حكايات| «فتافيت السكر».. كوكيز «إرادة» على طريقة متلازمة «داون»
حكايات| «فتافيت السكر».. كوكيز «إرادة» على طريقة متلازمة «داون»


حكايات| «فتافيت السكر».. كوكيز «إرادة» على طريقة متلازمة «داون»

منةالله يوسف

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 - 04:33 م

 

ليس من السهل أن تجعل العيب الذي يراه الناس فيك ميزة رائعة تضعك في مقدمة مفضلاتهم.. مريم وشريهان وصبا وهايدي خضن تلك التجربة وحوّلن متلازمة «داون» إلى فتافيت السكر التي يتوق إليها كل متذوق للحوليات.

 

الحب والطيبة والنقاء والتعاون.. 4 صفات أساسية احتفظ رباعي «داون» به منذ بداية مشروعهن حتى نجحت في تحدي الظروف والمرض وغيرن نظرة المجتمع لهن.


 
شريهان.. الاسم والمضمون

 

فتاة بيضاء ذات عيون خضراء ووجه ملائكي بشوش، الابتسامة لم تفارق وجهها، اختارها القدر لتكون صاحبة متلازمة داون، عندما تراها تتردد في ذهنك كلمة سبحان الله .. فالله عز وجل منحها «كاريزما» غريبة يرتاح لها القلب بمجرد النظر إلى وجهها؛ إنها شريهان - أي الملكة أو المحبوبة باللغة الفرنسية -  ويبدو أنها تحمل الاسم والمضمون.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| سمك سندريلا وعيون خضراء.. أسرار صيادين «على باب الله»  

 

ولدت شريهان وفوجئت والدتها أنها صاحبة متلازمة داون ولكن حالتها الصحية أفضل بكثير من غيرها، بدأت شريهان تتأقلم مع المرض وهي لم تدرك ما هو ولا تعرف لماذا ينظر إليها الآخرون بطريقة غريبة!

 

بدأ أهلها يلحقونها بمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وبدأت تجتاز الاختبارات والامتحانات بكفاءة حتى بدأت مشروعها «الأربع بسكوتات»، تحت إشراف مجموعة من الفتيات من ضمنهن شقيقتها.

 

صديقة وفية لجميع أصدقائها كما أنها اجتماعية و«عشرية جدا» دائما ما تخطف الأضواء في أي مكان بسبب طيبة قلبها وحبها للحياة، بالإضافة إلى أن شريهان تعشق الأطفال ولديها مهارة عالية في صنع الحلوى.

 

اقرأ للمحرر أيضَا| علي الغندور.. أستاذ جامعي «كفيف» بعيون تكنولوجية

 

تبدأ شريهان في الحديث وتخرج من فمها كلمات متلعثمة تقول «أنا بعمل البسكوت وبحط عليه الليمون وبعمل الكوكيز وبحط عليه الشيكولاتة».

 
 

الركن البعيد الهادي


عجينة ومنشبة وأنامل ذهبية.. مثلث مميز رسمت أضلاعه قصة نجاح بسيطة قادرة على صنع الحلوى بمهارة واحترافية كاملة.

 

ففي أحد أركان المنزل تعد والدة شريهان العجينة الشهية لقدرتها الفائقة في صنعها، ثم تتولى الفتيات بتشكيلها إلى قطع حلوى.

 


 
 

فتافيت السكر والإشراف

 

العمل تحت الإشراف أمر غير مستحب لدي الكثيرين ولكن الوضع مع الأربع بسكوتات مختلف فهن يعملن في بيئة أمنة تحت إشراف أخواتهن.

 

اقرأ للمحرر أيضًاشيف مصرية تعلم فن الطهي بنكهة الإشارة

 

اشتركت الفتيات في مشروع يحمل اسم «الأربع بسكوتات» لصنع الحلوى، بدأن العمل في المشروع في شهر مايو ٢٠١٧، ويوزع العمل على علي أساس الموهبة والقدرة، اثنتان منهن يقمن بفرد العجين بالنشابة، واثنتان يقمن ببشر قشر الليمون وتزيين الكوكيز بالفوندام، وهن يعملن تحت إشراف إخواتهن في بيئة آمنة، ويعتبرن الآن من أمهر صانعات الكوكيز والبسكويت المحترفات وفكرة المشروع هي البيع أون لاين عن طريق فيسبوك.

المشرفة شيرين أخت شريهان تقص متى بدأ المشروع فقالت: «فكرنا في مشروع يخدم مهارات واحتياجات المصابين بمتلازمة داون وفكرنا بمشروع الأربع بسكوتات، كانت الفكرة في الأول تواجهها مجموعة من الصعاب أبرزها التكلفة العالية، ولكن الإصرار والعزيمة وسرعة استجابة البنات كانت هي الحافز الذي ساعدنا كثيرا».

 

وتابعت: «المشروع يعتمد على أن والدتي هي التي تصنع العجينة والبنات ومعهم ولد آخر يشكلونها ويقطعونها علي هيئة قلوب ووجوه دباديب ويزينونها بطريقة تسر العين، ويبدأن في بيعها ليكسبن ويتعلمن كيف يعتمدن على أنفسهن»، موضحة أن البنات والولد لديهم مهارة عالية في الاستجابة وسرعة البديهة.

 


 
معرض الأربع بسكوتات

 

ومن منا لا يحب الحلوى؟ ويريد أن يلتهم منها أكثر من قطعة لذلك قامت عدسة بوابة أخبار اليوم بالذهاب إلى معرض الأربع بسكوتات لتشاهد ضحكاتهن الجميلة وعلامات الرضا والسعادة التي تملأ وجهن وسط زحام البيع والشراء والإقبال على منتجاتهن وطريقة تقديم وتغليف الهدايا للأطفال والكبار كالمحترفين. 

 

الأربع بسكوتات .. يعد باعث أمل كبير، لطالما يراود من يعتبره المجتمع غير مكتمل القدرات أو صاحب أهلية منقوصة، ففتافيت السكر أظهرن جلدًا تخفيها الرقة والبراءة، أمام أفكار مغلوطة وهدامة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة