رئيس جامعة الأزهر
رئيس جامعة الأزهر


صور| رئيس جامعة الأزهر: التنمية فريضة إسلامية على الفرد والجماعة

إسراء كارم

الإثنين، 01 أكتوبر 2018 - 03:11 م

 

 

قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، «إن العقل يأبى أن يتصور بناءً أو تنمية مستدامة، بعيدًا عن مسار العلم، الذى لابد أن نعمل جميعًا على إعلاء قيمته، كما أرادها الله سبحانه وتعالى».

 

وأضاف «المحرصاوي»، في تصريحات صحفية، أنه يميل إلى الاعتقاد بأن البحث العلمى ركيزة أساسية في تجاوز أي تحديات وإنهاء أي أزمات طالما أدت الجامعات والمؤسسات البحثية، ودورها الحيوي بأبحاث جادة تضع حلولاً جذرية لأي مشاكل وتُسهم في الارتقاء بمستوى الأداء بشتى ميادين العمل والإنتاج فى شراكة مثمرة تؤدى لرفع مستوى معيشة المواطنين، وتيسير سبل العيش الكريم.

 

وأكد، خلال كلمته في المؤتمر الدولى للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئية تحت رعاية الجامعة العربية، أن الكليات العملية بجامعة الأزهر، بالقاهرة والأقاليم، باعتبارها أحد بيوت الخبرة الوطنية، تفتح آفاق التعاون مع كل الهيئات والمؤسسات الحكومية والجهات المعنية والمحافظات لتقديم المشورة والرأي العلمي، والمشاركة الفعَّالة في خدمة المجتمع بأبحاث جادة وبرامج عمل قابلة للتنفيذ.

 

وأوضح أن الانطلاقة الأولى للتنمية المستدامة، لابد أن ترتكز على محور الإنسان، والارتقاء بقدراته، ومهاراته بل إنه يقول: بناء الإنسان، ذلك المشروع الحضارى الذى أطلقه رئيس الجمهورية، والذي يُؤسس لآفاق رحبة في المجالات التنموية بما يحقق الرخاء والازدهار لوطننا الغالي، مصر المحروسة.

 

ووجه حديثه للمشاركين في المؤتمر، قائلا: «لعلكم، في هذا الصدد، تلمسون الخطوات المثمرة التي يخطوها الأزهر، بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إذ يعكف شيوخه وعلماؤه على الإسهام الفعَّال في بناء الإنسان من خلال عدة مسارات متناغمة، حيث ينتشرون في قوافل دعوية، بالمدن والقرى والنجوع لترسيخ الفهم الحقيقى للدين الحنيف بمنهجه المعتدل وإرساء قيم التسامح والسلام والمواطنة والتعايش المشترك».

 

وذكر أن علماء الأزهر مستمرون في تفنيد التأويلات الشاذة والمنحرفة التي يستند إليها أرباب الأفكار السقيمة في استقطاب عناصر الجماعات الإرهابية، وينطلق أساتذة الطب في أرجاء البلاد خاصة المناطق النائية لفحص المرضى وعلاجهم وإجراء الجراحات الدقيقة مجانًا، في مستشفياتنا التعليمية والجامعية، وتجوب قوافل بيت الزكاة والصدقات المصرى، القرى الأكثر فقرًا لتقديم يد العون للمستحقين بمساعدات عينية ومالية عاجلة.

 

أضاف أنه انطلاقًا من عالمية الأزهر، فقد انطلق برسالته السامية إلى مختلف بقاع الأرض، يؤدي دوره الدعوي والتعليمي والاجتماعي والإنساني؛ لينشر قيم الإسلام السمحة ويؤسس حوارًا حضاريًا بنَّاءً بين الشرق والغرب ويُرسخ السلام العالمي بالتعاون مع كبرى المؤسسات الدينية، وليُسهم في توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للفقراء بالخارج.

 

وأعلن استعداد جامعة الأزهر، للتعاون الإيجابى في أي مبادرات وطنية أو مشروعات قومية تستهدف بناء الإنسان المصري، وقد شاركنا بفاعلية في المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم انتظار الحالات الحرجة.

 

وأكد مشاركة جامعة الأزهر في القضاء على فيروس «سى» بإسهامات مثمرة في إجراء أكبر مسح طبي على مستوى العالم، الذي تنطلق مرحلته الأولى في ٩ محافظات، من خلال كليات الطب والمستشفيات التعليمية والجامعية.

 

واستهل رئيس الجامعة، كلمته قائلاً: «إذا كانت الصحة هي بمثابة نعمة من نعم الله من جملة نعمه الكثيرة علينا، والتي تمكّن الإنسان من العيش حياة كريمة تُسيطر عليها الطبيعة الخالصة، وتخلو من التدخلات البشرية التي تكون في بعض الأحيان مفسدة، فإن الحفاظ على هذه الصحة ورعايتها واجب وطني ومجتمعي قبل أن يكون واجبًا دينيًا».

 

أشار إلى أن التنمية، جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، وفريضة فرضها الإسلام على الأفراد والجماعات، وأن مفهوم التنمية المستدامة في المنهج الإسلامي يشمل تنمية الانسان في ذاته روحًا وفكرًا، إضافة إلى تنمية البيئة الخارجية المحيطة به في مختلف نواحي الحياة، مما يجعلها تقوم على بعدين أساسيين: أولهما: بناء الإنسان، وثانيهما: إعمار الأرض، والحفاظ على ثرواتها، كل ذلك وفق المنهج الرباني الحكيم وضوابط شرعه بما يضمن طيب الحياة في الدارين.

 

وأوضح أنه رغم حداثة مصطلح «التنمية المستدامة» فإن مفهومه ليس بجديد على الإسلام والمسلمين مما يؤكد صلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان فقد حفل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالعديد من النصوص التي تمثل الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، وتضع الضوابط التي تحكم علاقة الإنسان بالبيئة – بل وبالأرض والكون كله - من أجل ضمان اسـتمراريتها صالحة للحياة إلى أن يأتي أمر الله.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة