السيسي وعبد الناصر
السيسي وعبد الناصر


في ذكرى رحيل الزعيم.. «السيسي» على خطى «عبد الناصر» في الأمم المتحدة

محمد محمود فايد

الجمعة، 28 سبتمبر 2018 - 05:22 ص

تحل علينا اليوم ذكرى رحيل رجل لا يزال خالدا فى قلوب وعقول الملايين من المصريين، فهو رجلا من أشجع الرجال وأنقى الرجال وأخلص الرجال، كما رثاه الرئيس الراحل انور السادات بعبارته المشهورة، إنه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والذى تحل علينا اليوم الذكرى الثامنة والأربعين على وفاته.

 

وتتزامن ذكرى رحيل الزعيم عبد الناصر هذا العام، مع اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في نيويورك، ملقيًا كلمة قوية أمامها، تضع مصر في إطارها الطبيعي داخل المجتمع الدولي. 

 

كلمة الرئيس السيسي بالأمم المتحدة، وانتقادها في مقرها وعقر دارها، أعاد للأذهان خطاب الزعيم الراحل أمام الدورة الـ15 للجمعية العامة الأمم المتحدة عام 1960، التي وقف أمامها منتقدًا أدائها فيما يخص قضايا المنطقة العربية وقارة إفريقيا، خاصة مع موجات التحرر من الاستعمار التي كان يحمل لواءها.

 

وقف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى قاعة الأمم المتحدة، متحدثًا بلغته العربية أمام ممثلى الدول الأعضاء، ألقى أمامهم خطابه، دافع فيه عن الحرية وحق تقرير المصير، مطالبًا بحقوق شعب فلسطين، مذكرًا الأمم المتحدة بميثاقها للتصدى للاستعمار الفرنسي فى الجزائر، مطالبا الدول بالوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن الكونغو، وفتح باب الأمم المتحدة أمام الصين الشعبية.

 

وفى هذا الخطاب أيضاً، طالب رئيس وزراء الاتحاد السوفيتى ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك ببدء مفاوضات نزع السلاح.

 

فى كلمته، قال: «فى منطقتنا من العالم فى الشرق العربى نسيت الأمم المتحدة ميثاقها ونسيت مسؤولياتها المتعلقة بحقوق شعب فلسطين. فهل أدى مرور الأيام والسنين إلى حل للمشكلة.. هل نسى شعب فلسطين وطنه وأرضه ودياره.. هل نسيت شعوب الأمة العربية مأساة شعب منها تآمر الاستعمار الذى كان قائما بالانتداب عليه بتكليف من عصبة الأمم فإذا بهذا الاستعمار يقطع الوعد لآخرين بوطن يملكه غيرهم؟».

 

واختتم كلمته بعبارات سجلها التاريخ بأحرف من نور حينما قال ««إن الدول الكبرى لا تملك وحدها كلمة السلام أو الحرب، وإنما الجنس البشرى كله؛ مستمداً الحق من تضحيات شعوبه على اختلافها؛ من أجل صنع الحضارة ودفع التطور، ومن تطلع شعوبه كلها إلى الأمن، هو الذى يملك الكلمة العليا. هكذا فإننا فيما يتعلق بالسلام ننحاز ولا نحايد، إننا ننحاز إلى جانب السلام وضد الحرب، وإذا كان لنا من تحفظ واحد على هذا الموقف القاطع الذى لا حياد فيه؛ فهو أن السلام الذى نريده هو السلام القائم على العدل». 

 

زيارة الزعيم للأمم المتحدة لم تقف عند الخطاب التاريخي، بل أجرى لقاءاتٍ عديدة، ذكرها في بيانه عن الزيارة للأمم المتحدة أمام مجلس الأمة، حيث أجرى مقابلةً مع الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، ناقشا فيها قضايا المنطقة العربية والإفريقية واستقلال الكونغو عن بلجيكا.

 

مقابلتان أجراهما الزعيم مع رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي، نيكيتا خروتشوف، ناقشا فيهما الوضع الدولي، والنتائج المحتملة للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما تناولا العلاقات الثنائية بين البلدين، والأزمة التي شابت العلاقات عام 1959، والتي انتهت بتفهم كل من البلدين لموقف الآخر وإيجاد صيغة تفاهم ونقطة التقاء.

 

كما اجتمع الزعيم الراحل مرتين كذلك بكلٍ من رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان، والزعيم الكوبي فيدل كاسترو قائد الثورة الكوبية، ورئيس وزراء يوغوسلافيا، جوزيف بروز تيتو، ورئيس إندونيسيا أحمد سوكارنو، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، ورئيس غانا كوامي نكروما، شكلوا مع ناصر، خلال الزيارة، تحالفًا خماسيًا، تبنى اقتراح مصر باستئناف المفاوضات بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، ووقع الخماسي على الاقتراح ودافعوا عنه أمام الأمم المتحدة، لتمثل مصر خلال زيارة الزعيم الوحيدة للأمم المتحدة وسيطًا بين أكبر قوتين في العالم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة