مظاهرات في كتالونيا
مظاهرات في كتالونيا


الوجه الآخر لـ«11 سبتمبر».. انفصاليو «كتالونيا» يتوقون للاستقلال في ذكرى الاحتلال

أحمد نزيه

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018 - 02:26 م

"حكومتنا تعتزم جعل الجمهورية في كتالونيا أمرًا واقعًا"، لهجةٌ تصعيديةٌ تحمل تحدٍ للسلطات الإسبانية تلك التي خرج بها زعيم إقليم كتالونيا يواكيم تورا عشية يوم الحادي عشر من سبتمبر.

 

ذاك اليوم الأسود في تاريخ الولايات المتحدة، حينما استيقظ شعبها في هذا اليوم قبل سبعة عشر عامًا على وقع حادث تفجير برج التجارة العالمي، الذي أقدم إرهابيو تنظيم القاعدة على تفجيره، في خطوةٍ معاديةٍ لأمريكا، التي تُصنف عدوًا لدودًا لتلك الجماعات.

 

وحينما يرد على مسامعنا كلمة الحادي عشر تأخذنا أنظارنا إلى مشهد الدمار الذي لحق ببرج التجارة العالمي في نيويورك، فيوم الحادي عشر من سبتمبر بات مرتبطًا لدى العالم بتلك الذكرى، لكن في كتالونيا هذا اليوم يمثل حدثًا آخر.

 

قصة احتلال كتالونيا

 

وقبل ثلاثة قرونٍ ازدادوا بأربع سنواتٍ، في مثل هذا اليوم، وقعت كتالونيا تحت احتلال إسبانيا وفرنسا، اللذين احتلا أيضًا إمارة موناكو، وذلك ضمن ما عرفت بحرب الخلافة الإسبانية مطلع القرن الخامس عشر، والتي دارت رحاها ما بين عامي 1701 و1714، بعد وفاة العاهل الإسباني كارلوس الثاني.

 

ويعتبر اليوم هو العيد الوطني في كتالونيا، والمتمثل في ذكرى سيطرة قوات الملك فيليبي الخامس على كتالونيا، في الحادي عشر من سبتمبر عام 1714، ويتخذ الانفصاليون الكتالونيون من هذا اليوم مناسبةً كل عامٍ للمطالبة باستقلال الإقليم عن المملكة الإسبانية.

 

طابع خاص هذا العام

 

وذكرى هذا العام تكتسب طابعًا جديدًا، كونها الأولى بعد عامٍ على تنظيم استفتاء استقلال الإقليم في الفاتح من أكتوبر من العام الماضي، والذي رفضت مدريد الاعتداد بمشروعيته، في وقتٍ مضت برشلونة قدمًا في إجراء الاستفتاء، الذي صوّت خلاله نحو 90% من الكتالونيين الذين ذهبوا مراكز الاقتراع، وبلغة نسبة حضورهم 46% لصالح الانفصال.

 

بعدها أعلن حكومة كارلوس بوجديمون الاستقلال عن كتالونيا من جانبٍ واحدٍ في السادس والعشرين من الشهر ذاته، لتدخل حكومة رئيس الوزراء الإسباني السابق ماريانو راخوي، وتعزل رئيس الإقليم وتلغي الحكم الذاتي المتمتع به الإقليم منذ زوال حكم الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو عام 1979، وتفرض الحكم المباشر على الإقليم.

 

الحكومة الإسبانية وأدت حينها مخططات الانفصال الكتالونية، وأجرت انتخاباتٍ برلمانيةٍ في الإقليم في الحادي والعشرين من ديسمبر، لكن دعاة الانفصال تمكنوا خلاله من الفوز مرةً أخرى، ليُحيا من جديدٍ حلم الاستقلال في كتالونيا.

 

زعيم الإقليم الذي خلف بوجديمون،  يواكيم تورا، الذي تولى منصبه في مايو الماضي، ورفض قسم الولاء للدستور الإسباني حينما أدى اليمين الدستوري، أعلن عزم الإقليم تنظيم مظاهراتٍ حاشدةٍ اليوم الثلاثاء لتجديد مطالب الاستقلال عن إسبانيا، في وقتٍ سجل فيه نحو 460 ألف شخصٍ مشاركتهم في تظاهرات اليوم، المتوقع أن تتخطى حاجز المليون شخص.

 

إقليم كتالونيا سيخرج اليوم في تظاهراتٍ حاشدةٍ  ليجدد حلم الاستقلال، الذي يتمناه كثيرٌ من شعب كتالونيا، فيما يصر البعض من الشعب الكتالوني على البقاء داخل إطار إسبانيا، خاصةً أن الإقليم يتمتع بالحكم الذاتي، وله برلمانٌ ورئيسٌ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة