«مرضى أسبان يأتون للعلاج في مصر».. خبر نشرته صحف إسبانية ونقلته عدة مواقع إخبارية عن مجيء عدد من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي «فيروس سي» للعلاج في مصر، وذلك عبر برامج للسياحة العلاجية والاستفادة من فارق تكلفة العلاج في البلدين.

تتبعنا الخيط اﻷول لذلك الخبر من على الموقع الالكتروني لشركة "سانانتور" الاسبانية، والذي أعلنت فيه عن تفاصيل الرحلة السياحية العلاجية التي تشمل زيارة المعالم الأثرية مثل الأهرامات والإقامة في أحد الفنادق الكبرى بجانب الكشف على المرضى من طبيبين هما د.شريف عبد الفتاح ووليد عبد العاطي، وإجراء الأشعة والتحاليل في مراكز كبرى بالقاهرة، ثم شراء أدوية تكفى لمدة 12 أسبوعا.

حيث تشمل الأوليسيو والسبوسفير وغيرها، حسب التشخيص الطبي، ويتراوح سعر العلاج ما بين 4 و6 آلاف يورو، وقالت الشركة إنه إذا كشفت التحاليل عن احتياج المريض لمزيد من العلاج عليه العودة لمصر بعد مرور فترة العلاج الأولى التي تصل إلى 12 أسبوعا.

تواصلت «الأخبار» عبر البريد الالكتروني مع الشركة الاسبانية المتخصصة في السياحة العلاجية، حيث أكد لنا "خافيير كاربو" مدير الشركة أنها تعمل على زيادة خدماتها للمرضى الأسبان بفيروس سى للعلاج في مصر، وأنهم مبهورون بالمستوى المرتفع للخدمات الصحية والتسهيلات العلاجية في مصر.

وقال إن شركته تطمح في توسيع خدماتها لتشمل المرضى في أمريكا اللاتينية قريبا، خاصة بعدما أثبتت التحاليل الطبية للحالات التي جاءت للعلاج بمصر نسبة شفاء بلغت 100%، بعد 12 أسبوعاً من تلقى العلاج.

ويقول وسام عبد الباري مدير إحدى شركات السياحة المصرية التي أعلنت الشركة الإسبانية أنها تتعاون معها في البرنامج إن العرض جاء من الشركة الاسبانية لاستغلال فارق تكلفة العلاج بين مصر وإسبانيا.

ويوضح أن رحلة السائح (المريض) تستغرق 4 أيام تتضمن الكشف عليهم من الأطباء المتخصصين وإجراء تحاليل وأشعات وشراء الأدوية، موضحا أن الرحلة تتكلف ما بين 3 إلى 10 آلاف جنيه حسب مستوى الفنادق والخدمات التي يختارها السائح.

وأضاف أنه منذ بدء البرنامج قبل عدة أشهر جاء نحو 25 سائحاً ما بين مرضى ومرافقين، ورفضوا نشر صورهم حفاظا على خصوصيتهم، لافتا إلى أن الصورة السلبية عن الأوضاع الأمنية في مصر تعرقل زيادة أعداد السياح إلى مصر، إلا أن شركة سانانتور وشركات أخرى تواصلت معه لتنظيم رحلات للسياحة العلاجية بمصر في مجالات زراعة الشعر وعلاج الأورام، ولكنها مازالت في طور المفاوضات حتى الآن.

وتبقى المفاجأة التي كشفها اتصالنا مع عدد من الشركات الطبية المصرية المتخصصة في اﻷشعة والتحاليل التي قالت الشركة الاسبانية أنها تتعاون معها فى هذه البرامج السياحية العلاجية، فقد نفت تلك الشركات وجود أى نوع من علاقات التعاون في هذه البرامج,

وقال لنا د.محمد اﻷيوبى مدير مركز فيبروسكان التخصصي فى كشف نسبة التليف الكبدي أنه لم يستقبل أي مرضى أسبان، ووصف استخدام اسم شركته بالنصب، كما أوضح أن استغلال مرضى غير مصريين لأدوية فيروس سى يعتبر مخالفة قانونية على حد قوله باعتبار الدواء مدعم للمرضى المصريين.

حيث تصل تكلفة العلاج في مصر إلى 1% فقط من مثيلتها للعلاج فى دول أخرى منها اسبانيا، نظرا لانتشار المرض في مصر، وتوجد ضوابط صارمة لمنع تهريب الدواء المدعم أو استغلال دول أخرى له، كما أكد محمد دويدار مسئول العلاقات في معامل ألفا سكان أن استغلال اسم الشركة فى موقع الشركة الإسبانية غير قانوني وأنهم لا يتعاونون معها ولم يستقبلوا أي مرضى أجانب.

ومن جانبه أكد د.يحيى الشاذلي نائب رئيس لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية للشئون العلمية والإعلامية أنه ﻻ يعلم بوجود تلك البرامج للسياحة العلاجية.

وأوضح أن هناك فرقا بين الدواء المخفض لدى مراكز التأمين الصحي والمراكز التابعة للجنة، وبين اﻷدوية المعالجة التي تباع في الصيدليات والتي قد يكون سعرها أرخص من أسعار الدواء في دول أخرى، وبالتالي ﻻ مانع من استغلال فارق تكلفة الدواء في مجال السياحة العلاجية.

وتمنى أن يأتي المرضى من كل الجنسيات للعلاج في مصر، كما استبعد استغلال منظومة دعم أو تخفيض علاج فيروس سى للمرضى ضمن منظومة التأمين الصحي في بيعه للأجانب ﻷن عملية توزيع الدواء تمر بمراحل متعددة لضمان وصوله إلى المرضى ذوى الدخل المحدود ضمن برامج التأمين الصحي ومراكز العلاج التي تم الإعلان عنها من لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية.