المستشار أحمد عبده ماهر
المستشار أحمد عبده ماهر


حوار| أحمد عبده ماهر: الإخوان ارتكبوا جريمة كبرى بحق الإسلام

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 17 سبتمبر 2018 - 11:00 م

كرس المستشار أحمد عبده ماهر، الباحث والمفكر الإسلامي، حياته لقضية تنقية التراث الإسلامي، وتجديد الخطاب والفكر الديني، ودخل بسبب ذلك في معارك كثيرة بسبب آرائه.

 

وألف المستشار أحمد عبده ماهر، عدة مؤلفات منها: "إسلامنا والتراث.. نحو تقويم الخطاب الديني"، و"السنة النبوية بين الدس والتحريف"، و"أوهام عذاب القبر"، و"كيف كان خلقه القرآن"، و"القرآن معجزة البيان".

 

وأكد "ماهر" في حواره مع "الأخبار" أن ما فعله الإخوان تجاه الإسلام جريمة كبرى، ساهمت بشكل كبير في عزوف الكثيرين عن الإسلام، وشوهت صورته في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن الشباب اتجه إلى الإلحاد لأنهم لم يقتنعوا بالخطاب الديني المتدني الخالي من التعقل. 

 

وإلى نص الحوار:

 

 

- هل متاجرة الإخوان بالدين أثناء حكمهم أدت إلى ارتفاع نسبة الإلحاد في مصر؟

 

   

الإلحاد هو طرد الرسالة الأصلية، الإخوان المسلمون لم ينتهجوا الرسالة، ولكن انتهجوا منهج الخرافة التي تطورت وساعدت الأجيال الجديدة في السير على نفس نهج أجدادهم، فما كان منهم إلا أن هجروا الدين، وكان ترك الدين أولاً بترك الصلاة، وبعدم الاقتناع بشخصية وعلم الفقهاء.

 

إن ما فعله الإخوان تجاه الإسلام جريمة كبري ساهمت بشكل كبير في عزوف الكثيرين عن الإسلام، وشوهت صورته في الداخل والخارج.

 

 

 - وما السبب في ذلك؟

 

خلافات التراث تجعل البعض كفارًا أصليين، ولابد للأزهر أن يتحرك بشكل جاد لمواجهة هذه الظاهرة، حمايةً للدين، وللعلم، والحضارة، والأخلاق.

 

 

- ماذا عن زيادة أعداد الملحدين في عصر الإخوان؟

 

نحن نمارس دين الله ولا نمارس دين البشر، ولكن هذه الجماعة الحمقاء تاجرت بالدين، وقامت بإغراق عقول الشباب بأفكار مغلوطة وبتعاليم بعيدة تماما عن ديننا الإسلامي الحنيف، وكل ذلك والأزهر وقف ليتفرج، فالإرهاب والإلحاد وجهان لعملة واحدة، والأهم هو تبديل الخطاب الديني بأسرع وقت ممكن وليس تجديده.

 

 

- ما أهمية الخطاب الديني في حياتنا؟ 

 

هو المحرك والمؤثر الأساسي والرئيس في حياة المسلمين، لأن هؤلاء بطبيعتهم متدينون، والدين هو محرك حياتهم الأساسي، والخطاب الديني يمثِّل فهمهم وفكرهم، و بالتالي له أهمية قصوى في التأثير فيهم إيجاباً أو سلباً، فهو الذي يدعم الأخلاق ويعمق الإخلاص والمبادئ الطيبة لدى الناس ووحدة المسلمين، ولكن للأسف فقد تملَّص الخطاب الديني من هذا كله وأصبح خطاباً طائفياً ومذهبياً، الفقهاء فيه هم المتحدثون باسم الله ورسوله، ودونهم جهلاء مع أنهم ليسوا أصحاب علم، وفقهاء العصر الحديث مقلدون وينقلون عن السابقين بلا فهم أو وعي، وهذا أودى بعقيدة وشريعة الأمة، وفي النهاية اتجه الشباب إلى الإلحاد لأنهم لم يقتنعوا بهذا الخطاب المتدني الخالي من التعقل.

 

 

- لماذا تفشل مشروعات تجديد الخطاب والفكر الديني سريعًا؟

 

لأنها ليست مبنية على أساس، فمثلاً، تصحيح المناهج الذي قام به الأزهر أخيراً والمقرر تدريسه اعتباراً من العام المقبل، ستجده أزال قشورا هامشية لا تغني ولا تسمن من جوع، فنحن فقط نضع أسماء المجددين على القاعات والشوارع ولكن لا ندرجها في المناهج للأسف.

 

 

- برأيك ما أبرز الغايات المقصودة من وراء هذا التجديد؟

 

ما يحدث حولنا يستدعي التجديد العاجل، فشبابنا اتجه إلى الإلحاد، وهناك شباب بلا أخلاق، فالآن رسالة المسجد توارت ولا يوجد شخص يقتنع بالخطيب أو يستمع لنصحه، وبالتالي ظهرت العادات السيئة لدى الناس، وذلك لعدم تطور خطاب الدعاة مع الزمن الذي يعيشون فيه، كل هذا نتيجة تخلف وتدني الخطاب الديني.

 

 

- تنامي الجماعات الإرهابية المستترة خلف الدين هل يُعد علامة على غياب التجديد في الخطاب وجمود الفكر؟

 

 

نحن ضائعون فكرياً قبل أن نكون ضائعين فقهياً... لقد أخافونا من التفكير، ما حدث إرهاب فكري، لذلك أقول دعونا نعبد الله بشكل صحيح وبراحة وحب وود، ودعونا نتفاعل مع الرأي الآخر، ونتفاعل مع الآخر حتى لو كان على غير ديننا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة