صورة مجمعة
صورة مجمعة


قصص «شعوبٍ» دفعت ثمن هجمات 11 سبتمبر

أحمد نزيه

الإثنين، 10 سبتمبر 2018 - 10:35 م

 

تحل غدًا الثلاثاء 11 سبتمبر الذكرى السابعة عشر لهجماتٍ شنها تنظيم القاعدة الإرهابي، واستهدفت برج التجارة العالمي في نيويورك، ليعيش العالم على وقع مأساةٍ دفع ثمنها آخرون دون أن يقترفوا ذنبًا يذكر.

إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش ارتأى لها أن تشن هجماتٍ حربيةٍ على من تراهم ضالعين رئيسيين، فحاربت شعوبًا وبلدان، فخلطوا عملًا سيئًا مع آخر كانوا يعتبرونه صالحًا إن حسنت نوايا الإدارة الأمريكية وقتها.

البداية من أفغانستان

بداية العدوان الأمريكي الذي كان ردة فعلٍ لهجمات 11 سبتمبر كان في أفغانستان التي كانت تحكمها حركة طالبان وتعيش أجواءً عصيبةً من الصراع على الحكم، الذي أفضى إلى حربٍ أهليةٍ.

شعبٌ ذاق ويلات الحربية الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1996 و2001، بين دولة أفغانستان الإسلامية وهي الحكومة التي بدأت في سنة 1992 بعد سقوط الشيوعية في أفغانستان بانهيار الاتحاد السوفيتي، وإمارة أفغانستان الإسلامية، المتمثلة في حركة طالبان، التي سيطرت على الحكم، ووقعت العاصمة كابول في قبضتها أواخر سبتمبر عام 1996، قبل أن تعيد الحكومة الكرة عليها.

وكان شعب أفغانستان بالكاد يخرج من غيبوبة تلك الحرب الأهلية حتى يستيقظ على أصوات طلقات المدافع وضربات الطيران الأمريكي، والتي قضت نهائيًا على الحرب الأهلية، لكنها أبدلت الحرب الأهلية بغزوٍ أمريكيٍ.

أمريكا ضربت أفغانستان في أعقاب 11 سبتمبر عبر عملتين، أحدهما كانت مصبوغةً بالصبغة الدولية عن طريق مجلس الأمن الدولي.

العملية الأولى كانت بدءًا من السابع من أكتوبر من عام 2001، أي بعد أقل من شهرٍ واحدٍ على هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وسمتها الولايات المتحدة عملية التحرير الدائمة واشترك في هذه العملية دول أخرى، أبرزها بريطانيا، الشريك الأساسي للولايات المتحدة في عملياته العسكرية ردًا على أحداث 11 سبتمبر.

وكانت العملية تهدف إلى تدمير مواقع ومعسكرات تنظيم القاعدة في أفغانستان، وترصد زعيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن، إضافةً إلى إزالة حكم حركة طالبان المدعومة من تنظيم القاعدة، وكان النطاق الجغرافي لهذه العملية هو الجزء الشرقي والجزء الجنوبي من أفغانستان والحدود الأفغانية مع باكستان.

العملية الثانية كانت في ديسمبر من العام ذاته، شنتها قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان "إيساف"، وكانت الولايات المتحدة هي قائدة العمليات رفقة بريطانيا وأربعين دولة أخرى، إضافةً إلى دعمٍ من القوات البرية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، واستهدفت هذه العملية إلى القضاء نهائيًا على حركة طالبان، التي استعادت قوتها بعدما تم إسقاط حكمها.

ما يهم أكثر في ذلك الأمر هو ضحايا تلك الحروب الدامية من الشعب الأفغاني، فقد بلغ عدد الضحايا من المدنيين على مدار عشر سنوات منذ 2001 حتى 2011 نحو مائة وخمسين ألف قتيلٍ حسب عضو مجلس البرلمان الأفغاني رمضان بشار دوست، الذي أكد وقتها أن هذه الحرب لم تصب في مصلحة الشعب الأفغاني.

القوات الأمريكية استمرت متواجدة في أفغانستان حتى عام 2014، حينما انسحبت من هناك، في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بعد مماطلة مستمرة من إدارة جورج دبليو بوش في أمر الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

الحرب على العراق

ومن أفغانستان إلى العراق، فقد غزت الولايات المتحدة بلاد الرافدين تحت مزاعم وجود أسلحة دمار شامل مع تبريرٍ آخر هو النيل من مرتكبي أحداث 11 سبتمبر، رغم تأكيد بعثة التفتيش الدولية التابعة لوكالة الطاقة الذرية الأممية خلو العراق من هذه الأسلحة، وبدأ الغزو أواخر مارس عام 2003، بمشاركة من القوات الأمريكية والبريطانية معًا، إضافةً إلى مشاركةٍ رمزيةٍ من القوات البولندية والأسترالية، وأدت تلك العملية إلى سقوط بغداد في التاسع من أبريل من العام ذاته، وقد استمر التواجد الأمريكي في العراق حتى عام 2011.

ودون الخوض في مزيدٍ من التفاصيل عن الحرب التي يلم بها الكثيرون، فإن خسائر تلك الحرب، كانت أكبر خسائر بشرية من المدنيين في تاريخ العراق وفي تاريخ حروب الجيش الأمريكي منذ عدة عقود.

الخسائر البشرية في هذه الحرب من قبل المدنيين العراقيين، الذي تم توثيق مصرعهم جراء الحرب تخطوا التسعين ألفًا حتى عام 2008، كما يوجد ما بين 47 ألف قتيل و52 ألف قتيلٍ عراقي دون شهادة وفاة موثقة.

وطبقًا لإحصائية حديثة في 2017، بلغ عدد ضحايا الغزو الأمريكي للعراق ما بين 180 ألف قتيلٍ إلى مائتي ألف قتيلٍ.

ضحايا هجمات 11 سبتمبر كان نحو 2500 شخصٍ أمريكي، لكن الولايات المتحدة رأت أن تحارب الإرهاب لتمنع تكرار تلك الحوادث التي تستهدف المدنيين الأبرياء فقلت ما يربو على 300 ألف شخص لا ذنب لهم بشيءٍ.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة