عائلة الشهيد محمود العبد
عائلة الشهيد محمود العبد


حكاية بطل| «الشهيد محمود العبد» قتل ١١ تكفيرياً قبل استشهاده

محمد قورة

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 - 08:49 ص

 

يوما ما سنطفئ رائحة البارود من وطنى وتفوح رائحة الياسمين من فوهة المدافع، أخبرنى كيف ستهزم جنديا يرى فى فوهة بندقيته الجنة فاذا قتلك «انتصر «واذا قتلته» انتصر .

 

هذا اخر ما كتبه الشهيد محمود سمير العبد ابن حى العروبة بمركز كفر سعد بدمياط الذى نال شرف الشهادة ليضاف لسجل الابطال الذين خرجوا من كل ربوع مصر تاركين أسرهم واحبائهم واصدقائهم من اجل حمايتها وأمنها عاهدوا واقسموا على حمايتها وصانوا العهد والقسم بحماية كل شبر من ارضها ونشر الأمن على حدودها لحماية اهلها ليعيشوا فى امان ليؤكدوا ان كلمة النهاية اقترب «مصر تنتصر» .

 

التقت «الأخبار» بأسرته لترصد قصة بطولته منذ تجنيده حتى استشهاده.

 

يقول سمير العبد والد الشهيد المجند محمود ترتيبه الثانى بين ابنائه الابن الاكبر احمد وشقيقتان ربيته هو وشقيقه على الرجولة والشهامة والاعتماد على النفس حيث انه كان يعمل وهو يدرس فى المرحلة الاعدادية بدأ بالعمل منجد انتريهات .

 

ثم ترك هذه المهنة وعمل حدادا فى ورشة حدادة يمتلكها عمه وبعد حصوله على الشهادة الاعدادية التحق بالثانوية الزراعية ولكنه تركها فى الصف الثانى ولم يكمل الحصول على الدبلوم وظل يعمل حتى اصابه الدور فى التجنيد والتحق بالخدمة العسكرية بسلاح المشاة ميكانيكا .

 

وعقب انتهاء مركز التدريب بالاسماعيلية تم توزيعه على قطاع الشيخ زويد وقضى عامين من خدمته وكان يتبقى له عام ولكننا منذ توزيعه ونحن نشعر بالقلق وكانت كل مكالمة يرد فيها على اتصالى يوم عيد وكان يطمئننا عليه ويطمئن علينا.

 

ويؤكد ان فى سيناء أسود يواجهون خفافيش لا يظهرون الا فى الظلام وهم اعداء الله والوطن ونحن لهم بالمرصاد واضاف والده ان الشهيد محمود تم زفافه فى شهر يوليو من العام الماضى وقبل 4 اشهر رزقه الله بطفلته حبيبة وفى آخر اجازة له قضى معنا عيد الاضحى وكان حريص على زيارة جميع اقاربه واصدقائه وكأنه يودعهم .

 

وقبل انتهاء اجازته اصيب باعياء شديد الزمه الفراش وتاخر عن موعد عودته من اجازته واخر اتصال كان قبل استشهاده بيوم واحد واكد له انه كان فى مداهمة وعاد منها بسلام هو وزملاؤه ويستعدون لمداهمة اخرى وانه كان غير مشارك فيها ولكن احد زملائه نزل اجازة وانه سيشارك مكانه.

 

ولكن الساعة 12 منتصف الليل استيقظت على صراخ زوجة الشهيد بعدما تلقت والدته خبر استشهاده ثم تلقيت اتصالا من قائده الذى اخبرنى ان محمود بطل وانه فى طريقه للاطمئنان على زملائه المصابين بالمستشفى .

 

وتحدثت مع احد زملائه الذى اصيب ببتر بالقدمين نتيجة انفجار المدرعة اكد له ان محمود بطل قتل 11 تكفيريا بمفرده بعد ان قام بتفجير سيارتهم ونفذنا المداهمة بنجاح واثناء عودتنا تفجرت المدرعة نتيجة لغم وكنت اتمنى الشهادة مثل محمود واكد والده انه مؤمن بقضاء الله وان شاء الله هننتصر على الارهاب مصر شوكتها قوية بأولادها وقواتها المسلحة وشرطتها وظل يردد حسبى الله ونعم الوكيل فى الإرهابيين الخونة.

 

وتحدثت هيام فتحى والدة الشهيد القلق والخوف ساكن جوايا من يوم ما محمود اتوزع على الشيخ زويد لكنى عمرى ما حسسته بكده لكن كنت دائما بحمسه وأشد من أزره واقول له انت بطل وبتحب وطنك ولو كل ام منعت ابنها من تأدية الخدمة الوطنية مين هيحمى الوطن ومين يتصدى للارهابيين اعداء الله واعداء الوطن ويحمى ارضه مع ان من جويا بتقطع بس مش عاوزة ابين له اى قلق او خوف علشان نفسيته ومعنوياته تظل مرتفعة .

 

واتذكر انه خلال العملية الشاملة كنت فى حالة قلق كبيرة وبكلمه بقوله ياريت تنزل اجازة قلها والله لو ادونى اجازة مش نازل انا هنا فى فخر ده زمايلى اللى مفروض انهو خدمتهم منزلوش انزل أنا ومن وقتها وانا حسيت انى عرفت اربى وان رسالتى له وصلت .

 

واضافت محمود كان ولد بار عارف ربنا ويصل رحمه ويسأل على وعلى اخواته وخالته وعماته واخر اجازة له كانت فى عيد الاضحى وكان مصاب بنزلة حادة وتأخر عن موعد عودته وانا قولته لازم تشد حيلك ومتستسلمش للمرض علشان تخف وترجع كتيبتك وفعلا قام ثانى يوم وقالى انا همشى بعد المغرب وبعد ما خرج على الطريق رجع ثانى وقالى انا عاوز احضنك وقتها اتهزيت من جويا لكن حاولت اتماسك امامه .

 

واخر اتصال قبل استشهاده بيوم وكنا فى اجازة رأس البر ويوم استشهاده كان قلبى مقبوض ومكنتش عارفه انام وشعرت انى مخنوقة ولقيت احد زملائى بيكلمنى وقولت له مش عاده تتصل بيا دلوقتى انت عارف انى بنام بدرى قالها محمود استشهد ولقيت نفسى سكت معتش عارفه اتكلم واول ما نطقت قولت الحمد الله محمود حى يرزق عند ربنا وانا فعلا فخورة بيه لان الموت كان هيدركه اينما كان لكن دى شهادة اى حد يتمناها هو الصعب الفراق لكن الحمد الله .
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة