي» أن مجال ريادة الأعمال، يعتبر حاليًا من أكثر القطاعات التي تشهد زخمًا في الوقت الحالي والتي لفتت انتباه عدد كبير من الشباب والمبادرين الذين يملكون الأفكار التي تتماشى مع السوق المصرية.

 

 

مصر سوق متنوع وكبير

 

وقال «العلمي» إن مصر تعتبر واحدة من أفضل المناطق التي تتمتع بسوق واسعة ومتنوعة من الفرص فيما يتعلق بريادة الأعمال.

 

 

 يرى «العلمي» أن المشروعات التي لا تعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي في تنفيذها مازالت سوقًا واعدة، فبعد عدد كبير من المناقشات مع المبادرين المصريين، وجد العلمي أن الأهتمام الأول للشباب هو بالمبادرات التكنولوجية، لذلك فهو يرى أن تنوع مصر وكثافة سكانها يمكن أن يخلقان الكثير من الفرص المختلفة بعيدًا عن هذا المجال.

 

                                                             

ووصف «العلمي» مصر بأنها بيئة فريدة ومختلفة عن أي سوق آخر، واضاف قائلاً إنه عندما نجد أن العاصمة وحدها يعيش فيها 25 مليون شخص، فهذا كافي جدًا لجعلها بيئة متنوعة ومليئة بالفرص.

 

 

وأشار خبير البنك الدولي إلى أن نظرة واحدة في شوارع القاهرة يمكن للفرد أن يدرك من خلالها أن البلد مليئة بالمبادرين في كل مكان، موضحًا أن: "كل الباعة الذين نقابلهم في الشوارع والأسواق هم في الحقيقة مبادرين، حتى وإن لم يكن ذلك يتم بالشكل القانوني الذي يجب الالتزام به، لكن في النهاية، القاهرة مليئة بالكثير من الشباب المبادر، حتى وان لم ينفذ أفكاره بالطريقة الصحيحة.

 

 

وأضاف العلمي أن القليل من التعليم إلى جانب توفير البنية التحتية اللازمة من أجل هذه المبادرات يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا فيما يحدث حاليًا في مصر، ومن شأنها أن تنقل المبادرات الصغيرة وريادة الأعمال من مستواها الحالي إلى مستوى مختلف كليًا تمامًا وأكثر تقدمًا.

 

دعم الحكومة

 

وبالحديث عن الدعم الذي تقدمة الحكومة للمبادرين وأفكار مشروعات ريادة الأعمال، قال «العَلَمِي» إن زيارته لمصر ربما لم تكن طويلة بما يكفى للسماح له بجمع المعلومات الكافية للتحدث باستفاضة حول هذا الأمر، لكن نظرًا لانه كان يتعامل مع مبادرين مصريين منذ سنوات طويلة فمن الممكن القول أنه حاليًا يوجد زخم نحو هذا الاتجاه لم يكن متواجدًا من قبل، وربما يكون هذا الزخم مصحوبًا بتشجيع من الحكومة الحالية والتي تولي اهتمامًا كبيرًا بشكل عام لتطوير الاقتصاد في البلاد.

 

 

وأشار العلمي إلى أن ريادة الأعمال انتشرت ليست فقط كمبادرات وأفكار ولكن دراسة الأمر بشكل واسع ومتخصص أصبحت متواجدة بشكل كبير وعلى رأس اهتمامات الجامعات ومراكز اتدريب الخاصة، فمن الواضح أن هناك حراكًا لم يكن متواجدًا من قبل، و هناك الكثير من حاضنات الأعمال في مصرو التي تعتبر مهمتها الأولى تسريع نمو مثل هذه الافكار والمشروعات.

 

 

وفيما يتعلق بمدى ترابط الظروف السياسية والاقتصاديات والقوانيين وتأثير ذلك على سوق ريادة الأعمال، يشير العلمي أن الجانبين يمكنهم أن يساعدوا بعضهم أو يضروا بعضهم، لكن ذلك في كل الأحوال لا يعطل المبادرين، فقليلا ما سبق القانون المبادر - بحسب الخبير الدولي-، وفي أغلب الحالات يبدأ المبادرين في مشروعاتهم ثم تلحقهم القوانيين لتتناسب مع طبيعة عملهم.

 

 

ويقول العلمي إنه،: "غالبا عندما يبدأ المبادر عندما يصل إلى فكرة ما حتى وإن لم تكن القوانيين واضحة فيما يخص أجزاء محددة منها، لكن المبادرين لا يتوقفون بسبب القوانين، والطريقة المثلى دائما هي الحديث بين المبادرين وصناع القرار للتوصل للطرق والقوانين الأفضل التي تخدم المشروعات والمبادرات".

 

 

كيف يفكر المبادر؟

 

 

وفي حديثة مع «بوابة أخبار اليوم»، أكد العلمي أنه يعتبر نفسه محظوظًا بالقدر الكافي لرؤية نمو ريادة الأعمال في ما لا يقل عن 60 دولة مختلفة، وكنتيجة لذلك لا يمكنه وصف المبادرين بالـ«مغامرين»، لأنهم في النهاية قاموا بكل الأبحاث  والدراسات اللازمة قبل البدء في أي مشروع أو فكرة، فهو يرى أن المبادرين لا تجمعهم خصائص مختلفة بقدر ما يتشاركون طريقة تفكير تجعلهم مختلفين عن غيرهم.

 

 

لذلك نلاحظ أحيانا أن هناك أشخاص لم يحظوا بالتعليم الكافي لكنهم مبادرين رائعين، والعكس تمامًا، هناك أشخاص متحدثين وكتاب جيدين لكنهم على الجانب الآخر، لا يعرفون كيفية البدء في مبادرة أو مشروع أو فكرة جديدة.

 

 

ويرى «العلمي» أنه وفقًا لتجربته الطويلة فيما يخص ريادة الأعمال، يمكن القول أن سواء ولد المبادرين بالمهارات اللازمة أو تعلمها بالخبرة والممارسة، فما يهم في النهاية أنهم يملكون طريقة التفكير التي تؤهلهم لأن يكونوا مبادرين.

 

 

وأوضح الخبير الدولي أنه يوجد دائما ثلاثة هويات للمبادر، واستمرار مشروعاتهم أو توقفها يعتمد في النهاية على قدرة الأشخاص أنفسهم على الاحتمال داخل السوق، فمعظم الشركات الناجحة الآن كادت تتعرض للتوقف في عدد كبير من مراحل نموها، لكن الاستمرار يعتمد على القائمين على المشروعات أنفسهم.

 

 

ووجه العلمي نصيحة لكل الأشخاص الذين يملكون أفكارًا ويخشون من الفشل، بأنه لا يجب عليهم الخوف إطلاقًا، لأن في النهاية يمكن التعلم من كل فشل وتحويلة لاستمرارية تسمح للأفكار بالتقدم والنمو.

 

 

تمويل المبادرات

 

تطرق العلمي في نقاشة حول ريادة الأعمال في مصر إلى تمويلات هذه المشاريع، قائلا إن المبادر الحقيقي لا يتوقف بسبب التمويل، خاصة مع وجود عدد كبير من المؤسسات حاليًا في مصر، والتي ترغب في مساعدة مثل هذه المشروعات والعمل معها.

 

 

لذلك فإن حديث الأشخاص عن عدم توافر التمويلات اللازمة يمكن ان يعني انهم لا يملكون القدر الكافي من المعلومات حول السوق والمنظمات التي يمكن أن تساعدهم فيه.

 

 

وبشكل عام يعتقد العلمي أن مصر مازالت بحاجه للعمل على البنية التحتية التي يمكن من خلالها مساعدة المشروعات في مراحلها المبكرة جدًا وحتى ثلاث سنوات، أما المشروعات التي تمكنت من المرور بتلك الفترة فيبدو أن البلد بها ما يلزم لمساندتها.

 

 

تحديات ريادة الأعمال

 

وعن التحديات الحالية التي تواجه ريادة الأعمال في مصر، قال العلمي إن السوق المصرية واسعة، وهو أمر جيد وسيء في وقت واحد، لانه في حال لم يحدد المبادر من هو الجمهور الذي يريد استهدافة فسيكون عمله موجه في الطريق الخاطىء، لذلك فإن "معرفة السوق و الجمهور المستهدف" من أهم التحديات.

 

 

 

التحدي الثاني كما يرى العلمي، هو أن بعض الشباب قد لا يكون لديهم معرفة واسعة بالقوانيين اللازمة للبدء في مبادرة بمجال محدد، كما أن عدد التصريحات اللازمة من أجل فتح مشروع ما قد يكون عائق اليوم، لكن الحكومة تعمل حاليًا على الا يكون ذلك عائق في المستقبل، خاصة مع اهتمامها الواضح بالاستثمار وجذب رجال الأعمال من الخارج.

 

 

وشدد العلمي في نهاية حديثة على أن نصيحته لرواد الأعمال أن «ابدعوا»، لأن الكلام بدون تنفيذ ليس له قيمة، وبدون تنفيذ لا يوجد مبادرات، ووجه العلمي المبادرين بالاستفادة مما يوجد حاليًا في مصر من مؤسسات وحاضنات أعمال ترغب في تطوير مشاريع ريادة الأعمال.

 

 

جاء فارس العلمي إلى مصر نهاية بداية هذا الأسبوع للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولى السابع عشر لمنظمة اقتصاديى الشرق الأوسط تحت عنوان "محددات النمو فى عصر الثورة الصناعية الرابعة"؛ والذى عقد بجامعة النيل بمشاركة أكثر من 80 باحث من أمريكا وأوروبا و معظم البلاد العربية.

 

 

 ووفقًا لتصريحاته، فقد شارك العلمي في عدد من النقاشات حول ريادة الأعمال في مصر مع أكثر من 100 طالب من جميع أنحاء البلاد، بالإضافة لإستعراض طرق تسريع نمو المبادرات وانشائها. كما زار الخبير الدولي عدد من الأماكن الأثرية والتاريخية بمصر، ومن ضمنها منطقة الأهرامات.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة