الطرق تعاني من المطببات العشوائية
الطرق تعاني من المطببات العشوائية


مطبات «الإهمال».. مصايد للموت على الطرق والكبارى

محمد وهدان

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018 - 12:35 ص

 

كبارى وطرق " المحروسة" تحتاج إلى نظرة.. شروخ وحفر وحواجز خرسانية ومطبات عشوائية تقف بالمرصاد لمستخدمى الطرق ومركباتهم.. بينما أصبحت الفواصل الحديدية سرطان جديد ينخر فى جسد هذه الطرق التى كلفت الدولة مليارات الجنيهات.. مشاريع جديدة يتم افتتاحها كل يوم ولكن الإهمال كان سيد الموقف على الطرق والكبارى الرئيسية ويطاردها طوال العقود الماضية، يسانده غول البيروقراطية ليتسببا فى أزمات مرورية وحوادث لا تنتهي.. "الأخبار" رصدت فى هذا التحقيق العقبات التى تواجه المصريين على الطرق والكبارى فى القاهرة الكبري، وبحثت مع الخبراء سبل إنهاء هذه الأزمة التى تعتبر أحد الأسباب الرئيسية للحوادث والاختناقات المرورية.

 

البداية كانت من "طلعة" كوبرى أكتوبر" ناحية ماسبيرو"، والذى يعتبر شريان الحياة للعاصمة، فهو الكوبرى الذى يخدم الملايين.. الحواجز الخرسانية عند مطلع الكوبرى تسببت فى حادث منذ أسابيع لتتحرك يمينا إلى حرم الطريق قليلا وتشكل أزمة مرورية جديدة من الممكن أن تحلها الإدارة العامة للمرور أو هيئة الطرق والكبارى ولكنها تركت لأيام لم تتحرك بل ان هذا الحاجز الخرسانى تسبب فى عشرات الحوادث نتيجة عدم رؤيته.. ويؤكد أحمد سعيد، موظف عام، أن الدولة تقوم بتجميع رسوم مرور إجبارية فى ترخيص العربات، لكى يتم تحسين الطرق، ولكن فى المقابل يوجد أشياء تعوق حركة المرور فى الشوارع ومن الممكن أن تتسبب فى حوادث على الطرق ومنها المطبات العشوائية وعدم التزام سائق النقل الثقيل بالسير فى الناحية اليمنى، بالاضافة إلى اللجان المرورية المفاجئة.

 

رقابة غائبة

ومن أعلى الطريق الدائري، وبالتحديد عند "نزلة المريوطية".. الأسفلت غير ممهد بسبب المواقف والركنات العشوائية عليها علاوة على الرقابة والصيانة الغائبة، فهذه المنطقة تقع فى منتصف الدائرى وهى منطقة حيوية وتحتاج إلى تطوير ورقابة مستمرة حتى "لاتعود ريما لعادتها القديمة"، وعلى الناحية الأخرى الموازية للطريق صعدنا إلى محور صفط اللبن الذى يصل الطريق الدائرى بجامعة القاهرة ، والوضع لم يختلف كثيرا، فأسوار المحور الذى تم الانتهاء منه منذ سنوات قليلة اصبحت متهالكة بعد الحوادث الكثيرة التى وقعت عليه لدرجة أن الأسوار أزيلت من مكانها وتم استبدالها بأسوار حديدية، ولكنها اختفت لتعود الأزمة مجددا ، فهل يمكن أن يكون شريان مهم مثل هذا الطريق، الذى يربط مدينة 6 أكتوبر بالدقى وجامعة القاهرة، أن يكون بمثل هذا الشكل.


فواصل تنهش الإطارات

وفى مطلع كوبرى أبوالريش "بمنطقة السيدة زينب" الحال لم يختلف كثيرا، ففواصله المعدنية تنهش إطارات السيارات التى تمر على هذه الفواصل المعدنية المكشوفة، وعلى نفس المنوال يتسلل الإهمال إلى "كوبرى السيدة عائشة"، والذى يعتبر نسخة طبق الأصل من الكوبرى الأول.. الأسوار الحديدية "ملحومة" بطريقة بدائية بسبب الحوادث الكثيرة التى تقع على هذا الكوبرى بل مايزيد الطين بله هى تواجد الكوبرى فى منطقة أثرية ذات طابع تاريخى، ولكنه من الناحية الجمالية والعملية غير مطابق للمواصفات فهو يقع على بعد كيلوهات قليلة من قلعة صلاح الدين الأيوبي. ويؤكد محمد إبراهيم "سائق"، بأن اللحامات على الكوبرى "لاتضر ولاتنفع" لأن الصنايعى الذى قام بعمل لحام لهذه الأسوار الحديدية صممها بطريقة عشوائية.


وأضاف أن مشروع تطوير الكوبرى معلق منذ سنوات ونتمنى عمل الإصلاحات اللازمة قبل فوات الأوان.

 

فتحات عشوائية

ومن طريق النصر وبالتحديد من أمام منصة الزعيم الراحل محمد أنور السادات، رصدنا بعض الفتحات العشوائية، والتى قام بتنفيذها أصحاب الموتوسيكلات بعد أعمال الإصلاحات الأخيرة فى المنطقة، ومن أعلى كوبرى أكتوبر، تحدثنا مع أحمد فوزي"سائق"، والذى أكد أنه كاد أن يلقى حتفه من أعلى الكوبرى الأشهر فى مصر بسبب أحد الإعلانات المعلقة، خلال الأيام الماضية، فى فترة الأحوال الجوية السيئة وموجة الرياح التى ضربت البلاد. وطالب المسئولين بالمراقبة المستمرة لهذه الإعلانات حتى لاتتسبب فى كارثة. وفى آخر الكوبرى وبالتحديد من وصلة "غمرة - رمسيس" وجدنا الحواجز الخرسانية تميل إلى نهر الطريق بعد حادثة زحزحت الحاجز الخرسانى من مكانه ، ولكن الغريب هو التكاسل فى إعادة هذا الحاجز لمكانه.


عقبة كبيرة

وأكد اللواء مجدى الشاهد، الخبير المروري، أن الطرق الداخلية فى نطاق المحافظات تتبع المحليات والطرق الخارجية تتبع الهيئة العامة للطرق والكباري، وهناك طرق تم تطويرها بمعرفة القوات المسلحة، تحت إدارة الخدمة الوطنية، وهناك ٤ عناصر أساسية يتم من خلالها استحداث شبكات الطرق القديمة وهذه العناصر هي: "إدارة، تنظيم، صيانة وتطوير"، ويتم ذلك بمعرفة الهيئة الهندسية.


وأضاف أن هناك عقبة كبيرة تؤدى إلى انهيار شبكات الطرق، وهذه العقبة متمثلة فى قرار أصدره وزير النقل عام 2000، الخاص بعدم التزام سيارات النقل بالحمولة المقررة، وهذا سبب رئيسى فى الحوادث، خاصةً أن الغرامة المقررة عليهم 20 جنيهًا فقط عن كل طن.

وأوضح أنه بسبب هذا القرار الذى سمح لسيارات النقل بحمولة أكثر من 20 طناً، ومقابل الزيادة يقوم السائق بدفع رسوم مبالغ فيها.

وأشار إلى أن هذا القرار يضرب القانون بعرض الحائط والمعوق الرئيسى والأساسى فى زيادة الحوادث على الطرق، وزيادة أعداد القتلي. وأصاف أنه من المفترض أن تقوم وزارة النقل بإلغاء هذا القانون لكى تقوم بالحفاظ على أرواح المواطنين، وبالرغم من خطورة هذا القانون إلا أنه مُطبق حتى الآن، والسبب فى استمراره أنه يمثل "كنز على بابا".

وذكر أن الدولة تقوم بالحصول على رسوم بشكل مبالغ فيه من عربات النقل بسبب الحمولة الزائدة لتطوير الطرق.

 

اختصاصات

ويوضح المهندس كمال المنجى، رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى الأسبق، أن بعض الطرق تتبع مديرية الطرق بالمحافظة وهناك طرق تتبع الهيئة العامة للطرق والكباري. وأضاف أن كل إدارة مختصة بنفسها وتعمل وفق اختصاصاتها وبحسب الموارد المالية المخصصة اليها. وأشار إلى أن الحواجز الخرسانية إذا لم تعالج بسرعة "بتترحل"، ومن الممكن أن تتسبب فى حوادث. وأضاف أن كل هذه الأزمات من الممكن أن تحل إذا ماتعاملت وزارة النقل ممثلة فى الهيئة العامة للطرق والكبارى ووزارة الداخلية ممثلة فى الإدارة العامة للمرور بنوع من التكامل. وذكر أن المواطن العادى عليه دور كبير فى حل هذه الأزمة وهى سرعة الإبلاغ عن أى خطر فى الطريق لأقرب نقطة مرور على الطريق وإنقاذ مايمكن إنقاذه. وأشار إلى أن هناك قانونا يسمي: "قيمة رد الشيء لأصله"، وهو تقرير يرفع للجهات المختصة والتابعة له الطريق إذا ماقام مواطن عادى مثلاً بالاصطدام بعمود إنارة تابع للدولة ، فتقوم لجنة مشكلة بالنزول إلى مكان الحادث والمعاينة والزام من قام بالحادث برد الشيء لأصله على نفقته الخاصة.

 

دور كبير

وأكد المهندس عادل الكاشف، رئيس الجمعية المصرية لسلامة الطرق والمرور، أن المواطن عليه دور كبير فى تقليل نسبة الحوادث على الطرق، فهناك عدم وعى لدى المواطنين وهناك الكثير منهم يقومون بعمل مطبات وفتحات عشوائية أمام أعين المسئولين. وأضاف أن هناك رقابه غائبة وبعض المسئولين يقومون بعمل "ودن من طين وودن من عجين". وأشار إلى أن هناك عدم اكتراث بتحصيل الغرامات التى تفرض على المواطنين إذا ماقاموا باتلاف المال العام فى حادث مشابه فهى أموالنا كلنا نحن المصريين ويجب على الجهات المختصة توفير الرقابة المستمرة لأن هناك أكثر من 65 ألف مصاب سنوياً، فى الفئة العمرية من 15 إلى 30 عاماً وكلهم من الشباب.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة