الخميس، 27 سبتمبر 2018 - 09:08 م

آية السيد شيف مصرية تهوى الطهي منذ صغرها وازداد تعلقها به يوما بعد يوم، حتى أنها لم تكتفي بالشهادة الجامعية وحصولها على بكالوريوس تجارة، وقررت الالتحاق بمعهد متخصص في الطهي لتتعلم الطبخ على أصوله. 

نشأت آية مع والدين من الصم والبكم، لذلك فكانت لغة الإشارة هي لغة التفاهم الوحيدة بينهم مما جعلها تتقن هذه اللغة بشكل كبير، لكنها كانت تجد صعوبة في تعامل والديها مع الأخرين سواء في المعاملات اليومية أو قضاء بعض المصالح الحكومية، وكان من ضمن الصعوبات التي تواجهها والدتها هي مشاهدة برامج الطهي وعدم فهم ما يقوله الطهاة، فكانت تطلب من آية ترجمتها لها بلغة الإشارة. 

هنا جاءت فكرة لآية لتقديم برنامج طهي للصم والبكم وذلك من خلال خبرتها بفنون الطهي من ناحية وإتقانها لغة الإشارة من ناحية أخرى، مما يجعلها جديرة بتوصيل المعلومة لهم. 

اقرأ حكاية أخرى| من خير سطوحنا.. «نجع عون» اكتفاء ذاتي من الخضار لـ«القراميط»

وبالفعل ذهبت لبعض القنوات المتخصصة لتعرض فكرتها لكن للأسف جميعهم رفضوا بحجة أن هذه البرامج ليست مطلوبة ولن يكون لها متابعين. 

لم تيأس آية وقررت تصوير حلقات بنفسها وعرضها على صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وحين تم عرض الحلقة الأولى وجدت آية رد فعل قوى من صديقتها وأقاربها ونالت إعجابهم جميعهم، وبالطبع كانت والدة آية أول من شجعتها على ذلك. 

اقرأ حكاية أخرى|  المكياج المغشوش.. «مش كله بيطلع في الغسيل»

حرصت آية على تقديم أطباق بسيطة ومبتكرة وتكون مغذية لكل أفراد الأسرة وخصوصاً الأطفال، فقامت بمتابعة القنوات الأجنبية على الأنترنت وأخذت منهم فكرة الأكلة وقامت بتطويرها ووضع "التاتش" المصري لها، ومن أشهر الأكلات الغريبة التي قامت بإعدادها أكلة البامية المقلية والحمص بالبنجر.

والجدير بالذكر أن آية رفعت رأس مصر عاليا حين حصولها على جائزة بمسابقة الطهي العالمية "هيس" التي تقام في مصر سنويا، وذلك عند تقديمها طبق البامية المقلية والتي نالت إعجاب كل أفراد لجنة التحكيم. 

اقرأ حماية أخرى| علي الغندور.. أستاذ جامعي «كفيف» بعيون تكنولوجية

وأخيرا تتمنى آية أن تصبح لغة الإشارة مادة تدرس في المدارس حتى يستطيع الجميع التواصل مع فئة الصم والبكم ولتجنب المشاكل التي تواجهها هذه الفئة في التعامل مع الآخرين.