متحف البرازيل
متحف البرازيل


البرازيل دمرت الآثار المصرية لتوفير ٤.٥ مليون دولار  

ريم الزاهد

الخميس، 27 سبتمبر 2018 - 12:20 م

تحاول حكومات الدول، المحافظة على الآثار الموجودة بها، بل على العكس تقوم بعض الحكومات بالصرف من خزانة الدولة الخاصة بها على ترميم وتطوير المناطق الأثرية؛ لمعرفتها قيمتها الحضارية، ولكن جاءت على العكس مع ريو ديجنيرو التي قررت أن تضحي بـ 20 مليون قطعة أثرية منهم 700 قطعة آثار مصرية من أجل توفير 4.5 مليون دولار من خزانتها. 

طلبت حكومة ريو ديجينيرو، قبل نشوب حريق المتحف القومي بالبرازيل، الذي راح ضحيتها 20 مليون قطعة أثرية، منهم 700 قطعة مصرية تعتبر الأقدم والأهم والأكبر في أمريكا الجنوبية، مبلغ 4.5 مليون دولار؛ لتأمين المتحف وإعادة ترميمه قبل الحادث بثلاث سنوات، ولكن لم يهتم احد. 

«كواليس حريق متحف البرزيل.. تبرعات لم تكتمل واقتصاد منهار»


قبل اشتعال النيران، في المتحف الوطني في البرازيل، كانت إدارة المتحف يلتمسون المساعدة من الحكومة في ترميم المبنى المتهدم الذي يعود إلى 200 عام والذي احتفظ بالكثير من التراث التاريخي والعلمي للأمة.

وناشدت إدارة المتحف، الحصول على تبرعات خاصة بقيمة 4.2 مليون دولار قبل ثلاث سنوات، لكنهم تلقوا فقط 240 ألف دولار، وفقا للجامعة الاتحادية في ريو دي جانيرو ، التي تشرف على المتحف.

كان الافتقار إلى الاستثمار قد ألحق الدمار بالمتحف، الذي تم تدميره في 2 سبتمبر الجاري، وفقد معظم القطع الأثرية التي يبلغ عددها 20 مليونً قطعة نادرة من كل العصور، والكثير منها لا يقدر بثمن، بما فيهم أقدم حفرية بشرية في الأمريكتين. 

ورغم أن السبب لا يزال قيد التحقيق، إلا أن السبب الواضح والرئيسي الظاهر حتى الآن تتلخص في أن اقتصاد أميركا اللاتينية لم يعد يتحمل حماية المتحف والمحافظة عليه.


«من الأهم ؟؟ أفلام ديزني أم متحف عريق»
قال روبرتو ليهرر، عميد الجامعة الاتحادية لـ«أسوشيتد برس»: لا يمكن للبرازيل تحديد أولوياتها، ما زلت لا أستطيع تصديق حدوث هذه المأساة، إنها ليست فقط الدولة التي فشلت في حماية المتحف، بل هي أيضًا فشلت في حماية مجتمع بالكامل، فهناك أموال لعروض ديزني في ريو ، ولكن ليس لتأمين متحف قومي مثل متحف البرازيل".

وأضاف ليهرر، أن الرئيس البرازيلي ميشيل تيمر، خصص بعد ساعات من الحريق مبلغ 2.5 مليون دولار كتمويل طارئ للمتحف، مما دفع الكثيرين إلى الرثاء حيث انه لابد أن تقع الكارثة ثم يظهر الدعم المادي كي تعطي أولوية لحماية الثروة الوطنية.

ورغم عدم وجود محاسبة كاملة لما تم فقده، يقدر مسئولو المتحف أن 90 % من ممتلكاته قد أحرقت، بما في ذلك الآثار المصرية، والفن والوثائق المحلية البرازيلية التي تعود إلى مئات السنين.

أنفق المتحف 4 آلاف دولار فقط على معدات السلامة مثل أجهزة إنذار الحريق وطفايات الحريق من عام 2015 إلى عام 2017 ، وفقًا لـ«كانتاس أبيرتاس» وهي منظمة غير ربحية تتعقب الإنفاق.


«المتحف القومي للبرازيل»
يعد المتحف، أقدم معهد علمي في البلاد، ويضم المتحف ما لا يقل عن 20 مليون قطعة أثرية، مع معارض في علم الإنسان البيولوجي، وعلم الآثار، وعلم الأعراق، والجيولوجيا، وعلم الحفريات وعلم الحيوان، وفقا للمعلومات الواردة على موقعه الإلكتروني.

كما يضم المتحف مجموعة رائعة من التحف المصرية القديمة تتخطى 700 قطعة أثرية، مثل المومياوات والتوابيت والتماثيل والمنحوتات الحجرية، دخل أغلبها إلى المتحف عام 1826، منها: ـ مومياء الأميرة خريمة "أميرة الشمس"، التي تنتمي للعصر الروماني، وتعتبر نادرة للغاية بالنسبة للتقنية التحضيرية المستخدمة، ولا يوجد سوى 8 أمثلة مشابهة لها في جميع أنحاء العالم.

6 مومياوات 6 مومياوات بشرية "4 بالغين وطفلان"، فضلا عن عدد من المومياوات وتوابيت للحيوانات "القطط، والأسماك، والتماسيح".

تابوت المغنية سات آمون تابوت المغنية سات آمون، شا-آمون- أون- سو، التي تنتمي للعصر المتأخر، وحصل عليها الإمبراطور بيدرو الثاني، هدية من الخديوي إسماعيل خلال رحلته الثانية إلى مصر، في عام 1876، ويتميز هذا التابوت بكونه نادرًا، لأنه لم يتم فتحه أبدا، ولا تزال مومياء المغنية بداخله.

3 توابيت أخرى يضم المتحف 3 توابيت، لكهنة آمون ينتمون للفترة الانتقالية الثالثة وعصر المتأخر، وهم: (حوري - بستيجف - هارسيس).

«الآثار المصرية في متحف البرازيل»..
مقتنيات أخرى، يحتوي على عشرات القطع أغلبها ينتمي للمرحلة الانتقالية والعصر المتأخر، مثل لوحات رايا وهاونفر، اللتين تحملان أصولا سامية موجودة في الكتاب المقدس وأقراص ماري، بالإضافة إلى شاهد ناقص ينسب إلى الإمبراطور تيبيريوس، من العصر الروماني.

ويضم مجموعة من التماثيل الجنائزية، بما في ذلك مجموعة من القطع التي تعود للفرعون سيتي الأول، من قبره في وادي الملوك، وتمثال آخر نادر من الحجر الجيري لامرأة شابة، تنتنمي الدولة الحديثة، تحمل سفينة مخروطية على رأسها.

كما يتضمن المتحف، مجموعة من النقوش والأقنعة وتماثيل الآلهة من البرونز، والحجر مثل: (تمثال بتاح - سكر - أوزوريس)، وأطباق المرمر، والأقماع الجنائزية، والمجوهرات.

ويضم عددًا من تماثيل الأوشابتي، تماثيل المجيبون، وهم الذين يساعدون المتوفى لإجراء الأعمال في الحياة الأخرى حسب الطقس المصري القديم، والأوشابتي يرجع للملك سيتي الأول ما يجعلها من القطع النادرة ، كذلك من الآثار المصرية القديمة في المتحف 3 توابيت من العصر الوسيط الثالث والعصر المتأخر.
 

الآثار تطلب معاينة القطع المصرية في متحف البرازيل المحترق 

باحث أثري: حريق متحف البرازيل التهم عدد كبير من الآثار المصرية

النيران تبتلع سنوات من الحضارة بالبرازيل.. وتقارير تكشف: المتحف ضحية أزمة البلاد

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة