اللواء أحمد رجائى عطية
اللواء أحمد رجائى عطية


مؤسس الوحدة 777: أعشق الغروب.. وكتبت مئات الرباعيات وسط جبال سيناء

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 - 09:04 ص

اللواء أحمد رجائى عطية واحد من أعظم رجال العسكرية المصرية الذين سجلوا بطولات نادرة على خط النار، وهو شخصية فريدة جمعت بين البطولات والمواهب والريادة فى العمل الخاص.

 

فى حرب 1973 تولى مسئولية قيادة العمليات الخاصة بمنطقة جنوب سيناء والبحر الأحمر، وفى 1977 كلفه السادات بتكوين أول وحدة مصرية لمكافحة الإرهاب..وقبل ذلك أسس مدفعية الصاعقة وأسس أول مدرسة وكتيبة للصاعقة بالجزائر.. ومع نهاية حرب يونيه 67 استطاع مع مجموعة من رفاقه تكوين منظمة سيناء العربية والتى تحول جزء منها إلى المجموعة 39 قتال.

 

عن العلاقة بين البطولات العسكرية وبين الشعر والأدب..يقول اللواء أحمد رجائى عطية : العلاقة بدأت حينما كنت ضابطا صغيرا أخدم فى فايد مع اللواء جمال محفوظ قائد مدفعية اللواء..وكان هذا القائد يقول لنا إن الضابط «نوتة وقلم»..والهدف ليس كتابة مذكراتك..لكن كتابة انطباعاتك الشخصية فى كل ما حولك.

 

وكان يفاجئنا بالتفتيش عن النوتة والقلم وإذا لم يجدهما مع أى ضابط يعاقبه بالحبس خميس وجمعة ، من وقتها أصبحت ألتزم بالنوتة ثم تحولت النوتة الصغيرة لأجندة كبيرة ثم حقيبة أجندات ، وحينما تركت الجيش أصبحت الكتابة جزءا من حياتى وأصبحت مكتبتى مليئة بالأوراق التى تحمل انطباعاتى ثم تعلمت الأوزان وبدأت أكتب الشعر فصحى وزجل..ثم جذبتنى فكرة الرباعيات..والآن لدىّ 500 رباعية زجلية و250 رباعية فصحى و115 قصيدة..وأعتز جدا باصدارى رواية «السرجا» التى أرّخت لمصر من الأربعينيات وحتى عام 2010..وتنبأت فيها بالثورة.

 

وتابع: جدى كان ضابطا أما والدى فكان خريج مدرسة الفرير وكانت لديه ميول فنية..فعمل مديرا لمسرح الأزبكية ومديرا لاستوديو مصر وكان صاحب فكرة الجريدة الناطقة التى تذاع بالسينما قبل الأفلام وكان يمثل أحيانا كهواية..وربما كان حبى للشعر والأدب وراثة عن أبى.

 

وأضاف: الفضل فى التحاقى بالكلية العسكرية يرجع لأمى..فقد كنت مرتبطا بها بشدة..وكنت أعشق الاستيقاظ فجرا لأشرب معها الشاى..لدرجة أننى كنت أستيقظ على صوتها وهى تقلب السكر فى الشاى..وفى أحد أيام عام 1953 حينما كان عمرى 15 عاما كنا نشرب الشاى ونقرأ الصحف..لأفاجأ بها تقول: «هما دول الولاد»..وكانت تقرأ خبر «المنيسى وشاهين شهداء الجامعة»..وقتها شعرت بالغيرة وقررت التطوع فى الجيش لأصبح أصغر فدائى، والمدهش أن أمى فقدت السمع عند خروجى فى أول مهمة..وعاد لها سمعها بمجرد عودتى سالما. 

 

بعدها بعام كنا نشرب الشاى أيضا لأفاجأ بسؤالها «ناوى تطلع ايه؟»..فقلت لها:مهندس ،ففوجئت بها تقول :«أمال مين هيطلّع اليهود من فلسطين» ، ومن هذا اليوم قررت أن أكون ضابطا والتحقت بالحربية وحققت بطولات كثيرة لدرجة أننى فى حرب الاستنزاف حصلت على ترقية استثنائية إلى رتبة مقدم..وفى هذا العام توفيت أمى..وأقيمت لها جنازة عسكرية..وأتصور أنها أول امرأة تقام لها جنازة عسكرية.

 

واستكمل: الكاتب الكبير وجيه أبو ذكرى هو واحد من أصدقاء العمر..وقد أخذنا الحماس فقمنا بتكوين منظمة سيناء العربية، وبدو سيناء،للقيام بعمليات قتال خلف خطوط العدو،واستمرت صداقتنا حتى وفاته..و كتبت فيه قصيدة شعرية اسمها صديقى الصحفى.

 

وأوضح أن العقيدة العسكرية فى الشرق والغرب تقوم على حسن استخدام الأرض ومهارة السلاح ،أما فى مصر فتضاف إليها مهارة الجندى..فالعسكرية علمتنى أن التنمية فى البشر هى الأهم وعلى مدى حياتى العسكرية أسست العديد من الوحدات التى توليت فيها تعليم وتدريب أجيال.

 

ولم يكن غريبا بعد خروجى للمعاش أن اتجه للتعليم لأساهم فى تربية أجيال..وبالفعل بدأت بمعهد ثم مدرسة على طريق الإسماعيلية..وأنشأت أول مدرسة فرنسية خاصة فى مصر..وأول مدرسة تطبق نظام الدمج لذوى الاحتياجات الخاصة..ثم أنشأت مدرسة فى الغردقة وأخرى فى المنيا.


وأضاف منذ عملى فى سيناء وأنا أعشق مشهدى الشروق والغروب..والغروب بالذات لايمكن أن يمر يوما دون أن أراه..ليذكرنى بمتعة مشهد ضوء القمر وهو ينكسر على جبال سيناء التى أعشقها.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة