الروايات الإسرائيلية كشفت عورات المجتمع وتفسخه
الروايات الإسرائيلية كشفت عورات المجتمع وتفسخه


«مرهق حائرمهزوم».. آثار الهزيمة في الرواية العبرية عن حرب أكتوبر

السبت، 06 أكتوبر 2018 - 10:49 م

 

جاءت حرب 1973 لتقسم تاريخ المجتمع الإسرائيلى بل وتاريخ الأدب العبرى إلى مرحلتين الأولى هى ما قبل تلك الحرب وتمتد من حرب 1948 إلى ما بعد حرب 1967 ثم مرحلة حرب 1973 وما بعدها.

 

يقول د. محمد أبو غدير، أستاذ اللغة العبرية بجامعة الأزهر، فى دراسة عن تأثير حرب أكتوبر على فن القصة العبرية ومضامينها: «إن أبطال القصص العبرية بعد 1973 لم يعودوا هم نفس الأبطال السوبر مان الذين زينوا أغلب قصص ما قبل تلك الحرب الذين لا يجدون المنافس العربى الند».

 

 

 

ويؤكد الناقد الإسرائيلى يوسف اورين أن أهم ما يميز الأدب الذى كتب بعد 1973 (أى فى السبعينات والثمانينات) هو الشك فى القوة الأسطورية للصهيونية والتشكيك فيها، وذلك بداية من رواية العاشق المشار لها فى السطور السابقة ورواية ذكرى الأشياء (1977) ليعقوب شبتاى، وانتهاء بروايات مئير شاليف «رواية روسية» (1988) ورواية «عيسو» (1991).

 

وساهمت حرب أكتوبر فى رسم صورة جديدة للإنسان العربى فى الإنتاج الأدبى الذى ظهر بعدها مقارنة بالصورة السلبية التى كانت تظهر قبلها، فلم يعد العربى -فى رأى الدكتور احمد راوى رئيس قسم اللغة العبرية بجامعة حلوان سابقا- ذلك البدائى المتخلف وصار فى أدب ما بعد 1973 إنسانا مثقفا هادئا.

 

ويشير د. راوى إلى وجود أكثر من ثمانى روايات عبرية تناولت حرب أكتوبر وهي: «حرب جميلة» للكاتب دان بن اموتس 1974 ثم «ملاذ» للكاتب سامى ميخائيل 1976 و«العاشق» (1977) و«ريش» للكاتب حاييم بئير (1979)، و«رحلة فى آب» للكاتب اهارون ميجيد و«الصحوة الكبرى» للكاتب بينى برباش (1982) و«ظهور الياهو» للكاتب س. يزهار (1999) وعلامة التنشين للكاتب حاييم سباتو (1999).

 

بخلاف هذه الروايات هناك عدة قصص مثل «ليلة تذكارية واحدة» للكاتب إيهود بن عيزر التى أفاض فيها فى وصف مصر وربط بين رعبهم من فراعين مصر ورعبهم من جنود مصر فى اكتوبر.

 

فى نفس الدراسة يشير الدكتور زين العابدين أيضاً إلى قصة «بعد المطر» للكاتب بن نير التى تفيض ندباً ورثاءً على ما آل اليه المجتمع الإسرائيلى من تفسخ بعد حرب اكتوبر فالفاحشة تمارس فى الشوارع المظلمة، ومخازن الجيش الإسرائيلى تتعرض للسرقة فى وضح النهار والشبان يدمنون المخدرات والجريمة تتفشى بعنف وتجار السوق السودا يمارسون استغلالهم الوحشى لآلام المواطنين والاشتباكات الدامية تدور رحاها بين مؤيدى جماعة جوش ايمونيم ومعارضيها من جماعة السلام الآن ومعنويات مجتمع بأسره تسقط فى الهاوية وخوف يسيطر على الجميع كل ذلك يصوره الكاتب وسط ظلام دامس يخيم على مدينة تل أبيب يبعث على الرهبة والفزع ووسط سيول كثيفة من المطر لا تبقى ولا تذر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة