الحوار الأخير لصائد الدبابات داخل بوابة أخبار اليوم
الحوار الأخير لصائد الدبابات داخل بوابة أخبار اليوم


في الذكرى الـ 45 لنصر أكتوبر المجيد

نعيد نشر الحوار الأخير لـ «صائد الدبابات» مع «بوابة أخبار اليوم» قبل وفاته

محمد فاروق

الأحد، 07 أكتوبر 2018 - 12:06 ص

أحتفل المصريون صباح أمس، بالذكري الـ 45 لنصر أكتوبر المجيد، وهي اللحظات التي فتحت آفاق تحرير الأرض والعرض، وأنهت أسطورة جيش الاحتلال الذي لا يقهر.. ومع تلك المناسبة لا يمكن أن ننسي أحد الأبطال العظام الذي شارك في عملية التحرير وكان له دورًا كبيرًا في استعادة أرض سيناء الغالية من العدو الإسرائيلي، والذي رحل عن عالمنا منذ عده أشهر ولكن تبقي ذكراه.. أنه البطل الراحل اللواء عبد الجابر احمد على، والذي أشتهر بلقب «صائد الدبابات».


والبطل الراحل كان قائد الكتيبة 35 فهد التي شاركت في تحطيم العدو الإسرائيلي آنذاك، وتمكن وجنوده من اصطياد أكثر من 130 دبابة ومدرعة، حتى أطلق عليهم جيش الاحتلال «كتيبة عفاريت عبد الجابر». 


وتعيد «بوابة أخبار اليوم» نشر أخر حوار للبطل اللواء عبد الجابر احمد على، قبل وفاته والذي كشف فيه خطة التغلب علي العدو الإسرائيلي واستعادة أرض الفيروز بعد نكسة 1967 وحتي نصر أكتوبر 1973، ولماذا أطلق عليه وجنوده لقب «كتيبة عفاريت عبد الجابر».
 


الاستعداد بالرياضة

وعند بداية حرب الاستنزاف فى عام 69 كنا بدأنا نشعر أن العدو الذى كان مصورا أنه لا يقهرأكذوبة وعلى النقيض تتلاشى الفكرة التى رددوها أننا جثة هامدة لن تستوعب الأجهزة الحديثة ولن تواجه الآلة الإسرائيلية، وفى صمت شديد بدأ الإعداد للمعركة وركيزته الأساسية، أن نفاجئ العدو وأعدت القوات المسلحة أكثر من مفاجأة للعدو، وتم عمل ثغرات في الساتر الترابى لعبور الدبابات والمؤن والمعدات الثقيلة.

 

وأضاف لن ننسى الدور البطولي لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع التي أمدت كل الأفرع والوحدات بالقيادة العامة للقوات المسلحة بكل صغيرة وكبيرة عن تحركات العدو على الجانب الشرقي للقناة من طرق الهجوم وأسلوبها وتقارير بأسماء القادة الإسرائيليين واحتياطاتهم أثناء الإغارة عليهم وكيفية هروبهم فى المعابر والأنفاق إلى توجد بالدشم التي استولوا عليها في يونيه 67 .

 

لحظة المعركة "المفاجأة"

بدأت الأفكار العملاقة للعبور أهمها نظرية إزالة الساتر الترابى الهائل بخراطيم المياه، وكانت بالجهود العادية تستلزم الكبارى العادية نحو 18 ساعة لكن تم اختصارها الى فترة 6 إلى 8 ساعات وأحيانًا 4 ساعات هذه المفاجأة صدمت العدو وأربكت حساباته.


ثم جاءت مفاجأة خراطيم النابالم التى استطاعت القوات الخاصة غلقها وكانوا يعتقدون أنها ستحرق الجنود فأحرقنا خططهم بالتدريب والاعداد، ومن كان يستشهد كان سعيدا بخطوات النصر التى بدأت تلوح فى الأفق.


وجاء دور صواريخ الدفاع الجوى التى تتعامل مع الطيران وكبدته خسائر ضخمة.


أما موجات جنود المشاة فكانت مهمة جداً فلحظات العبور الأولى كانت حاسمة وفيصلية، كيف نعبر بالجنود ونتعامل مع الدبابات وجهًا لوجه، وهنا جاء دور الصواريخ المضادة للدبابات (مالوتيكا) وهو من صناعة روسية ومداه 3 كيلومترات من الجيل الأول.

 

 قلب موازين المعركة

يواصل اللواء عبد الجابر حديثه قائلًا:«وهذا يعنى الاعتماد كليًا على الفرد وتدريبه وهى درجة الصعوبة كيف نعد فرد لمواجهة دبابة؟


هذه من أهم المفاجآت التى أذهلت العدو فهم يعرفون اننا نملك الصواريخ لكن لم يتخيلوا المهارة التى وصل اليها الجندى المصرى فى استخدام السلاح وتلك كانت نقطة فارقة فى الحرب، وأرى أن هذا الصاروخ من أسباب قلب الموازين فى الحرب وسبب خسائر هائلة للعدو.

 

أكلة الدبابات "عبد العاطى"

 

واستطاع الجندى المصرى أن يسجل اسمه بحروف من نور فى سجل البطولات العالمية أسماء لاتنسى من صائدى الدبابات والتى أطلق عليها جمال الغيطانى أكلة الدبابات وكتبت عن بطولاتها كتاب بنفس الاسم فيه قصص حصدنا ل 140 دبابة إسرائيلية والتدريب كان قاسيًا جداً والسرية لم تكن فى السلاح بل فى كيفية استخدامه ومدى الكفاءة التى وصل اليها الجندى المصرى.


فالجميع كان يتسابق فى حصد الدبابات الاسرائيلية وعلى رأسهم محمد عبدالعاطى ابن الشرقية الذى دمر 23 دبابة و3 مجنزرات ومنها مدرعات اللواء 190 وقائده عساف ياجورى الذى تم أسره.

 

معركة قرية الجلاء

 

وعن اصعب المعارك التى واجهها قال: المعركة التى دارت على أرض قرية الجلاء مساء السادس من أكتوبر، وكان ذلك أثناء إنشاء الكبارى وممرات العبور للقناة.. حيث قامت دبابات العدو بقذفها وجاءت الأوامر بالتحرك 3 كم شمال القناة للتعامل معها.

 

وأضاف وفوجئنا بشرك خداعى إذ حاصرتنا 6 دبابات إسرائيلية فى شبه دائرة تبادلنا وقتها إطلاق النار لحين تجهيز المدفعية لصواريخها وتم إبلاغ قائد المدفعية وقتها بأن الصواريخ لا تعمل إلا على مدى 300 متر فى حين تحاصرنا الدبابات على بعد أمتار محدودة لن تصل إليها القذائف.. فقام بإضاءة أرض المعركة للتشويش على رؤيتها مما جعلها تتفرق وتبتعد لمدى يسمح للصواريخ بالوصول إليها وسميت تلك المعركة بمعركة «قرية الجلاء».

معركة المزرعة الصينينة


”بطل المعركة الصينية هو المقدم أ .ح حينها محمد حسين طنطاوي، وكانت المعركة موجودة في قرية الجلاء شرق مدينة الإسماعيلية يحدها غربا البحيرات المرة الكبرى وكانت مصر تقيم فيها تجارب الزراعات ومواد التغذية مع الجانب الياباني وعندما حدثت النكسة وتم الاستيلاء على القرية كانت الكتابات اليابانية عليها فعندما جاءوا الإسرائيليون قالوا أنها كتابة صينية فتم إطلاق الاسم على إنها المزرعة الصينية تيمنا بهذه الكتابة الصينية”.

 

وتابع: “عندما قامت حرب 73 كان هناك مدق غير صالح “من السباخ” لا يصلح للسير عليه من سيناء حتى القناة فتم إصلاحه، وتسللت الدبابات إلى غرب القناة، وقام قائد الكتيبة 16 بالفرقة 16 باللواء 16 مشاة المشير طنطاوي بعمل مواقع صواريخ مضادة للدبابات، وقامت الكتيبة بتدمير دبابات العدو بأعداد لا حصر لها ولم يعبروا هذا الجسر على الرغم من تدعيمه بـ 2 لواء مطاطي ولواء مدرع إسرائيلي، إلا بعد قرار وقف إطلاق النار وتم عبوره بالبرمائيات بعد احترام المصريين لقرار وقف إطلاق ولم تحترمه إسرائيل”.

 

جنود لا تنسى

ويواصل اللواء عبد الجابر حديثه عن أحداث المعركة ومواقفها الانسانية التى لا تنسى قائلًا: عبده عمر لاعب كرة (حارس مرمى) قصة استشهاده تشبه كثيراً قصص الميلودراما التى كان يجيد تجسيدها فى المسرحيات التى تقدم على الجبهة للترفيه عن الجنود.. والتى كان يشرف عليها أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية وتتبع إدارة الشئون المعنوية.. المسرحيات من هذا النوع تتناول البطولة على الجبهة فكان المشهد الأخير له على المسرح هو سقوطه شهيداً حاملا علم مصر وهو يردد تحيا مصر تلك أيضاً كانت خاتمته عندما تمت محاصرته هو وزملائه مجموعة من دبابات العدو ولم يكن فى حوذتهم سوى أسلحة خفيفة لا تصلح للتعامل مع الدبابات فما كان منه إلا أن حمل قنبلة يدوية وقفز فوق برج إحدى الدبابات وفتحه وألقى القنبلة بداخله أثناء ذلك أمطرته الرشاشات بكم هائل من الرصاص واستشهد وقتها رافعًا العلم وهو يهتف تحيا مصر، هتافه أشعل الحماسة فى قلوب زملائه ودفعهم لفعل المثل مما جعلهم يتخلصون من دبابات العدو ويستعيدون الموقع.

 

 

مسلم مسيحى أيد واحدة أمام الدبابة

ومن أرقى قصص التضحية قصة استشهاد جعفر البيومى وصبحى يعقوب مسلم وقبطى من نفس الكتيبة عند منطقة تبة (الطلية) حيث اشتبك أفراد الفصيلة مع العدو وأثناء القذف تنبه جعفر وصبحى لالتفاف إحدى الدبابات الإسرائيلية حول الموقع لتضربهم من الخلف فسارع كلاهما لإنذار الآخر وأثناء تحركهما أطلقت الرشاشات الإسرائيلية النار عليهما وماتا كلاهما فى منتصف الطريق يحتضن أحدهما الآخر.

 

 

شباب مصر دائماً يفاجأ العالم

وعن أحداث الثورة المصرية فى 25 يناير و30 يونيو يقول اللواء عبد الجابر شباب مصر دائماً يفاجأ العالم بقدراته وقد قام بثورة نقية طاهرة زلزلت النظام القديم دون استخدام عنف أو قسوة وانحازت له القوات المسلحة وحمته من الغدر والبطش يومها لم نعرف أحزاب ولا تكتلات ولا أجندات داخلية ولا خارجية، فالثورة كانت صورة أخرى من نصر أكتوبر، لا فرق بسبب دين أو عرق أو حزب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة