جثامين القتلى الإسرائيليين في حرب 73
جثامين القتلى الإسرائيليين في حرب 73


45 عاماً على هزيمة «يوم الغفران».. جهنم عايشته إسرائيل على القناة

هالة العيسوي- محمد نعيم

السبت، 06 أكتوبر 2018 - 10:45 م

أربعة عقود ونصف مرت على انتصار أكتوبر المجيد، رغم محاولات إسرائيل المستميتة لإزالة مرارة الهزيمة من نفوس جنودها من جيل حرب الغفران، والحفاظ على تفوقها العسكرى، إلا أن ندوباً غائرة ما زالت ترتسم على ملامح المجتمع الإسرائيلى والذهنية الجمعية فيه، فى هذا الملف نستعرض أمراضاً مزمنة توطنت فى نفوس الأسرى.

 

أحاديث من الذكريات تنساب بلا انقطاع على ألسنة أبناء جيل تلك الحرب من العدو، نصوصً أدبية تعكس حالة الانكسار والاغتراب التى عاشها شبان تلك الأيام، محتويات الأرشيف السرى لجيش الاحتلال مازال يبوح بأسراره عن ليلة الحرب مع رصد لأهم خسائر العدو الصهيونى فيها.

 

 

بعد مرور 45 عاما على حرب أكتوبر 73، عاد الجنرال أمنون ريشيف، قائد فرقة المدرعات الوحيدة على الخط الأمامى للجبهة الاسرائيلية إلى ما وصفه بـ«جهنم سيناء»، مؤكداً أنه بعد ساعتين ونصف من بدء الحرب، عبر 23 ألفا و500 جندى مصرى قناة السويس، ووصل العدد بعد 18 ساعة من القتال إلى 90 ألف جندى و850 دبابة.

 

وفى حوار مطول مع صحيفة «إسرائيل هايوم» العبرية، اعترف الجنرال الاسرائيلى المتقاعد بالعديد من العوامل التى ساهمت فى هزيمة إسرائيل خلال الحرب، وجاء فى طليعتها على حد قوله: «الاستخفاف بإمكانيات المصريين، وغياب أية خطة للدفاع عن سيناء، حتى إن الفرقة المدرعة التى قادها حينئذ، كانت تتأهب للانسحاب من الخطوط الأمامية فى الثامن من أكتوبر 73، ولولا اندلاع الحرب قبل هذا التوقيت بـ 48 ساعة، لما تراجعت القيادة العسكرية عن قرارها».

 

مضى «ريشيف» فى انتقاد الصفوف الأمامية للقيادة العسكرية الاسرائيلية فى حينه، مشيراً إلى أن ما أسقطهم فى «جهنم سيناء» هو حالة «النشوة» التى رفضوا الخلاص منها بعد حرب 67، فعزفوا عن التدريبات، وتحكمت فيهم خطيئة الكبرياء، فرغم أن الجنود أبلغوا قبل أيام قليلة من يوم الغفران عن تحركات غير عادية للجيش المصرى، فضلاً عن تزايد قواته على الضفة الغربية للقناة، وتلقت المستويات العسكرية الأعلى تقارير بذلك، إلا أنها لم تحرك ساكناً.

 

لم تكترث إسرائيل، بحسب القائد المتقاعد، بالتغييرات التى طرأت على ميزان القوى المصرى - الإسرائيلى، وذلك على صعيدين، أولاً: فى نهاية حرب الاستنزاف، وتحديداً فى صيف عام 1970، خرق المصريون اتفاق وقف إطلاق النار، ونشروا حائط الدفاعات الجوية الصاروخية على طول القناة، ففقد سلاح الجو الاسرائيلى السيطرة على المجال الجوى فى منطقة القناة. ثانياً: كانت إسرائيل تعى خطط الهجوم التى قد يلجأ لها المصريون، لكن الجيش الاسرائيلى لم يستوعب إمكانية خروجها إلى حيز التنفيذ، كما أنه لم يعد نفسه للتعامل معها على الأقل.

 

وتحدث الجنرال الإسرائيلى المتقاعد عن أسباب أخرى لهزيمة جيشه أمام المصريين، مشيراً إلى أن أهمها يكمن فى جهل الاسرائيليين بعقلية السادات، فلم تفطن القيادتان السياسية والعسكرية فى تل أبيب إلى إعلان السادات أنه مستعد للتضحية بمليون شخص ثمناً للانتصار فى الحرب، ولم تع إسرائيل تأكيده أمام جنرالاته الرغبة فى عبور القناة، والوصول إلى عشرة كيلومترات فى عمق الضفة الشرقية للقناة، ليدعم بذلك مفاوضاته المستقبلية لانسحاب إسرائيل التام من سيناء.

 

«ريشيف» أضاف: «كان لدى المصريين بالفعل خطط عسكرية لاسترداد سيناء، لكنهم تمتعوا بقدر كبير من الهدوء والحنكة»، وفى رده على سؤال حول موقعه خلال اندلاع الشرارة الأولى لحرب يوم الغفران، قال الجنرال المتقاعد: «أبلغونا فى تمام الثانية عشرة والنصف بوضوح أننا فى حالة حرب، قلت لسائق سيارتي: اليوم ستندلع الحرب، فأجاب: ما أجمل أن نموت فداء لأرضنا. فقلت له: أنت حمار. قل من الأفضل أن نعيش لصالح أرضنا».

 

الحوار اختتم بقول الجنرال الإسرائيلى المتقاعد «فى تمام الواحدة و47 دقيقة ظهراً، سمعنا صافرة فى شبكات الاتصال، ما يعنى أن المقاتلات المصرية عبرت خط القناة، فى المقابل وتمام الساعة الثانية و40 دقيقة، فتحت المدفعية المصرية النيران وحلقت فوق رؤوسنا ما يربو على 200 مقاتلة وقاذفة مصرية، كأنما ضرب أرض سيناء زلزال عنيف».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة