احمد مكي
احمد مكي


والدته طلبت جزء سادس من "الكبير أوي" .. ويعود للسينما بفيلم من اخراجه وتأليفه

حوار | أحمد مكي : "أغلى من الياقوت" وصيتي لإبني

مصطفى حمدي

السبت، 29 سبتمبر 2018 - 03:15 ص

"أغلى من الياقوت" توصيف دقيق لعلاقة الأب وابنه ، هكذا طرح أحمد مكي رؤيته لعلاقة انسانية عميقة ربما تكون الأقرب والأصدق ، مكي الذي حمل على عاتقة إعادة فن الراب الى مساره الصحيح يعود الأن بعمل يتسم بخصوصية شديدة ، فالأغنية أقرب إلى وصية شخصية وهي في نفس الوقت عمل ضمن مشروع متكامل يسعى مكي لطرحه قريبًا ، ليس هذا فقط بل انه قرر العودة للسينما بفيلم من اخراجه وتأليفه ، واستمرارا لحالة النشاط الفني التي يعيشها ربما يخرج للنور جزء سادس من مسلسل "الكبير أوي" بناء على طلب الجمهور .

يقول مكي :

في ألبومي الأول "أصله عربي" قدمت موضوعات مختلفة ، ولكن أكثر أغنياته نجاحا كانت "قطر الحياة" لأنني صورتها ، ولأن موضوعها كان انسانيًا بشكل كبير، لهذا قررت أن أغير استراتيجيتي في الألبوم الجديد بحيث أطرح أغنية وأصورها كل فترة ، وحدث هذا في أغنية "وقفة ناصية زمان" وأغنية "آخر الشقاوة" ، أما حكاية "أغلى من الياقوت" فبدأت معي عندما ولد إبني ، شعرت بأحاسيس مختلفة ، عدت بذاكرتي للوراء وتذكرت طفولتي ، لقد عشت في أسرة مفككة بعد انفاصالي والدي ، لم أجد قدوة يعلمني خبرة الحياة ، لولا أن تولاني الله ببعض الاشخاص الذين مروا علي خلال المشوار وعلموني ، وحاولت ألا أكرر التجربة مع ابني ، ولهذا كتبت هذه الأغنية كوصية له .

  • اشعر أنك تحكي حكايتك لإبنك في هذه الأغنية ؟

هذا حقيقي ، لقد انفصلت عن أم ابني منذ سنوات ، ولكنني كنت حريص على ألا يتضرر ابني من هذا الانفصال وأن تستمر علاقتي القوية به ، والحمد لله نجحت في ذلك وهو يعيش حياة مستقرة ولا يشعر بأي انفصال وهذه نصيحة مني لأي اب وأم ، ان كان الانفصال ضرورة فالحفاظ على الأطفال واجب .

  • الأغنية تصدرت تريند يوتيوب وحققت مشاهدات عالية ، هل هذا مؤشر على أن ذوق الجمهور بخير ومازال هناك من يهتم بالفن الذي يقدم قيمة انسانية وأخلاقية ؟

بالطبع ، الناس الأن لا تهتم سوى بشيئين متضادين ، إما عمل شاذ جدا وسيء أو عمل يقدم قيمة حقيقية ، أنا شخصيً أميل لقياس نجاح العمل بما يغيره في المتلقي ، بمعنى أن في "قطر الحياة" مثلا وجدت شباب تعافوا من الادمان بسبب الأغنية ، في "أغلى من الياقوت" قرأت العديد من التعليقات كان أكثرها تأثيرًا في ما فعله شاب مغترب بأن قطع سفره وقرر العودة للبقاء الى جوار والده في اجازة طويلة ، أحد الشباب لم يكن على وفاق مع والده وبعد وفاته بفترة سمع الأغنية فذهب الى قبرة وبكى امامه من التأثر ، قيمة العمل في تأثيره على وجدان الناس وهذا هو النجاح الحقيقي بالنسبة لي .

  • لماذا صورت الأغنية في الفيوم ، ولماذا توليت اخراج الأغنية  ؟

الفيوم بلد جميل وفيه طبيعة خلابة لا تجدها في أي مكان في العالم ، وأنا ارتاح لهذا المكان جدا وزرته كثيرا ، اما الاخراج فكما تعلم هو مهنتي الأساسية ، أنا في الأصل مخرج ثم مغني راب ثم أخيرا ممثل ، لقد كتبت الأغنية بنفسي لأنها تعبر عن حالة خاصة ، واعتقد أنني الأقرب لاخراجها لأنني أشعر بكل كلمة فيها ، انا مؤمن بضرورة أنتماء المخرج الى أجواء العمل واحساسه به ، سكورسيزي مثلا أفضل من أخرج أفلاما عن عصابات المافيا لانه عايشهم في الحقيقة ، مثلا في أغنية "وقفة ناصية زمان" اعتقد انني من الجيل الذي عاش تفاصيل الأغنية ولدي صدمة حقيقية تجاه التغير الذي حدث في الشارع فعبرت عن ذلك بالغناء وأيضًا الصورة ونفس الأمر في "أغلى من الياقوت".

  • مازلت مصرًا على تقديم أغنيات "الراب" رغم التحولات التي حصلت لهذا الفن بشكل سلبي .. لماذا ؟

أنا أرى الراب فن اجتماعي مؤثر ، لقد تربيت على اغنياته التي حلت لي مشاكل شخصية وفهمت من كلماتها الكثير عن الحياة ، أما ما يحدث الأن فلا علاقة له بفن الراب ، هناك تدني في الكلمات والأفكار على مستوى العالم ، لهذا أقدم الراب الحقيقي الذي تربيت عليه لأعبر عن حقيقة هذا الفن .

  • أشعر انك تعيش حالة حنين للماضي ؟

هذا حقيقي ، أنا من الجيل الذي تأثر جدا بايقاع حياته وتفاصيلها ، أتمنى لو يعود بنا الزمن للوراء ولو دقائق حتى اعيش هذه الحياة الممتعة ، حدث تغير حقيقي في المجتمع وفي اسلوب الحياة بشكل عام ، هذا لم يجعلني منفصلا عن الاجيال الجديدة ولكنني أراهم اليكترونيين أكثر من اللازم ، لم كتسبوا الخبرة الحياتية الناتجة عن الاختلاط بالبشر وهذا ما أسعى لتعليمة لإبني طوال الوقت .

 

  • ولكن الجيل الجديد انتصر مثلا لفيلمك "الحاسة السابعة" الذي لم يفهمه الناس وقتها ؟

صحيح جدا ، لأن الضحك في الحاسة السابعة كان مختلفًا ، قدمت وقتها وعمري 24 عاما كوميديا موقف متطورة ، فهمتها الاجيال التالية لأنهم شاهدوا هذا التطور في الكوميديا الأجنبية وعبر السوشيال ميديا ، وهذا فعلا أم يسعدني جدا .

  • بمناسبة السينما .. أين أنت منها ؟

سأعود بفيلم قريبا جدا ، والمفاجأة أن هذا الفيلم كتبته منذ سنوات بعيدة وكنت سأقدمه كمخرج قبل الحاسة السابعة ، وبعده قررت اعادة كتابته وكنت على وشك تصويره ولكن الزعيم عادل امام طلبني في فيلم مرجان لأقدم شخصية دبور ، وبعدها تغير مسار حياتي الفنية تماما ، والأن قررت العودة لتقديم هذا الفيلم الذي أعيد كتابته الأن وسأخرجة وأقوم ببطولته ، وهو عمل جريء ومختلف عما قدمته.

  • وماذا عن الدراما التليفزيونية .. هل هناك نية لتقديم اجزاء جديدة من الكبير أوي ؟

أفكر في هذا جديًا ، كل المحيطين بي حتى جمهوري عبر السوشيال ميديا وفي الشارع يطالبونني بعودة الكبير اوي ، ومختلف الأجيال أحبت العمل وتصلني تعليقات من الكبار والصغار ، لم اتصور الحالة التي صنعها المسلسل في الأسرة المصرية ، وهذا شجعني على العودة بجزء سادس ، ولكنني لن أقدم الكبير كل عام بل في توقيتات متباعدة ، رغم أن الناس ترى في الكبير طقس رمضاني وأنا أرى ذلك أيضًا ، ولكنني فعلا جاد في تقديم اجزاء جديدة من المشروع ، حتى ان والدتي طلبت مني ذلك .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة