اللواء ممدوح عطية
اللواء ممدوح عطية


«اللواء ممدوح عطية» يكشف دور «الحرب الكيميائية» في نصر أكتوبر

محمد محمود فايد

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 - 02:53 م

عبور قناة السويس يوم السادس من أكتوبر عام 1973 كان ملحمة تضافرت فيها قوى الشعب وجبهته الداخلية مع قواته المسلحة لتحقق النصر بكل عبقرية، وكانت العبقرية الأعظم هى روح الجندي الجسور الذى حرص على الموت فوهبت له الحياة فأتى بهذا النصر تحت مظلة قيادة وقادة أعدوا لها عدتها فكان النصر من عند الله العزيز الحكيم. 

 

وكان العبور ليس عبور لقناة السويس فقط ولكن عبور المصري والعربي إلى مكانة سياسية عالمية عالية كانت قد أهدرت، عبور أبطالنا البواسل لقناة السويس جاء بعد ست سنوات من التدريب والإعداد وذلك في ست ساعات تحقق بها النصر في يوم السادس من اكتوبر 1973، وتم بناء هذه القوات على أحدث أشكال التكنولوجيا فهذه الحرب استعادت صرح مصر القوي اقتصاديا وعسكريا وسياسيا لتدفع الدم في العروق المصرية لاستكمال هذا البناء والمحافظة عليه والفخر بالانتماء له. 

 

وبمناسبة مرور 45 عام على نصر أكتوبر 73، كان لـ «بوابة أخبار اليوم» هذا اللقاء مع اللواء ممدوح عطية، أحد أبطال حرب أكتوبر، ليكشف لنا فيه عن دور «الحرب الكيميائية» في نصر أكتوبر،  حيث أوضح أنه قبل العبور كان يتم تدريب الجنود على الوقاية من المواد الحارقة ومن الغازات الحربية وتم تدريب الجنود ليلاً ونهاراً على الوقاية من كل هذا. 

 

وأوضح «عطية» أنه كانت هناك إرداة حقيقية وتصميم قوي على عبور خط بارليف، لذلك تم تدريب الجنود على العبور بقارب مطلي بمادة ضد الحرائق، وكان الجندى يرتدى أفرول معالج بمادة كيميائية ضد الحريق، بحيث لو اشتعلت النار به تكون النتائج بسيطة، مضيفا أن القوات المسلحة صنعت خوذ الجنود وملابسهم بمادة مضادة للحريق، مع طلاء خشب القوارب أيضا بمادة مضادة للحريق، وتزويد كل قارب بطفاية حريق. 

 

وأصاف أن أحد المهام الرئيسية لسلاح الحرب الكيميائية خلال الإعداد لحرب أكتوبر، هو تدريب الجنود وحمايتهم أثناء عبور بارليف، فعندما أقامت إسرائيل خط بارليف جهزته بأنواع الأسلحة الممكنة وغير الممكنة، فقد وضعت مئات الأسلاك الشائكة وقضبان السكك الحديدية التي سرقتها من بعض الأماكن في مصر. 

 

إلي جانب حفرهم لخنادق في الخط نفسه حتي يسمح للإسرائيلي أن يكون في مستوى أعلي من القناة، وبفعل كل هذه التحصينات اعتقدت إسرائيل أن هذا الخط سوف يقضي علي عزيمة مصر ، وأن مصر لن تقتحم هذا المانع حيث إنهم غير مؤهلين لذلك. 

 

وأكمل: «ذهبنا إلي موقع مثل قناة السويس، وأقمنا خزانا من البترول، وقمنا بتجربة إشعال النار في هذا الخزان لنعرف النتائج، وبعد عده تدريبات مستمرة ومع إصرار الجندي المصري على عبور واقتحام خط بارليف جاءت ناجحة 100%». 

 

وأكد اللواء ممدوح عطية أن الاحتفال بنصر أكتوبر كل عام، هو إصرار من شعب مصر على أن تبقى هذه الانتصارات حية ونابضة في وجدان العالم، لأنها كشفت للعالم كله من خلال ملحمة قتالية خالدة قدرة المصريين على إنجاز عمل عسكري في فنون الحرب واستراتيجيتها وصححت موازين القوى. 

 

وأضاف أن حرب أكتوبر تعتبر محصلة جهد وعمل دؤوب استمر سنوات عقب 67 شارك فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأكمله من بعده الرئيس الراحل أنور السادات، وتكمن المعجزة في إعادة بناء قدرات الجيش ورفع الروح المعنوية للجنود، وذلك بدءًا من حرب الاستنزاف والتي شملت عدة عمليات سواء في العمق المصري، أو مناطق خارج منطقة الصراع مثل عملية تفجير الحفار الإسرائيلي في المحيط الأطلنطي. 

 

وكان نتاج هذا الجهد والتدريبات المستمرة ووقوف الشعب المصري بجانب جيشه الذي يعد عموده الفقري، استطاعت قواتنا المسلحة بجنودها البواسل هدم نظرية الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وأسطورة خط بارليف المنيع . 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة