دكتور مهندس محمود يوسف سعادة
دكتور مهندس محمود يوسف سعادة


قصة «سعادة» مُنقذ «السادات» من فخ الوقود قبل حرب أكتوبر

محمد محمود فايد

السبت، 06 أكتوبر 2018 - 03:37 م

في الذكرى الـ 45 لانتصارات أكتوبر المجيدة، نتذكر أسماء أبطال هذه الملحمة الوطنية التي شارك فيها كل أطياف الشعب المصري، ولم تقتصر البطولة على العسكريين فقط، بل كان هناك أبطال من المدنيين قدموا بطولات لا تقل أهمية عن بطولات العسكريين .

 

وفي السطور التالية نسرد قصة أحد الأبطال المدنيين، والتي وثقها اللواء أ.ح طيار محمد زكى عكاشة، في كتابه "جند من السماء" عن أحد المهندسين المصريين، والذى أسهم بعمله فى دعم سلاح الجو المصري وحمايته، وهو دكتور مهندس محمود يوسف سعادة الأستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومى للبحوث، نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، مدير مكتب براءة الإختراع فى التسعينيات، الأستاذ المتفرغ بالمركز القومى للبحوث، والحائز على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون .

 

تعود قصة هذه الملحمة الوطنية إلى 45 عاماً مضت، ففى صباح أحد أيام عام 1972 فوجئ العالم الراحل الدكتور محمود يوسف سعادة، رئيس قسم الهندسة الكيميائية والتجارب نصف الصناعية بالمركز القومى للبحوث، بخبر يتصدّر الصحف عن قرار الرئيس الراحل أنور السادات بطرد الخبراء السوفيت من مصر، لكن لم يتصور أنه سيكون له دور فى مرحلة ما بعد الخبراء السوفيت، حيث عُهد إليه بابتكار بديل مصرى لوقود الصواريخ قبل حرب أكتوبر .

 

قام الإتحاد السوفيتي ردًا على قرار السادات بطرد خبرائهم، بالمماطلة فى إرسال السلاح وقطع غيار الأسلحة التى كانت تطلبها مصر منهم، و كان الزيت المستخدم فى تموين صواريخ الدفاع الجوي من بين الأشياء التى امتنع السوفييت عند تصديره لمصر، و كان معنى ذلك هو عدم وجود وقود صواريخ الدفاع الجوي، وبالتالي سينتج عن ذلك عدم إستعمال صواريخ الدفاع الجوي فى المعركة، وبالتالي عدم وجود الدفاع الجوي مما يؤدى لعدم قيام مصر بشن الحرب لإسترداد أرضها المحتلة .

 

لجأ المشير محمد علي فهمي قائد سلاح الدفاع الجوي آنذاك، للدكتور مهندس محمود يوسف سعادة، فقام بفحص وقود الصواريخ المنتهى الصلاحية ونجح بعد الدراسة والبحث في إستخلاص240 لترًا صالحة للإستعمال، وتم إستيراد عينة من الوقود من إحدى الدول قام الدكتور سعادة بفك شفرتها ومعرفة نسب مكوناتها واستيراد هذه المكونات من الخارج.

 

ونجح الخبراء المدنيين والعسكريين تحت إشرافه فى إنتاج 45 طنًا من وقود الصواريخ، وبهذا أصبح الدفاع الجوي المصري في كامل الاستعداد لتنفيذ دوره المخطط له في عملية الهجوم.

 

وبلا أدنى شك يعتبر نجاح دكتور محمود سعادة في تخليق الوقود المصري للصواريخ أحد أهم أسباب نجاح حائط صواريخ الدفاع الجوي المصري فى تدمير 326 طائرة إسرائيلية فى حرب أكتوبر 1973 .
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة