بوليفيا وتشيلي
بوليفيا وتشيلي


بوليفيا وتشيلي .. 140 عامًا من النزاع الحدودي تفصل فيه محكمة «العدل»

أحمد نزيه

السبت، 15 سبتمبر 2018 - 11:36 م

 

في الأول من أكتوبر المقبل، ستفصل محكمة العدل الدولية في أمر الشريط الساحلي الذي يخضع لسيطرة تشيلي، والذي تطالب بوليفيا بأحقيتها فيه، وذلك وفقًا للأنباء التي وردت من العاصمة التشيلية  سانتياجو يوم الخميس الماضي.

 

وربما يكون الحكم الذي سيخرج من قصر السلام بمدينة لاهاي الهولندية، إيذانًا بطي صفحة 140 عامًا من النزاع والتوتر الذي تخلله حربٌ طويلة الأمد في فترة من الفترات بين الجارتين الواقعتين في قارة أمريكا الجنوبية.

 

حروبٌ أفقدت بوليفيا الأرض

بوليفيا أقحمت نفسها في حروبٍ مع جيرانها من أجل حدودها، وأدى هزيمتها دومًا إلى تنازلها عن جزءٍ من أراضيها، وحدث ذلك بعد حرب عام 1932، التي كان بينها وبين جارتها وباراجواي، وبعد أن ألحقت بها الأخيرة الهزيمة، اضطرت بوليفيا التنازل عن جزءٍ من أراضيها لصالح أسونسيون.

 

ومن قبلها مع تشيلي، والذي يمثل النزاع الحدودي الآن، فبعد حربٍ ضروسٍ استمرت لنحو أربع عقود بدءًا من عام 1879 إلى غاية عام 1922، تنازلت بوليفيا عن جزءٍ كبيرٍ من أراضيها تمثل في كامل ساحلها في المحيط الهادئ، وذلك بعد أن تجرعت مرارة الهزيمة أمام التشيليين، لتبقى من وقتها بوليفيا دولةً حبيسةً، لا تطل على أي مسطحاتٍ مائيةٍ.

 

وقد خسرت بوليفيا جراء هذه الحرب 120 ألف كلم مربع من أراضيها، التي كانت تخضع لسيطرتها في ذلك التوقيت، من بينها شريط ساحلي يمتد بطول 400 كلم على ساحل المحيط الهادئ.

 

وبوليفيا وباراجواي هما الدولتان الوحيدتان حاليًا في أمريكا الجنوبية، اللتان لا تطلان على أي مسطحات مائية.

 

وفشلت مفاوضاتٌ دامت لقرنٍ من الزمن بين تشيلي وبوليفيا في التوصل لاتفاقٍ بين الجانبين ينهي الصراع القائم بينهما، والذي لا يزال يلقي بظلاله على علاقة الجارتين ببعضهما.

 

اللجوء لمحكمة العدل الدولية

ولم تجد لاباز حلًا للحصول على حقوقها في ساحل المحيط الهادئ سوى اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، فقد تقدمت في أبريل من عام 2013 بدعوى للمحكمة ضد تشيلي، تقول خلالها إن سانتياجو لم تفِ بوعودها التي قطعتها على نفسها بإنهاء عزلة بوليفيا، وجعلها تطل على ساحل المحيط الهادئ.

 

وفي انتظار حكم محكمة العدل الدولية، المتخصصة في الفصل في النزاعات الدولية، وخاصةً الحدودية بين البلدان، وذلك بعد أكثر من خمس سنوات على مداولتها لتلك القضية، التي تعتبر مصيرية للشعبين البوليفي والتشيلي.

 

ولا يُعتبر النزاع الحدودى وحده القائم بين البلدين، فهما يخوضان نزاعًا آخر حول الحقوق المائية بنهر سيلالا الحدودي بينهما، حيث ترى بوليفيا أن جارتها تستغل مياهه بغير وجه حقٍ.

 

وتجدر الإشارة إلى أن بوليفيا كانت جزءًا من دولة بيرو قبل حلول عام 1815، حينما انفصلت عن ليما، وهي تعتبر خامس أكبر دولة أمريكا الجنوبية بعد البرازيل والأرجنتين وبيرو وكولومبيا على الترتيب، ومساحتها الحالية أكبر من مساحة دولة تشيلي.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة