محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: دولة الشعب والرئيس

محمد سعد

السبت، 15 سبتمبر 2018 - 09:38 م

تستفزني كثيرا التساؤلات التي تدور بين الحين والآخر "هى مصر رايحة على فين وبتتغير وتتقدم ولا لأ".. ويتناثر على جوانب تلك الأسئلة الكثير من الثرثرة والاجتهادات والتحليلات.. وكلها من قبيل الفتي لتحقيق هدفين لا ثالث لهما.. الأول يخص المغرضين بشد البلاد للخلف ووقف أي تنمية وبث روح التشاؤم وزرع بذور شائعات لتثمر ثمرا خبيثا من الفتنة وزعزعة الثقة وقتل أمل المصريين في مستقبل أفضل.. وهؤلاء تعبنا من الكلام عنهم وعن مخططاتهم الممنهجة التي تضعها لهم أجهزة دول أقل ما توصف بأنها معادية لمصر.. هذه الفئة الخبيثة لا أمل في إصلاحها ولن تتوقف إلا إذا سقطت مصر لا قدر الله.. أما الفئة الثانية هى التي تهمنا والتي أرى دائما أن هناك أملا في إصلاحها.. بشرط وجود نية لهذا الإصلاح.. وهم المغيبون من المصريين على كافة المستويات.. الذين تصيبهم سهام الفئة المضلة فتصيبهم بعدم الاتزان ليسيروا وراء الشائعات دون وعى بهدفها

 

وهنا نستعير عبارات من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لا يكل ولا يمل من التأكيد انه لن يستطيع وحده أو بالحكومة فقط النهوض بالبلد.. الرئيس يضع لبنة أولى لبناء مصر القوية الفتية.. لكن تلك الدولة التي نحلم بها منذ عقود لن تقوم لها قائمة إلا إذا أدرك كل منا دوره وواجبه تجاه البلد وليس تجاه النظام.. ويمارس هذا الدور بتفان وإخلاص.. لا ضير مطلقا أن تكون معارضا للنظام.. لكن الكارثة أن تتحول المعارضة لمعول هدم بناء نضع لبناته الأولى لمصر المستقبل.. أن تتقاعس عن أداء واجبك وتبحث عن الحجة السهلة لتبرير تقصيرك وهى انك غير راض عن النظام أو الحكومة.. ما علاقة عدم الرضا بهدم قواعد بناء المستقبل.. أو التقصير في واجب سيحاسبك الله عليه.. هنا شعرة معاوية أن تكون في صف البلد حتى ولو بجانب المعارضين.. أو بصف الجماعات الإرهابية المجرمة وتتحول إلى أداة للفساد والإفساد في الأرض والقتل والتدمير وإثارة الفتن بحجة معارضة النظام

 

ولنقف لحظة صدق حتى ولو قصيرة مع النفس.. وننظر لما يتم على أرض مصر.. ولنقف في تلك اللحظة على أرض صلبة أساسها أن ما تم من تجريف وتدمير في مصر في عقود لن ينصلح مطلقا في سنوات قليلة.. وان ما مرت به مصر من فساد وغياب هوية والسطو على مقدرات البلد قبل ثورة يناير.. إلى محاولات اختطافها وإفقادها هويتها وإدخالها في نفق مظلم لتذوب ضمن مخطط لإعادة مجد ممالك وإمبراطوريات بعد ثورة يناير وقبل ثورة يونيو.. لن نتخلص من تبعات كل ذلك في سنوات

 

ونتساءل في لحظة الصدق تلك.. هل من شخص الآن بمصر يستطيع الحصول على مكاسب باهظة أيا كان موقعه من مصالح ومصادر رزق وقوت الملايين.. بالطبع لا وألف لا.. هل تحكم مصر حاليا مجموعة مرتبطة حتى ولو لم يكن الرباط هو المصالح.. اعتقد أن التغييرات التي تتم على كافة المستويات تجعل الإجابة بالنفي القاطع.. وهل الدولة جادة في محاربة الفساد ؟.. ولعل في الرموز وكبار المسئولين الذين يتساقطون بيد الأجهزة الرقابية أفضل إجابة

 

ونأتي للسؤال الأهم.. هل الدولة حاليا تشهد محاولات جادة لإعادة البناء والتعمير ؟.. ولعل من الإجحاد والظلم بعينه أن ننكر حجم المشروعات القومية العملاقة التي تتم على أرض مصر وتعيد رسم خريطتها بالكامل.. ناهيك عن المشروعات القومية بالتعليم والصحة والصناعة والزراعة وغيرها الكثير.. ولا يوجد مشروع واحد يحمل اسم مسئول حتى ولا الرئيس نفسه.. إذن فمصر الآن ليست دولة شخص بمفرده حتى ولو كان الرئيس نفسه.. وما يتم يرسخ لدولة فتية قوية بكل أبنائها.. فأي سبب أو حجة واهية تمنعنا ليس فقط من أن نحافظ على ما يتم من إنجازات.. إنما نشارك في مضاعفة التنمية وبناء الدولة الحلم.. حلم كل المصريين وليس رئيس أو وزير.. عندما ندرك أن خلافنا لا يجب مطلقا أن يكون على حساب مصر ومستقبل شعبها.. وقتها فقط سنجنى سريعا حصاد ما نزرعه وتصبح مصر قوية بكل المصريين.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة