البروفيسور أحمد عبد السلام
البروفيسور أحمد عبد السلام


حوار| البروفيسور أحمد عبد السلام: الفتاوى الشاذة من أسباب التطرف

إسراء كارم

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 - 06:31 م

- لا يمكن إنكار جهود دار الإفتاء في محاربة الإرهاب والتطرف

- مؤتمر الإفتاء ساهم بنصيب كبير في تحسين صورة الإسلام والمسلمين

- لابد أن تضافر جهود الإفتاء والأوقاف والأزهر لتجديد الخطاب الديني

- على المؤسسات الدينية المصرية العمل على تغيير الصورة النمطية عنها لدى الغرب

- على الإعلام القضاء على المشبوه والشاذ من الفتاوى بعدم نشرها

- تجديد الخطاب الديني يحتاج توصيات تتناسب مع متطلبات العصر

 

ينطلق المؤتمر الرابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بعنوان «التجديد في الفتوى النظرية والتطبيق»، خلال الفترة من 16 إلى 18 أكتوبر المقبل، بحضور 120 عامًا من أكثر من 80 دولة.


وأثبت المؤتمر على مدار الـ3 سنوات السابقة أهميته في التصدي للقضايا المختلفة، حيث جاء أول مؤتمر عام 2015 بعنوان «الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل»، ثم «التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة» في 2016، وكان الأخير العام الماضي 2017 تحت عنوان «دور الفتوى في استقرار المجتمعات»، وخلالها جميعًا تم عقد ورش عمل مع المتخصصين في المجالات المختلفة وبعد أن اتفقوا على التوصيات التي تفيد في حل القضايا التي تمت مناقشتها، بدأ التنفيذ على أرض الواقع بتكاتف جميع الجهات.


ويأتي انطلاق مؤتمر هذا العام بالتزامن مع تعاقب الأحداث الإرهابية وتصاعد حدة التطرف، لتحمل دار الإفتاء المصرية من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، راية تجديد الفتوى للتوافق مع مجريات العصر وتغير أحوال البلاد والعباد ومناقشتها دون سطحية أو تخوف، على عاتقها اعتمادًا على مبدأ «الفتوى بنت زمانها».


ومن هنا أجرينا حوارًا مع البروفيسور أحمد عبد السلام، الأستاذ بمعهد الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية، حول رأيه في جهود دار الإفتاء المصرية، ومدى نجاح المؤتمر العالمي خلال السنوات الماضية، وجاء الحوار كالتالي:

 

-كيف ترى جهود دار الإفتاء المصرية خلال الأعوام الماضية؟
هناك جهد كبير ملموس لدار الإفتاء المصرية في السنوات الماضية على عدة أصعدة، فإلى جانب عملها في إصدار الفتوى والإجابة على أسئلة المستفتيين، يبرز جهدها في تحديث آليات العمل ورفع كفاءة باحثيها وسبل التواصل بين المفتي والمستفتي، ولا ينكر جهودها في محاربة الإرهاب والتطرف بالعديد من الوسائل والآليات وجهودها لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ودعم الحوار والتعايش السلمي.  


     - هل يساهم المؤتمر في تحسين صورة الإسلام المكونة لدى البعض في الغرب؟
بالطبع كل جهد يبذل في سبيل تجديد الخطاب الإسلامي والفقهي يساهم بنصيب كبير في تحسين صورة الإسلام والمسلمين عمومًا وليس فقط في الغرب، فإرضاء الغرب بعضه أو كله ليس هدفًا، لكن استعادة الإسلام ديناميكيته التي حافظت عليه منذ نشأته وجعلت منه صالحاً لكل زمان ومكان هو الرجاء وهو ما سيقينا من الجمود والسقوط في براثن التطرف والتخلف عن الركب الحضاري. 


     - هل تكفي مؤتمرات الإفتاء لتجديد الخطاب الديني؟
بالطبع لا، وإن كانت تساهم بشكل فعال ورئيس في تحديد مسارات الخطاب، ولذلك في رأيي يستلزم تجديد الخطاب تضافر جهود جهات عدة في مصر من بينها دار الإفتاء ووزارة الأوقاف والأزهر الشريف، بالإضافة إلى المؤسسة التعليمية، فما ينقش في الصغر له عظيم الأثر في تشكيل فرضيات ذهنية جماعية قد تؤثر في تشكيل ومسار الخطاب سلبًا وإيجابًا.


     - ماذا تمثل مؤسسات مصر الدينية للعالم الغربي؟
مازال الغرب يرى المؤسسات الدينية في مصر بالصورة النمطية وبأنها تقليدية محافظة، إلا أنهم في ذات الوقت يؤمنون بأنها صمام الأمان لأنها تمثل الإسلام الوسطي المعتدل، وعلى المؤسسات الدينية المصرية العمل على تغيير تلك الصورة النمطية عنها في الغرب وإبراز الجهود التي بذلت وتبذل من أجل تحديثها وتطوير آليات العمل فيها. 


     - التطرف والفتاوى الشاذة... كيف يتم القضاء عليهم في رأي سيادتكم؟
التطرف والفتاوى الشاذة فردتي حذاء قديم يخدمان بعضهما البعض، فالفتاوى الشاذة من أعراض التطرف والتطرف قد ينتج أو يرسخ أو يسوق بمساعدة الفتاوى الشاذة، ويتم القضاء عليهما بنشر الوعي الديني السليم والبسيط الرشيد، فمن يعلم دينه ويطمئن إليه ليس بحاجة للتطرف ولن يقبل شاذ الفتاوى لاتفاق دينه مع فطرته السوية التي فطره الله سبحانه عليها، كما أن للإعلام دورا في القضاء على المشبوه والشاذ من الفتاوى بعدم نشرها والإقبال على من يتداولها من غير ذوي الاختصاص ووضع ضوابط تحدد عمن تؤخذ الفتوى ومن يسمح له بالجلوس للإفتاء من المختصين.     

        
     - ما التوصيات التي تتمنى الخروج بها من مؤتمر هذا العام؟
أتمنى أن تكون التوصيات في هذا العام متضمنة لآليات ومسارات وأولويات لتجديد الخطاب الديني وتحديث الفتوى والفتاوى التي لم تعد تتناسب مع متطلبات العصر أو تخرج عن المفاهيم المقاصدية المتفق عليها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة