الرئيس السيسي يكرم البطل أحمد إدريس
الرئيس السيسي يكرم البطل أحمد إدريس


سر «شفرة» النصر خلال حرب أكتوبر

محمد محمود فايد

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 - 04:01 م

 

لعبت أجهزة المخابرات المصرية بجناحيها العامة والحربية، دورا كبيرا في حرب العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر عام 1973، لتحقيق الانتصار على العدو الإسرائيلي وتحطيم غروره تحت أقدام خير أجناد الأرض. 

 

ولقنت أجهزة المخابرات المصرية العدو الإسرائيلي درسا قاسيا، باختراقها للجيش الإسرائيلي وأجهزة معلوماته، والحصول على معلومات كاملة عن أعداد القوات الإسرائيلية وانتشارها بطول الجبهة والسلاح الجديد الذي تحصنت به، وجانب من خططها العسكرية المختلفة ومواقع النقاط الحصينة بامتداد ساحة المعركة. 

 

ورغم اعتماد حرب أكتوبر على خطة الخداع الاستراتيجي التي برع فيها الرئيس البطل الراحل أنور السادات، إلا أن أحد النقاط الهامة التي شغلت قيادات الجيش وأجهزة المخابرات في هذا التوقيت هو مشكلة الشفرة، وكيفية التوصل إلى لغة جديدة بعيدة عن عيون الإسرائيليين، لتستخدمها قوات الجيش للتواصل وإبلاغ التعليمات والأوامر للضباط والجنود في مواقع العمليات، ويصعب على الإسرائيليين حلها . 

 

وكانت تلك الشفرة هي اللغة النوبية، وهي لغة يتحدث بها النوبيون لكنها لا تكتب، ويرجع الفضل في تلك الفكرة إلى مجند بحرس الحدود آنذاك يدعى أحمد إدريس. 

 

وهو من مواليد النوبة، ولد بقرية توماس في الأربعينيات، وحصل علي الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952. 

 

وفي عام 1954 تطوع البطل أحمد إدريس كمجند بقوات حرس الحدود، وفي عام 1971 عندما تولي الرئيس محمد أنور السادات الرئاسة كانت هناك مشاكل تجاه عملية  فك الشفرات . 

 

فأمر الرئيس قيادات الجيش بإيجاد حل، وفي ذلك الوقت كان "عم أحمد" منتدبا مع رئيس الأركان وسمع حديث دار بينه وبين القائد عن هذه المشكلة، فتبسم ضاحكا وقال: "إنه أمر بسيط فاللغة النوبية هي الحل لأنها تنطق ولا تكتب ولن يستطيع أحد فك الشفرة نظرًا لخلو اللغة من الحروف الأبجدية". 

 

فأمر قائد الكتيبة باستدعاء الصول أحمد إدريس وكانت هذه نقطة البداية حيث نالت فكرته إعجاب وموافقة قائده، وتم إصدار أمر بإحضاره عندما أبلغ الرئيس السادات بفكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة بين قادة الجيش المصري. 

 

والتقى "إدريس" بالفعل الرئيس الراحل السادات، ودار بينهما حديث طويل شرح خلاله "إدريس" للرئيس الراحل فكرته باستخدام اللغة النوبية كشفرة للتواصل خلال حرب أكتوبر، وعرض على الرئيس الاستعانة بأفراد نوبيين من أبناء النوبة القديمة، وليس نوبيين 1964، لأنهم لا يجيدون اللغة، وهم متوفرون بقوات حرس الحدود، فأبتسم السادات قائلا: "بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود". 

 

وكانت أهم الكلمات النوبية المستخدمة في الحرب هي كلمة «أوشريا»، وتعني «اضرب»، وجملة «ساع آوي» وتعني «الساعة الثانية» وبتلقي كل الوحدات إشارة «أوشريا»، بدأت ساعة الصفر وانطلق الجميع ليقاتلوا في معركة الكرامة. 

 

وقد كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسى، العام الماضي، وصدق على منحه وسام النجمة العسكرية. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة