حالة طلاق وخلع كل 4 دقائق بسبب «العنف ضد الزوجات».. 3 روايات واقعية ترصد الحكاية
حالة طلاق وخلع كل 4 دقائق بسبب «العنف ضد الزوجات».. 3 روايات واقعية ترصد الحكاية


العنف ضد الزوجات| كل 4 دقائق حالة طلاق وخلع.. و3 روايات «مأساة وعذاب»

نشوة حميدة

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 - 04:59 م


«قومي المرأة»: 8 ملايين «مصرية» تتعرض لـ«الضرب والسبب» من أزواجهن


إحصائية: 86٪ من الزوجات يتعرضن للضرب من الأزواج.. و55% منهن لجأن للطلاق والخلع


«شيماء» تروي مآساتها: «جوزي ضربني بالسكينه وفتحلي دماغي 6 غرز»


 «علقة موت» تدفع «أم يوسف» لطلب الطلاق.. و«سميرة»: «أنا مكسورة ومش قادرة اتكلم»


استاذة علاقات زوجية: الزوجة السبب.. ونظرية «خلى المركب تمشي» تدمر الأسرة


استشاري نفسي يرد: الزوج السادي «مريض نفسي».. وهذه نصيحتي للمقبلين على الزواج


 
 
«العنف ضد المرأة».. كانت ولا تزال القضية الشائكة التي تعاني منها بنات حواء على مدار عقود طويلة، وعلى الرغم من سن تشريعات وقوانين لوضع حدًا لها، إلا أن 8 ملايين سيدة مصرية تتعرض للعنف، و86٪ من الزوجات يتعرضن للضرب من الأزواج، بحسب الإحصائية الأخيرة للمجلس القومي للمرأة.


لم يكن العنف ضد المرأة يتجاوز التعدي البدني والعقلي على المرأة، لكنه امتد إلى البكاء من تكرار العنف من الزوج، وخراب البيوت بعد تفكك الأسر بعد وصلات من «الخناقات» والتراشق بالكلمات الجارحة بين الزوجين، وقد يصل الأمر إلى توجيه الزوج صفعة لزوجته تسكتها لتصمت وتطلب الطلاق، ولكن يبقي السؤال «كيف يمكن تجفيف منابع العنف ضد بنات حواء؟».
 


الأكثر عرضة للعنف

فى دراسة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول «العنف ضد المرأة ودورها داخل الأسرة المصرية»، صدرت فى يونيو 2017، سجلت النساء الحاصلات على مؤهل جامعى فأعلى، أقل نسبة تعرض للعنف الزوجى بكل أنواعه، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الأب غالبًا ما يكون هو مرتكب العنف البدنى ضد المرأة عند بلوغها 18 سنة، وأن أغلب النساء بنسبة 86%، قد عانين من مشاكل نفسية نتيجة تعرضهن للعنف على يد الزوج.


وذكر الجهاز فى دراسته حول «العنف ضد المرأة»، أن كثيراً من النساء اللاتى تعرضن للعنف على يد أزواجهن لجأن لبيت العائلة طلبًا للمساعدة أو للحماية وبلغت نسبتهن 18.3%، موضحًا أن المرأة تتكلف نحو 1.49 مليار جنيه فى العام من جراء عنف الزوج منها 831.2 مليون جنيه تقريبًا تكلفة مباشرة، و661.5 مليون جنيه تكلفة غير مباشرة.


 
العقاقير والمخدرات أحد الأسباب
وفى السياق ذاته، رصدت دراسة أخرى حديثة، أن 55% من الزوجات التى لجأن للطلاق والخلع، اشتكين من تقصير أزواجهن فى أداء مهامهم الزوجية، بسبب تعاطى العقاقير المنشطة والمواد المخدرة، ما سبب لهم آثاراً جانبية على المدى الطويل.


وأشارت الدراسة إلى أن 100% من الزوجات اللاتى أقمن دعاوى طلاق وخلع وأقيم فى حقهن دعاوى نشوز وطاعة تعرضن للعنف الجنسى، و10% منهن خضعن لإجراءات طبية بسبب تعرضهن لإصابات جسدية، نتيجة لذلك العنف.


 
روايات واقعية
ورصدت «بوابة أخبار اليوم»، روايات واقعية لسيدات تحدثن عن تعرضها للعنف من قبل أزواجهن، لنرصد طبيعة المأساة على أرض الواقع، بعد الحديث معهن عبر «فيس بوك»، وكذلك رأي الخبراء تحت بند «الأسباب والحل».
 
حكاية سميرة
في البداية، روت «سميرة.ع» (24 سنة) حكايتها، قائلة: «أنا جوزي ضربني.. أنا مكسورة ومدمرة ومش قادرة أحكي لحد.. مش قادرة أحكي لأهلي عشان هيكرهوه، ومش قادرة احكي لأهله عشان مش هستحمل نظرتهم ليا».


وعن تعرضها للاعتداء الجسدي، قالت: «أهلي لما يعرفوا إني انضربت حاسه إني هعري نفسي اكتر، هو كسرني بالحركة، دي مش هستحمل حد يشوفني كده هو دلوقتي، بيبوس إيدي ورجلي عشان أسامحه، بس أنا مكسورة أوي».


وتابعت: «مش قادره أخرج من الشقه، مش قادره أشوف حد، أنا تعبانة أوي ومش عارفه أعمل ايه، مش قادرة أرجع معاه زي الأول تاني، أعمل إيه، مش قادرة أرجع زي الأول معاه تاني، ومش قادرة أبص لنفسي في المرايه حتى.. أنا انكسرت خلاص».


 
6 غرز بالسكين.. ويريد الصلح


فيما استغاثت «شيماء» (31 سنة)، قائلة :«ساعدوني أنا جوزي ضربني بالسكينة، وفتحلي دماغي 6 غرز ورجلي متعورة وضهري، وأنا دلوقتي قاعدة عند أهلي، وهو كل شويه يبعت حد علشان يصالحني.. أرجعه له ولا لأ؟».


 

«أم يوسف».. وعلقة الموت


أما «أم يوسف» (38 سنة)، فذكرت «أنا بت ناس ومتعلمة تعليم عالي، ومن أسرة محترمة جدا، وجوزي المفروض أنه كدا، بس جوزي ضربني ضرب مبرح، كسر لي جسمي كله علشان كلمته بطريقه وحشة، وقفلت في وشه السكة، وكذا موقف ورا بعض .. بغلط فيه كتير بس كنت جايبه أخري من أمور كتير غلط في حياتي».


وأضافت: «دلوقتي هو ضربني ضرب ميتضربوش بني آدم، وجرجرني من رجلي في الشقة كلها، ورزع دماغي في الأرض حسبي الله وبهدلني.. ومفيش مكان برتاح فيه بولادي نهائي، وهو كريم معايا ماديا، ومش عارفه أخد حقي، ولا بعرف أخاصم ولا بيدي أي حيله.. وهو اللي سابلي الغرفة وشايف إني أستاهل».


وتابعت: «أنا رخصت نفسي وصغرت في عينه أوي، قعدت أصرخ في الأرض وأترعش، وأغمى عليا ومسكت موبيلي كسرته حتت، وللآسف مليش مكان ممكن أروحه بولادي صغيرين ،وهو حتي شايف أنه عادي اللي حصل بيربيني، بس أنا قررت أطلب الطلاق».


 
عدم الانسجام والتفاهم.. السبب 


وردًا على ذلك، ترى اعتماد عبد الحميد، استشاري علاقات زوجية، وأستاذة علم الاجتماع، أن عدم الانسجام والتفاهم بين أي زوجين تقف وراء هذه الظاهرة، مؤكدة أن الزواج شراكة وليس صراع أو منازلة، وحتى تنجح الشركة لابد من الحافظ عليها، فلو نجحت ستكبر الأسرة، ولو فشلت سيخسر الطرفين ويشرد الأبناء.


وأضافت لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هناك حالة طلاق وخلع كل 4 دقائق، مؤكدة أن الأهل أيضا السبب في ذلك وكذلك مناهج التعليم، مستطردة :«زمان في التعلم كان مرتبطا بالبيت والأسرة، أما الآن فنفتقد ذلك، وهو ما تسبب في الظواهر الاجتماعية الشاذة».


وشددت استشاري العلاقات الزوجية على ضرورة أن تدرك الزوجة أن المسألة ليس مسألة كرامة فقط رغم الحالة النفسية التي تعاني منها بعد تعدي زوجها عليها، بل لابد أن لا تعوده على ضربها، متابعة: «وعلى كل زوجة أن تأخذ موقفًا حاسمًا إذا ضربها زوجها لمنع تكرار ذلك».


وقالت أيضًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى الرجال بنسائهم، حيث قال في حديث شريف «رفقًا بالقوارير»، فسيدنا محمد لم يرفع يده على إحدى زوجاته، متابعة: «إذن الرجل الذي يضرب زوجته مريض نفسي، لأن إذا احترم الرجل زوجته فهو يحترم نفسه، وإذا أهانها سيهين نفسه، ولكن بضعهن تتخوف من الطلاق، أو التشرد وتفكك الأسرة».


 
الدوافع النفسية.. والحل


فيما رد الاستشاري النفسي د. جمال فرويز، قائلًا إن العنف ضد الزوجات ليس وليد اللحظة، حيث أنه له سوابق،ولكن إذا تغاضت الزوجة عنه أول مرة فعليها أن تتحمله عواقبه وتكراره بعد ذلك، سواء كان نفسيًا أو بدنيًا أو غير ذلك، مضيفًا: «نظرية "خلي المركب تمشي" ستورط الزوجة».


وعن الحل، كشف «فرويز» أنه لابد من عمل وقفة من القبل الزوجة أمام زوجها حتى يراجع نفسه، لافتًا إلى الزوج المعتاد على الاعتداء علي المرأة مريض نفسيًا، وقد يكون مصابًا باضطراب الشخصية، أو يتعاطى مخدرات.


واستطرد قائلًا: «على النقيض، هناك زوجات يستغلون ظروف أزواجهن الصحية والاقتصادية ويقمن بالإعتداء عليهم، وقد يكون ذلك بسبب ضخامة جسد سيدة عن زوجها، أو أخرى تهدد زوجها بأشقائها على طريقة «هجيبلك اخواتي يضربوك»، فيعرض للضرب ويسكت، وثالثة تستغل مرض الزوج وأنه لا يستطيع مقاومة الضرب، فتتعدى عليه دون رحمة.


وتابع: «لابد من عمل وقفة وعدم الخوف من الطلاق إذا تكرر الأمر، وأنصح المقبلين على الزواج بحسن الاختيار قبل الخطوبة والتأكيد من التواؤم الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي بين الطرفين لتكوين أسرة سليمة.
 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة