الدكتور سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية
الدكتور سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية


حوار| رئيس الجالية الأذربيجانية: دور كبير لـ«مؤتمر الإفتاء العالمي» في مكافحة التطرف

إسراء كارم

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 - 11:29 م

رئيس الجالية الأذربيجانية: مصر قِبلة العلم والعلماء

مكانة «الأزهر والإفتاء» كبيرة في قلوب العالم الإسلامي

«الإفتاء» يلعب دورا كبيرا في مكافحة التطرف.. ومستشار المفتي «إنجاز»

تستعد دار الإفتاء المصرية، لاحتفالها السنوي بقدوم علماء ومثقفين وقيادات من أكثر من 60 دولة، في مؤتمرها الرابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والمقرر عقده في القاهرة منذ 16 أكتوبر وحتى 18 أكتوبر، تحت عنوان «التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق».


وخلال المؤتمرات الثلاثة السابقة، تناولت دار الإفتاء المصرية العديد من القضايا الهامة والتي تثير اهتمام العالم بأكمله، والتي بدأت بـ«الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل» في عام 2015، ثم «التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة» في 2016، وكان الأخير العام الماضي 2017 تحت عنوان «دور الفتوى في استقرار المجتمعات»، وذلك بحضور مشاركين من أكثر من 63 دولة، بالإضافة إلى عقد ورش عمل مع المتخصصين في المجالات المختلفة للخروج بتوصيات للتنفيذ على أرض الواقع.


وشارك الدكتور سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية، وعضو هيئة التدريس بجامعة القاهر، في مؤتمر العام الماضي، مشيدًا بهذه التجربة وبدور وجهود دار الإفتاء المصرية وعلمائها، ومن هنا كان لنا معه هذا الحوار.


-  ماذا تمثل مصر ودار الإفتاء المصرية بالنسبة لـ«أذربيجان»؟


المصري له قيمة كبيرة جدًا في كل بلدان العالم وليس في أذربيجان فقط، وذلك لوجود قبلة العلم والعلماء «الأزهر الشريف» و«دار الإفتاء» التي تضم كبار العلماء في مصر، واللذان لهما مكانة وقيمة عالية في قلوب المسلمين حول العالم.


وينظر المسلمون في البلدان الأخرى إلى دار الإفتاء على أنها المرجع الرئيسي في كل أمور دينهم، وأنا في هذا أتحدث كشاهد، فلا أقول ما قرأته بل ما عشته في مصر، حيث تأتيني الاتصالات سواء من أذربيجان أو الاتحاد السوفيتي أو أي دولة أخرى للتساؤل حول رأي دار الإفتاء في الكثير من القضايا المعاصرة.


- ما الذي لمسته في جهود دار الإفتاء خلال الأعوام الماضية؟

دار الإفتاء قديمًا وحديثًا تقدم دورًا محوريًا في خدمة الأمة الإسلامية، وأيضًا لغير المسلمين، ودائمًا ما تقدم جديدا وتواكب التطور وهو ما لوحظ أكثر خلال السنوات الأخيرة من خلال الانفتاح على العالم بكافة الوسائل الحديثة، إضافة إلى تطوير مراكز الاتصالات وهو ما يحتاج محاضرة للحديث عنه، ولكن ربما من أبرز ما تم تقديمه هو الفتاوى بلغات عديدة مما يوضح مدى اهتمامها بأمور المسلمين ليس في مصر فقط بل في كل العالم.


- ما القيمة التي رأيتها في تأسيس الأمانة العامة دور وهيئات الإفتاء؟

تأسيس «الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء» خطوة مختلفة وعظيمة قررها علماء من حوالي 21 دولة حول العالم، حسب ما اعلم، وتنبع من شعورهم بالمسئولية مع المسلمين في العالم، كون الفتوى تختلف حسب الزمن والأشخاص والأماكن والأحوال وهذا ركن مؤثر جدا في إصدار الفتوى.
فقبل الإفتاء لابد من معرفة الواقع في كل البلدان على حدة، لأن الفتوى التي يتم العمل بها في مصر لن تكون بنفس الشكل في بلاد الغرب، لذا أي فتوى تحتاج لدراسة ومناقشة مع المتواجدين في البلد التي تتقرر لها الفتوى لمعرفة كل ما يحيط بهم حتى يتم الإفتاء لهم بالشكل الصحيح.

-  ما هي أهم القضايا التي رأيت تصديًا لها من دار الإفتاء؟

«الإفتاء» بذلت جهدًا كبيرًا في التصدي لظاهرة التطرف التي يقودها جماعات وأفراد من أجل تحقيق مصالحهم، ومن أهم الجهود هذا المؤتمر السنوي بحضور علماء المسلمين من كل أنحاء العالم لمناقشة مشاكل المسلمين وكيفية مواجهة المتطرفين والفتاوى الشاذة، وأنا شخصيًا استفدت منها كثيرًا من خلال مشاركتي في مؤتمر العام الماضي وبعض الأسئلة التي وردتني أجبت عليها مما تعلمته من علماء دار الإفتاء.

- هل اختلفت نظرتكم لهذا المؤتمر السنوي بعد المشاركة فيه؟

نعم بالتأكيد، اكتشف قيمة هذه المؤتمرات بشكل كبير والذي يحقق مقولة: «قوتنا في وحدة كلمتنا»، فجميع المفتين - ومن بينهم مفتي أذربيجان الذي يقوم بدوره على أكمل وجه - يعقدون على هامش المؤتمر جلسات علمية ومباحثات التي تتجاوز الـ8 ساعات ولا يخرجون منها إلا بعد الاتفاق على الآراء والتوصيات والتي يتحملون بها المسئولية من أجل خدمة العالم.


-  كيف تجد الدكتور إبراهيم نجم، من خلال عمله كمستشار مفتي الجمهورية؟

اختيار شخص مثله وبمستواه يعد أحد إنجازات دار الإفتاء المصرية، خصوصًا وأنه عاش في الغرب ويعرف جيدًا ما يدور هناك كما يتقن لغاتهم وطريقة مخاطباتهم وهي أمور مهمة لتوصيل المعلومة الصحيحة، فدراسة أحوال بلد من البلدان لا تتحقق بالقراءة عنها ولكن بالعيش فيها، وهو ما حققه «نجم» حتى أنه عندما يتحدث الإنجليزية من الصعب التفرقة بينه وبين الإنجليز، فيمثل دار الإفتاء بأفضل طريقة وينقل الصورة الصحيحة للإسلام ويقوم بدور فعال، وهو ما يقدمه أيضًا في جهوده بالأمانة العامة ودور هيئات الإفتاء.


-  في النهاية.. ما الذي تتمناه من دار الإفتاء المصرية؟

لدي 3 أمنيات أتمنى تحقيقها، أولها: أن يكون هناك أكثر من مؤتمر في العام لمناقشة المستجدات باستمرار ولخلق حالة من التواصل المستمر بيم العلماء من البلدان المختلفة، وثانيها: أن تترجم الفتاوى العصرية الحديثة المهمة إلى لغات عديدة غير اللغات العالمية، مثل اللغة الأذربيجانية والتي يتحدث بها 50 مليون شخص حول العالم، أما الثالثة فهي تدريب المفتين المرشحون من هذه البلاد في دار الإفتاء المصرية  بشكل أكبر، سواء الخريجين أو المتخصصين وإعدادهم للتعامل مع القضايا المختلفة والتي من بينها مواجهة التطرف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة