صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حق تقرير المصير.. مطلب «كتالونيا» المرفوض من إسبانيا

أحمد نزيه

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 - 07:53 م

عشية الذكرى الـ404 للعيد الوطني لكتالونيا، والذي يوافق ذكرى سقوط الإقليم في قبضة الأسبان، والتي كان يوم الـ11 من سبتمبر الماضي، حيث قال رئيس الإقليم يواكيم تورا في هذه المناسبة إن حكومته ستسعى لجعل الجمهورية في كتالونيا أمرًا واقعًا.

وعدًا قطعه تورا على نفسه أمام الكتالونيين الذين يتوق كثيرٌ منهم للاستقلال عن إسبانيا، واستعادة الوطن الكتالوني من جديد بعد انضواءٍ تحت لواء المملكة الإسبانية لأكثر من أربعة قرون.

حق تقرير المصير

يواكيم تورا دفع بطلبٍ للحكومة الإسبانية من أجل السماح للإقليم بإجراءٍ استفتاءٍ لتقرير المصير، على غرار الذي جرى قبل عامٍ في الإقليم، لكن مدريد وقتها رفضت الاعتداد بهذا الاستفتاء.

ويريد زعيم الإقليم الحالي أن يكون الاستفتاء الجديد بمباركةٍ إسبانيةٍ، على غرار ما حدث مع اسكتلندا عام 2014، حينما اعتمدت بريطانيا استفتاءً حول منح الاسكتلنديين حق تقرير المصير في بلدهم، حول الانفصال عن بريطانيا أم البقاء داخل إطار المملكة المتحدة.

الاستفتاء وقتها فشل الانفصاليون فيه، بعدما أيد 53% من الاسكتلنديين البقاء على وضعية التبعية لبريطانيا، في حين كان يرغب 47% في الانفصال، وهو ما مثّل انتصارًا وقتها لدعاة الوحدة في بريطانيا واسكتلندا.

لكن الحكومة الإسبانية لا تسعى لكي تقدم على موقفٍ محاكٍ لما قامت به بريطانيا قبل أربعة أعوام، فقد قالت مدريد أمس الثلاثاء إنها ترفض أي إنذار من إقليم كتالونيا بشأن التحرك نحو منح المنطقة حق تقرير المصير وإنها مازالت تركز على إجراء حوار واسع النطاق مع المنطقة المضطربة لحل أزمة الانفصال.

الحكم الذاتي فقط

رد إسبانيا جاء بعد تهديدٍ من زعيم الإقليم يواكيم تورا، بسحب تأييد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث في البرلمان إذا لم يوافق في غضون شهر على آلية لحق تقرير المصير في الإقليم.

لكن متحدثة باسم الحكومة قالت في مؤتمر صحفي " إننا لا نقبل الإنذارات، نعم لحكم ذاتي ولكن لا للاستقلال".

ويتمتع إقليم كتالونيا بالحكم الذاتي منذ سقوط نظام الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو عام 1979، ولكن حكومة مدريد السابقة بقيادة ماريانو راخوي تدخلت في أواخر أكتوبر العام الماضي، وفرضت الحكم المباشر على الإقليم، وأقالت زعيم الإقليم كارلس بوجديمون، وذلك غداة إعلان برلمان الإقليم الانفصال عن كتالونيا من جانبٍ واحدٍ.

برلمان كتالونيا بنى انفصاله وقتها على ضوء نتائج الاستفتاء الذي جرى في الفاتح من شهر أكتوبر ذاته، وصوّت خلاله 90% من الكتالونيين لصالح الانفصال، لكن نسبة المشاركة لم تتخطَ وقتها 46% من إجمالي عدد الناخبين، قالت حكومة الإقليم إن كثيرًا من المصوتين حال العنف الذي استخدمته الشرطة الإسبانية ضدهم دون تمكنهم من الإدلاء بأصواتهم.

وكان غالبية مؤيدي الوحدة مع إسبانيا في الإقليم قد قاطعوا هذا الاستفتاء، باعتباره غير معتدٍ به من السلطات الإسبانية.

واستعاد الإقليم الحكم الذاتي من جديدٍ بعد انتخاباتٍ في الإقليم جرت بدعوةٍ من مدريد في الحادي والعشرين من ديسمبر الماضي، لكن انتصار دعاة الانفصال في الانتخابات، أعاد الوضع في الإقليم إلى نقطة الصفر مرة أخرى، في انتظار صراعٍ جديدٍ بين مدريد وبرشلونة، بعيدًا عن صراع الكلاسيكو الأشهر في العالم في كرة القدم بين الريال والبارسا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة