آثار صان الحجر
آثار صان الحجر


صور وفيديو| «صان الحجر» آثار ملقاة على الأرض.. لكل حجر تاريخ

ريم الزاهد

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 - 03:15 م

«تانيس» أو «صان الحجر» لم يسمع عنها الكثيرون، لكن كل من رآها أبهره جمال طبيعتها، «جبانة الملوك» التي لم يدخلها أحد منذ عام 1798 عندما زارها علماء الحملة الفرنسية التي قادها بونابرت ووصفوا المدينة بـ «أطلال تانيس» التي ذكرت في الكتاب المقدس.
 

«إعادة اكتشاف تانيس»
أجريت في النصف الأول من القرن التاسع عشر حفائر محدودة عثر من خلالها على تمثال «أبو الهول» المصنوع من حجر الجرانيت للملك أمنمحات الأول والموجود حاليًا بمتحف اللوفر، وندين لحفائر "أوجست مارييت" بمعبد آمون التي تعد أهم حفائر بمنطقة «تائيس» حيث عُثر على العديد من التماثيل والنقوش الرائعة والتي توجد حاليًا بالمتحف المصري بالقاهرة. 

 

عالم الآثار البريطاني "وليام فلندرز بتري" قام بحفائر في منطقة صان الحجر عام 1884  وفي عام 1929 بدأت بعثة فرنسية بقيادة "بيير مونتيه" بالعمل في معبد "آمون وموت"، وسيذكر التاريخ الاكتشاف المذهل الذي تم فيما بين عام 1939  – 1946 ،  لمقابر ملوك وأمراء الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين حيث أن المقابر لم تسرق من قبل، واحتوت على كنوز ثمينة " توابيت من الحجر والفضة - أقنعة الذهب - المجوهرات والأطباق الثمينة" المعروضة حاليًا في المتحف المصري بالقاهرة.

 

استكملت حفائر "بيير مونتيه" منذ عام 1965 بواسطة «البعثة الفرنسية لعمليات التنقيب في تانيس» التي كرست أنشطتها لإعادة الحفر العلمي في المناطق التي تم اكتشافها من قبل، وفي تنقيب قطاعات جديدة تم عمل دراسة شاملة للتل من حيث "المسح الجيوفيزيائي - دراسة الفخار-  المسح الجيومورفولوجي والتقييم العلمي والتراثي للآثار المكتشفة، و دراسة النقوش والعمارة والطوبوغرافيا، والحماية، والصيانة".

 

بنهاية الدولة الحديثة في القرن الـ ١١ ق.م ، كانت مصر مقسمة إلى منطقتين «المنطقة الأولى» في الشمال «مصر السفلى»، وقد شيد حكام الأسرة الحادية والعشرين «تائيس» كعاصمة جديدة وميناء لها وهي تقع على بعد حوالي 7 كم من عاصمة الرعامسة السابقة "بر- رعمسو قنتير" ، لم يمتد سلطانهم خارج مصر السفلى، أما المنطقة الثانية في الجنوب «مصر العليا» وسيطر عليها كبار كهنة آمون من مدينة طيبة القديمة «الأقصر» حاليًا.

 

كرست المعابد الرئيسية بتانئيس الملقبة بـ «طيبة الشمالية» لثالوث طيبة آمون وموت وخونسو، كما هو الحال بمعابد الكرنك، شيد المعبد في منطقتين كبيرتين مقدستين في الجزء الشمالي من المدينة بينما شيد قدس الأقداس "آمن أوبت" والذي يعد مرآة لمعبد الأقصر في الطرف الجنوبي منها، وفي وقت لاحق شهدت تانيس أيضًا تطور عبادة حورس الإله الأهم لمنطقة الدلتا الشرقية، وكانت المناطق الدينية محاطة بمدينة كبيرة جدًا (أكثر من 494 فدان)، وتشكل أنقاضها التي تآكلت بفعل الأمطار الغزيرة والرياح التلال المرتفعة الموجودة حاليًا.

 

وفي العصور القديمة المتأخرة تم تدمير المعابد بشدة التي كانت مشيدة من الحجر الجيري والجرانيت حيث أعيد استخدام الحجر الجيري لتصنيع الجير بينما تبقى من المعابد كتل كبيرة من حجر الجرانيت والكوارتزيت متلخصة في "مسلات وتماثيل ضخمة وأعمدة ولوحات" لذلك أطلق على تلك المنطقة والمنطقة المجاورة لها اسم «صان الحجر».
 


وفقد العديد من أحجار تلك المعابد مما يشكل صعوبة لإعادة بنائها، ويلاحظ وجود نقوش أقدم من تاريخ تأسيس مدينة «تانيس» لأنها نقلت من عاصمة الرعامسة " بر – رعمسو" التي استخدمت كمحجر في عصر الانتقال الثالث.

 

وأقام الملك «بسوسينس الأول» سوراً ضخما من الطوب اللبن كالحصن يحيط بمعبد آمون وشيد مقبرته بداخل حرم المعبد وتبع خطاه خلفاؤه من ملوك الأسرة الحادية والعشرين والثانية والعشرين اللذين قاموا بأعمار المعبد وبداية من الأسرة السادسة والعشرين "القرن السابع قبل الميلاد" انتقل مقر السلطة إلى مدينة «سايس» الواقعة في غرب دلتا النيل ومع ذلك ظلت «تانيس» مدينة مهمة وتمت إعادة بناء هياكلها وتزيينها عدة مرات خلال العصر المتأخر والعصر البطلمي. 

 


«الجبانة الملكية»
شيد ملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين مقابرهم في الجانب الجنوبي الغربي لحرم معبد أمون فيما بين المعبد الكبير والسور المشيد من الطوب اللبن وتعرض الآن بجانب مدخل المخزن المتحفي بعض من التوابيت الحجرية المكتشفة، وتعد مقبرة «بسوسينس الأول» ومقبرة «أوسركون» الثاني و«مقبرة ششنق الثالث» من أهم المقابر في الجبانة الملكية.

 

«مقبرة بسوسينس الأول»
وهي تتكون من قبوين من الجرانيت يحتويان على حجرات الدفن للملك «بسوسيتمس» الأول وخليفته الملك "آمن أم أوبت"، وهي المقبرة الملكية التي لم تسرق من قبل مثل مقبرة الملك «توت عنخ آمون» ودفن الملك «بسوسينس الأول» بداخل ثلاثة توابيت الأول من الفضة والثاني من الجرانيت الأسود والثالث من الجرانيت الوردي، ويعتبر التابوت الفضي للملك «بسوسينس الأول» والقناع الذهبي من أهم المقتنيات بالمتحف المصري بالقاهرة.

 

ودفن بالحجرة الأمامية للمقبرة المصنوعة من الحجر الجيري ثلاثة ملوك وهم: "سا - آمون وبسوسينس الثاني" في الأسرة الحادية والعشرين، و«شُشتق الثاني» من الأسرة الثانية والعشرين، وشّيدت بالمقبرة أيضًا حجرتين لأقارب «بسوسينس الأول» رئيس الرماة أوند باند والأمير "عنخ اف ان موت".

 

«مقبرة أوسركون الثاني»
نرى بوضوح تابوته الضخم في قبو الجرانيت، ودفن بتلك المقبرة والده الملك "تاكيلوت الأول"، وابنه كبير كهنة آمون رع الأمير "حر- نخت".


«مقبرة ششنق الثالث»
شيدت من كتل من الحجر الجيري المعاد استخدامه من مقابر الأفراد خلال عصر الأسرة الحادية والعشرين، وبعضها لا يزال مرئياً على الجدران الخارجية، وتحتوي المقبرة على توابيت للملك «ششنق الثالث» وخليفته الملك «ششنق الرابع»، المقبرة مزينة بمناظر ونصوص من كتب العالم الآخر.


«المسلات»
تعد «تانيس» واحدة من المواقع النادرة التي يوجد بها العديد من المسلات التي نقلت من العاصمة "بر رعمسو"، وقد أعيد إقامة بعضها أمامَ الواجهات الضخمة لمعبد آمون؛ بينما تم قطع البعض الآخر ليعاد استخدامه ككتل في البناء.

 

«التماثيل الضخمة»
تزينت واجهة قدس الأقداس بالعديد من التماثيل الضخمة للملك رمسيس الثاني المصنوعة من الكوارتزيت، وتمثل أحد بقايا تلك التماثيل الملك واقفا ترافقه ابنتاه بنت – عنات وميريت – أمون،  بالإضافة إلى زوجته ماعت - حور - نفرو - رع ابنة الملك الحيثي.


«قدس الأقداس» 
تحول قلب المعبد إلى أنقاض حيث تهدم حاليا قدس الأقداس ويوجد الآن العديد من الكتل واللوحات، وأجزاء من المسلات الجرانيتية، وبينها يمكن رؤية قاعدتا عمود الملك "سا- أمون".


«بحيرة آمون المقدسة» و« معبد خونسو»
في الجزء الشمالي من حرم المعبد «تم إقامة البحيرة المقدسة خلال حكم الأسرة الثلاثين من العديد من كتل الحجر الجيري المنقوشة التي أعيد استخدامها من الآثار الأقدم التي تم تفكيكها.


غرب البحيرة تم تكريس العديد من المعابد المتعاقبة لـ«خونسو» إله القمر ابن آمون وموت، بنيت آخرها تحت حكم الملك «نختنبو الأول» من الأسرة الثلاثين، وحاليًا الموقع متهدم حتى أساساته ويمكن تحديده اليوم بمكان تخزين الكتل غير المنقوشة.


«أعمده اوسركون»
في الجزء الشرقي من حرم المعبد فيما بين السور اللبني للملك «بسوسينس الأول» والسور الحجري للأسرة السادسة والعشرين والثلاثين يوجد مجموعة من قطع الأعمدة النخيلية الجرانيتية منقوشة بخراطيش تحوي اسم الملك «اوسركون» لأني التي اغتصبها من الملك رمسيس الثاني وموقعها الأصلي غير معروف وبالتالي لا يمكن إعادة بنائها.


«معبد حورس»
شيد في بداية عصر البطالمة معبد حورس – مسن، في الجزء الجنوبي الشرقي للبحيرة المقدسة، ولم يتبق منه غير أساسات المعبد، وحورس ‏ مسن هو معبود الحرب في تانيس الذي يقابل المعبود "منتو" حامي طيبة.

 

«معبد موت»
شيد معبد المعبودة موت زوجة آمون والمؤرخ في عصر الأسرة الحادية والعشرين إلى الجنوب الغربي من سور معبد آمون، وقد أعيد بناء ذلك المعبد عدة مرات حتى العصر البطلمي، يشاهد البئر المزدوجة المشيدة من الحجر الجيري في الجانب الجنوبي الشرقي بجوار حوض مقدس غير مكتمل البناء وهو مردوم الآن حتى يتم إعادة ترميمه، يستطيع الزوار رؤية تمثال مزدوج من الجرانيت لرمسيس الثاني والإلهة "سخمت".

 

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

آثار صان الحجر

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة