منصور متبولي مع الرئيس السيسي
منصور متبولي مع الرئيس السيسي


حوار| عميد معهد الأسماك بجامعة فينا: إنشاء أكاديمية لتعليم فنيين للمزارع السمكية

محمود كساب

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 - 07:07 م

أحد العقول المهاجرة في الخارج قرر أن يسخر خبراته وأبحاثه لخدمة وطنه الأم ويحاول أن يؤسس ثورة سمكية غنية لتعمل على الاكتفاء الذاتي في هذا المجال دكتور منصور متبولي الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة فينا بالنمسا عميد معهد الأسماك فى جامعة فينا بالنمسا يتحدث لـ"بوابة أخبار اليوم" عن كيف تستطيع مصر الاكتفاء الذاتي من الثورة السمكية؟..

 

في بداية حدثني عن هجرتك خارج أرض الوطن؟ وعن مشوارك العلمي؟

بعد حصولي على الدكتوراه من كلية العلوم جامعة ميونخ دخلت في مسابقة للتعيين كباحث ومساعد أستاذ بكلية الطب البيطري بنفس الجامعة للعمل البحثي على كيفية عدوى اسماك السلامون بمرض يسمى (مرض الدوران العصبي في السلامون) وبعد إجراء أبحاث استمرت خمس سنوات استطعت ولأول مره عرض ونشر تفسير علمي دقيق بالميكروسكوب الإلكتروني آنذاك في عدة أبحاث لكيفية العدوى بهذا المرض وحصلت بها عام ١٩٩٦ على درجة الأستاذية من جامعة ميونخ٠ وفى نفس السنه عرضت علي جامعة كاليفورنيا بالتقدم للعمل كأستاذ زائر بكلية الطب البيطري لحاجتهم إلى تخصصي لحل مشكلة تفشي مرض الدوران العصبي في السلمون في أكثر من عشرين ولاية أمريكية.

 

كيف استطعت حل أكبر مشكلة لأسماك السلمون في الولايات المتحدة الأمريكية وفيتنام؟

بالنسبة للمشكلة المرضية في المزارع السمكية في فيتنام هانوى التي كانت منتشرة في اسماك البلطي النباتي وهو من اغلي واهم الأسماك هناك فبدأت مع فريق ألماني العمل في هانوي عام ٢٠٠٧، بالاشتراك مع فريق من جامعة هانوي لحل المشكلة المرضية وتطوير عملية الثروة السمكية التكاملية وهى عبارة بأن هناك مزارع تمتلك حوض أو حوضين لتربية هذه الأسماك للاستخدام الذاتي وبيع الفائض الذي يكسب منه أكثر مما يحصل عليه من الناتج الزراعي ومن الماشية والتي عرضتها في مؤتمر مصر تستطيع بأبناء النيل.

 

والفضل الأول لما حققته مع فريقي البحثي في امريكا وفيتنام هو الالتزام بما تمليه عليهم النتائج البحثية العلمية وماقدمناه لهم من الأسس العلمية التي اتبعوها والتزموا بها، ولذلك حصلت على جائزة أفضل عالم في جامعة الطب البيطري بفيينا لعام ٢٠١٠.

 

تعاني مصر في الفترة الحالية من ارتفاع أسعار السلع الغذائية فهل تستطيع توفير ثورة سمكية في مصر؟

كما قلت مرارا لن نستطيع تحقيق اكتفاء ذاتيا في أي مجال من المجالات إلا إذا اتبعنا أحدث الأساليب العلمية وماتوصل إليه العلماء في هذا المجال وتطبيقه، وخاصة بالنسبة للثروة السمكية فنحن نمتلك في مصر إمكانيات ليست موجودة في معظم بلاد العالم ولابد من استغلالها ورأينا ذلك في أكبر مشروعين للثروة السمكية في الشرق الأوسط وهم مزارع قناة السويس ومشروع غليون واللذان من المقرض أن يحققوا الاكتفاء الذاتي من الأسماك في مصر وبهذا تكون خطوة عظيمة للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في مصر.

 

ما رأيك في مشروع قناة السويس لثروة السمكية؟

بالنسبة لمشروع قناة السويس الذي تشرفت بزيارته مرتين في العامين الماضيين وبفضل مجهودات وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم واهتمام الدكتور عطوه مستشار الفريق مهاب مميش وكانت زيارات عمل مكثفة مع المجلس الإداري للمشروع بقيادة اللواء مجدي إسماعيل وجميع العاملين بالمشروع ووضعنا خطتين مفصلتين للوصول أولا إلى تحقيق إنتاج مطابق للمعايير العالمية لمنظمة الصحة العالمية للتغذية التابعة للأمم المتحدة وثانيا خطه للأمن الحيوي وكيفية تطبيقها بحيث يتحقق الإنتاج الذي يمكن من خلاله المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في مصر والاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية بحيث تصبح الأسعار في متناول الجميع وثانيا يمكننا تصدير الأسماك الخالية من التلوث والأمراض المعدية والمطابقة للمعايير العالمية إلى جميع دول العالم.

 

وفى الزيارة الثانية تقدمت بعرض منهج كامل لإنشاء أكاديمية لتعليم فنيين وخبراء للمزارع السمكية على غرار ألمانيا والنمسا وأطلقنا عليها الأكاديمية المصرية الألمانية للتعليم الفني في مجال الثروة السمكية ومازالت مجهودات مجلس الإدارة جارية لتحقيق هذه الخطوة الهامة جدا لأننا في حاجة ماسة إلى مهنيين في مجال الاستزراع السمكي للنهوض بالمشروعين اللذين تم تنفيذهم.


هل يمكن استخدام مياه الصرف الصحي في الاستزراع السمكي؟

بالنسبة لاستخدام مياه الصرف الزراعي في الاستزراع السمكي فهذا خطأ لا يغتفر في مصر ولابد من حله والحل واضح جدا وليس بالصعب وهو إتباع العكس تماما واستخدام المياه أولا للاستزراع السمكي بحيث تصبح غنية بالمواد العضوية واستخدامها بعد ذلك لري الأراضي الزراعية وبهذا يستطيع المزارع الاستغناء عن جزء كبير من الأسمدة الكيماوية وهذا بالضبط مايحدث في كل دول العالم.

 

وأما بالنسبة لمياه الصرف الصحي فلابد أن تعالج قبل الاستخدام في أي شئ وهذا بديهى وليس عليه خلاف واعتقد أن المجهودات أصبحت مكثفة في هذا المجال مجهودات محلية ومنح أوروبية لحل هذه المشكلة، وفى الأعوام الماضية تركزت أبحاثي مع فريقي النمساوي في كيفية التغلب على الإمراض الناتجة عن التلوث والتغيير المناخي في الأنهار وفى المزارع السمكية وحصلت بها بحمد الله على جائزة أفضل عالم بجامعة فيينا يستشهد بأبحاثه ومنشوراته العلمية عالميا لعام ٢٠١٦.

 

كيف تري اهتمام الدولة بالعلماء في الفترة الحالية؟

أرى أنه منذ تولى السفيرة نبيلة مكرم وزارة الهجرة وهناك تحرك جديد واهتمام لم نعهده من قبل بالعلماء المصريين بالخارج ونتمنى أن تتواصل هذه المجهودات وتطبق التوصيات التي قدمناها كل في مجاله في اجتماعين الأول مصر تستطيع بعلمائها والثالث مصر تستطيع بأبناء النيل وأنا على يقين انه إذا طبقت التوصيات وتابعت وزارة الهجرة تطبيقها فسنرى قريبا جدا نتائجها الايجابية في كل المجالات التي تناقشنا فيها كل في مجاله الذي هو معترف به عالميا ولانريد سوي النهوض ببلدنا وتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المجالات.


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة