محمد رضا بهلوي وحسن روحاني ودونالد ترامب
محمد رضا بهلوي وحسن روحاني ودونالد ترامب


معاهدة الصداقة «الإيرانية الأمريكية».. دفاتر «طهران» القديمة تثبت حقوقها

أحمد نزيه

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 - 09:06 م

 

 

ألزمت محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء 3 أكتوبر، بضمان ألا تؤثر العقوبات المفروضة ضد إيران على المساعدات الإنسانية أو سلامة الطيران المدني والملاحة.

 

وخلصت المحكمة، كما قالت أن الضمانات التي قدمتها واشنطن في أغسطس الماضي بأنها ستبذل أقصى جهودها لضمان عدم تأثر الأوضاع الإنسانية بالعقوبات، وأنها لم تكن كافية للتعامل بشكل كامل مع المخاوف الإنسانية والأمنية التي أثارتها إيران.

 

إيران بدورها رحبت بالقرار الصادر عن المحكمة، وقالت، في بيانٍ صادرٍ عن خارجيتها، إنه يثبت مجددًا أن الجمهورية الإسلامية على حق وإن العقوبات الأمريكية ضد الشعب الإيراني غير قانونية وقاسية، حسب وصفها.

 

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مايو الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، في عهد سلفه باراك أوباما في أبريل عام 2015، كما فرض عقوباتٍ اقتصاديةً ضد طهران، باتت تمثل نوعًا من الحصار المفروض على الجمهورية الإسلامية الشيعية، كما توعدها ترامب، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر سبتمبر الماضي، بمزيدٍ من العقوبات والضغط عليها.

 

اتفاقية قديمة

 

واستندت إيران في شكواها لمحكمة العدل الدولية إلى معاهدة الصداقة الموقعة بينها وبين الولايات المتحدة في أغسطس عام 1955، واعتبرت أن واشنطن انتهكت بنود هذه المعاهدة، لذا كان قرار محكمة العدل الدولية منصفًا لطهران، بسبب هذه الاتفاقية.

 

ومحكمة العدل الدولية، هي أعلى جهة تقاضي تابعة للأمم المتحدة، وتختص في الفصل في النزاعات بين الدول سواء الحدودية أو المتعلقة بالمعاهدات والاتفاقات الدولية، ومقرها مدينة لاهاي الهولندية.

 

وتعود هذه الاتفاقية إلى عهد الملكية في إيران، وقتما كانت طهران في حالة وئام مع واشنطن، إبان حكم الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي.

 

ولم تكن معاهدة الصداقة بين البلدين هي الاتفاق الوحيد بين البلدين، ففي نفس العام كانت إيران تقف جنبًا إلى جنبٍ مع الولايات المتحدة ضمن "حلف بغداد"، الذي ضمّ أيضًا بريطانيا والعراق وتركيا.

 

وهدف هذا الحلف كان هو محاربة المد الشيوعي القادم من الاتحاد السوفيتي، وذلك إبان بدء معركة الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو، وكان المقابل مساعدات مالية تقدمها الولايات المتحدة للبلدان المنضوية تحت الحلف، وأشرفت بريطانيا وقتها على تقديم هذه المساعدات.

 

معاهدة الصداقة بين البلدين

 

وبالحديث عن معاهدة الصداقة، التي دفعت طهران بأن واشنطن انتهكتها، فإنها كانت تنص على تشجيع التجارة وتأسيس استثمارات وعلاقات اقتصادية أقرب بشكل عام بين الشعبين والحكومتين بما يخدم مصلحة البلدين.

 

والعقوبات الأمريكية ضد إيران استهدفت كاهل الاقتصاد الإيراني، وهو إذًا لا يتماشى مع بنود معاهدة الصداقة بين البلدين الموقعة منذ أكثر من ستة عقود.

 

وتألفت المعاهدة من 23 بندًا من بينها الإشارة للمعاملة الدبلوماسية بين البلدين، وإقامة الحقوق القنصلية بين البلدين على أساس المعاملة بالمثل، ، مع إعادة ترتيب العلاقات القنصلية بينهما.

 

ولم تكن الولايات المتحدة قد انسحبت من هذه الاتفاقية، وربما تكون قد أغفلتها، لكنها قررت اليوم الانسحاب منها، حسبما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لتحنث واشنطن أخيرًا باتفاقية صداقة بين بلدين لم يعرفا إلا حالة العداء منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 ضد حكم رضا بهلوي، الذي وقع الاتفاق مع أمريكا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة