طه حسين «الجديد».. حسين عراقي «كفيف» يبحث عن نوبل
طه حسين «الجديد».. حسين عراقي «كفيف» يبحث عن نوبل


بالفيديو والصور| طه حسين «الجديد».. عرابي «كفيف» يبحث عن نوبل

محمد فاروق

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018 - 08:23 م

شاب بعقل الشيوخ، ألقى بالإحباط وظروف فقدان البصر خلف ظهره، وقرر قهر الصعاب بـ«الخطابة وحفظ القرآن» حتى صار حسين مصطفى عرابي أحد نوابغ القاهرة.

 

البداية كانت مع حصوله على المركز الأول على إدارة الزيتون بمحافظة القاهرة في المرحلة الابتدائية ثم الأول على محافظة القاهرة في المرحلة الإعدادية، وصولًا إلى الثالث على الجمهورية في الثانوية العامة «مكفوفين» بمجموع ٩٦.١٪ ثم إلى جامعة القاهرة طالبًا بكلية الإعلام.

 

«عرابي» يؤمن بأنه يرى ويدرس بعقله، فحديثه تحفه الثقة من كل جانب وتزينه الفصاحة المستندة على حفظ القرآن الكريم، ومن هنا تحدث الشيخ حسين لـ«بوابة أخبار اليوم» عما يتردد كثيرًا عن وصفه بطه حسين «الجديد».

 

الحكاية من أولها

 

من حي الزيتون تحدث والد المعجزة حسين عن ظروفهم التي تبدأ من السكن في شقة مكونة من حجرتين فقط، حيث يعول زوجة وثلاث أطفال أكبرهم حسين، الذي تحدث عنه قائلا: «ولد حسين بمستشفى الدمرداش ولم يولد كفيفا ولكن ولد ومعه شقيق توأم وتوفى أخوة في الحال وبقى لنا حسين أو فرحتي وعندما أصبح عمره عدة شهور رأينا بوجود عيب في عينه حسين فعرضته على أكثر من طبيب حتى أكد لي أحدهم حاجته لإجراء جراحة عاجلة بحوالي 7 آلاف جنيه».

 

 

«لم أبخل على ولدي ودبرت المبلغ وذهبت للعيادة الخاصة للطبيب، وقام بعمل الجراحة وكلي أمل في أن ترجع أعين ولدي طبيعية ولكن مع الأسف أخذت العملية كل ما تبقى من أمل وفقد بصره بالكامل فتعاملت مع الوضع كأمر واقع».

 

القرآن.. الخير كله


قصة حسين مع حفظ القرآن الكريم، بدأت عند الثالثة من عمره حيث تتلمذ على يد الشيخ علي الغندور بمنطقة الجبل الأصفر بمحافظة القليوبية، ثم سافر الشيخ علي إلى الكويت ولم يجد ممن يأخذ بيده حتى انتقل هو والأسرة إلى منطقة الزيتون ليصبح قريباً من مدرسته «المركز النموذجي لتوجيه المكفوفين».

 

في منطقته الجديدة، ذهب حسين إلى دار المعاملات الإسلامية، وهناك تعرف على الدكتور عبدالله الرفاعي مدرس علوم القرآن والتفسير بجامعة الأزهر الشريف والأستاذ محمد مدرس بالمعهد الأزهري، وتلقى على أيديهم القرآن، بالأحكام وحسن التلاوة ومع الأيام اكتشفت موهبة الإلقاء فشجعته على ذلك لأنه كان يلازمني في كل صلاة وخصوصًا يوم الجمعة.

 


حلم حسين يتحقق

 

ما ضاع حق وراءه مطالب، بهذه الكلمات بدأ حسين حديثه بالتأكيد على أن تنسيق كليته جاء كلية الألسن، وهي من كليات القمة ولكن رفض وقدم تظلم لوزارة التربية والتعليم لمراجعة الإجابات في أربع مواد، وبعد قبول التظلم وحصوله على أربع درجات ليقبل بالتنسيق طالب بكلية إعلام جامعة القاهرة.

 

 «كلية الإعلام كان أول حلم يتحقق، وأحد طموحاتي أن أصبح إعلاميًا ومؤرخًا مؤثرًا في العالم ليستفيد من علمي البشر بعد وفاتي.. حتى ممكن أخد نوبل مثلاً».. كلمات قصيرة ربما تعبر عن حلم حسين عرابي.

 

ولا يخفى على أحد تأثر «عرابي» بشخصية عميد الأدب العربي، والذي سارع بالحديث عنه قائلا: «طه بن حسين بن علي بن سلامة أديب وناقد مصري، لُقّب بعميد الأدب العربي. غيّر الرواية العربية، يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة ، درس في الأزهر، ثم التحق بالجامعة الأهلية ، وحصل على الدكتوراه عام 1914 ثم ابتعث إلى فرنسا ليكمل الدراسة، عاد إلى مصر ليعمل أستاذا للتاريخ ثم أستاذا للغة العربية، عمل عميدا لكلية الآداب، ثم مديرا لجامعة الإسكندرية، ثم وزيرا للمعارف».

 

 

إجادة وتلاوة وجوائز

 

لا يزال حسين يتذكر أول سورة من القرآن الكريم، قائلا: «أول سورة حفظتها كانت سورة الناس, وبعدها قمت بحفظ الباقي، بفضل الله ثم سماع الشيخ المنشاوي وعبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ كشك والشيخ محمد حسان والشعراوي في إلقاء الخطب بدأت استوعب كل ما يقال أمامي بسرعة ثم أعيده مرة أخرى».

 

يتمتع حسين بأنه صاحب «10 قراءات صغرى» للقرآن الكريم، ويقوم بتحضير القراءات الكبرى حاليًا، وحصل على جوائز عديدة وتكريمات كثيرة في حفظه، آخرها من مؤسسة مصر بلدي، خلال اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة».

 

وعبر «عرابي»عن أنه مثله الأعلى حاليًا الشيخ عبدالله غندور، الذي تتلمذ على يديه منذ أن كان في الثالثة من عمرة، متمنيًا أنه يكون مثله علمًا وخلقًا؛ حيث لا يرى في فقدان عينيه عائقًا أمام تحصيل العلم والترقي لأعلى المستويات ويأخذ العلم غاية وليست وسيلة.

 

 

لعب وجد وحفظ


وعن أصدقائه وأخوته ولعبه، أكد أنه يحب الترفيه، لكن تظل القراءة الهواية الأولى لديه، وخصوصًا حفظ القرآن الكريم، معتمدًا على مصحف كامل بطريقة برايل وأنها موجودة دون تشكيل فأحافظ على سماع القرآن للتجويد بالتشكيل.

 

«نفسي أشوف الكعبة».. حلم يتعلق حسين بكسوته كلما ذكر أمامه حلم عودة البصر إليه، مضيفًا: «ذهبت للعمرة مرتين ولكن رأيت الكعبة بقلبي وليس عيني».

 

 

«عرابي» على الهواء

 

لذكائه الشديد كان حسين عرابي يحصل على ثناء الكثيرين من المحيطين به عامة، خصوصًا معلمة الرياضيات حنان فوزي بالمركز النموذجي والمسئولة عن الأولاد، والتي ناشدت وزير التربية والتعليم لمتابعة المدارس الخاصة للمكفوفين لأن هناك من الأنشطة التي لا تحظى بالدعم في المركز.

 

تقول المعلمة حنان: «حسين ليس طالبًا عاديًا فهو متكلم ومتحدث من الطراز الفريد فهو أكبر من سنه في التفكير والردود والاستيعاب، ولذلك بعثت برسالة إلى الإذاعة والتليفزيون وهناك قابل مدام منى المنياوي ومدام وفاء معدة برنامج منوعات في إذاعة الشباب والرياضة وكان البرنامج مذاع على الهواء مباشرة، فحصل على ثناء الجمهور، ثم نال شهادات كثيرة أخرى».

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة