جنازة عبد الناصر
جنازة عبد الناصر


في ذكرى رحيله.. كيف استقبل المثقفين والفنانين خبر وفاة «عبد الناصر»؟

نادية البنا

الجمعة، 28 سبتمبر 2018 - 06:16 ص

استطلعت مجلة صباح الخير عام 1970 رصد الحالة التي كان عليها بعض من أهل الفن والكتابة أثناء إذاعة نبأ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، ونشرته في تقرير تحت عنوان «كيف سمعوا بالنبأ الحزين». 

 

قال الأديب توفيق الحكيم، إنه سمع النبأ الأليم من الراديو وبعد الصدمة فكر في كتابة رثاء ينشر في جريدة الأهرام فإذا بيده تضطربان ولا تمكنه من كتابة الرثاء وبجهد كبير استطاع أن يكتب كلمات قليلة قال فيها: أعذرنى يا جمال القلم يرتعش في يدى، فليس من عادتى الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر، لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن القلب تفجعا عليك.

 

وقالت الفنانة زبيدة ثروت، أنها عرفت عن طريق والدها اللواء أحمد ثروت الذي اتصل بها من الإسكندرية ليقول لها البقية فى حياتك، صرخت وقالت فيمن؟ فقال في الرئيس جمال، تقول زبيدة: جريت لأوقظ بناتى من النوم وأقول لهم بابا جمال مات، فقامت البنات يبكين حتى الصباح.

 

بينما سمع الموسيقار محمد عبد الوهاب الإذاعة تذيع القرآن الكريم بصفة دائمة طلب أحد مذيعى إذاعة الشرق الأوسط من أصدقائه ليستفسر عن السبب فأخبره المذيع بالنبأ الأليم.. يقول عبد الوهاب: وقعت سماعة التليفون من يدى وأجهشت في البكاء بصوت عال أيقظ من بالبيت.

 

أما الأديب نجيب محفوظ فكان في طريق عودته من الإسكندرية وسمع بالخبر الحزين فكتب كلمات قليلة قال فيها: حياك الله يا أكرم زاهد، إنى أحنى رأسى حبا وإجلالا، نحن من الحزن في ذهول شامل، يعزينا بعض الشئ إلى جنة الخلد تمضى، وسيسعدنى أكثر أن تجعلوا من دنياكم جنة، وراءك فراغ لن يملأه فرد، ولكن يملأه الشعب الذي حررته ،سيكون أحب الطرق إلى نفسى الطريق إلى مسجدك، كلنا ماضون ومصر هي الباقية.

 

ورثاه نزار قباني قائلا:" قتلناك.. يا جبل الكبرياء وآخر قنزيل زيت يضيءُ لنا، في ليالي الـشتاء.. وآخر سيفٍ من القادسية قتلناك نحن بكلتا يدينا.. وقلنا: المـنية لماذا قبلتَ المجيء إلينا؟ فمـثلك كان كثيراً علينا.. سقيناكَ سـمَّ العروبة، حتى شبعت.. رميناك في نار عَمَّانَ، حتى احترقت أريـناك غدر الـعروبـة، حتى كفرت لماذا ظهرت بأرض النفاق.. لماذا ظهرت؟".

 

كما رثا الشيخ محمد متولي الشعراوي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فقال: «قد مات جمال وليس بعجيب أن يموت، فالناس كلهم يموتون، لكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا - وقليل من الأحياء يعيشون وخير الموت ألا يغيب المفقود وشر الحياة الموت في مقبرة الوجود، وليس بالأربعين ينتهى الحداد على الثائر المثير".

 

أما عبد الحليم حافظ كان يقود سيارته، وفجأة سمع من خلال الراديو الخبر فبقى لدقائق كالمذهول حتى وصل إلى منزله بسيدي بشر شرب كوبا من الماء ثم طلب من شحاتة ابن خالته استدعاء الدكتور يس عبد الغفار وقبل وصول الدكتور كان حليم قد أصيب بنزيف داخلي ونقل إلى المستشفى.

 

وسمع الفنان رشدى أباظة بالخبر أثناء وجوده في بيروت لتصوير أحد أفلامه فقذف بما في يديه وخرج بالماكياج على وجهه يشارك في مظاهرة ضمت الألوف رجالا ونساء وأطفالا وكهولا جميعهم يبكون ويطوفون شوارع بيروت.

 

أما الموسيقار بليغ حمدى فكان يقوم بكتابة نوتة موسيقية لأحد الأفلام الذي كان مفروضا أن يعرض خلال أسبوعين وما أن سمع الخبر مع صديقه فتحى سلام حتى مزق جميع الأوراق بيديه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة