خالد ميري
خالد ميري


نبض السطور

خالد ميري يكتب: التعليم.. حلم المستقبل

خالد ميري

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 - 09:59 م

 

طوال سنوات طويلة كان المجتمع بأكمله يتحدث عن إصلاح التعليم وتطويره، تحدث الشعب كله بصوت واحد أنه لا مستقبل لمصر ولا أمل إلا بإصلاح التعليم.. والحقيقة أن مشاكل النظام القديم كانت قد «عدِّت الرُكب»، فساد ومشاكل إدارة ومناهج وكثافة فصول وسبوبة بالمليارات لأصحاب الدروس الخاصة والكتب الخارجية.


تصورنا جميعا أن الاصلاح مستحيل.. فالمشاكل تراكمت والروائح فاحت من كل اتجاه.


لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى عودنا أنه لا مستحيل وأن الشعب معه قادر على أن يتحدى التحدي، ومع بداية ولايته الثانية التى انتخبه فيها الشعب بأغلبية كاسحة كان الإعلان عن المشروع القومى لبناء الإنسان بالتعليم والصحة والثقافة.. وصدر القرار الجرئ بإصلاح منظومة التعليم وبدء تطبيق النظام الجديد.


وتحمل الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم مسئوليته ليبدأ الإصلاح  الجذرى بالنظام الجديد لأولادنا فى «كى جى وان» وأولى ابتدائي، مع السير فى خط متواز لترميم النظام القديم حتى يكتمل بنيان النظام الجديد.


كلنا نعرف مشاكل وبلاوى نظام التعليم القديم، الذى حوّل امتحان الثانوية العامة إلى مفتاح وحيد للمستقبل، كلنا عانينا وتم استنزاف أموالنا وصحتنا وراحتنا فى نظام عقيم، كان ينتهى بتخريج ملايين الشباب لا علاقة لهم بسوق العمل ولم يتعلموا شيئا.. الكل دفع الثمن غاليًا ومازال.


عندما تم اطلاق نظام التعليم الجديد كانت الرؤية واضحة تمامًا.. نعم المناهج جديدة وطرق التدريس جديدة والهدف واضح، تخريج مواطن متعلم يمتلك مهارات حقيقية، التحول من المناهج السطحية إلى الفهم العميق.. التحول من الحفظ والتلقين إلى التفكير والتعلم، من تعليم نظرى إلى تعليم مبدع يرتبط بالحياة، استخدام الوسائل الورقية مع أحدث أساليب التكنولوجيا فى التعليم، الاعتماد على التقييم المستمر طوال سنوات الدراسة وليس على امتحان واحد يتحدد على أساسه المصير والمستقبل.


هذا هو حلم المستقبل والوطن، وكلنا يجب أن نشارك فى نجاح التجربة.. إذا اكتشفنا سلبيات فهذا وارد والمهم أن يتم اصلاحها فورا وهذا ما تريده الدولة.. المهم أن تحصل التجربة الجديدة والجريئة على فرصتها كاملة وعلى حقها فى مساندتنا جميعا.


كل جديد غالبًا ما يثير التساؤلات والدهشة واحيانًا عدم القبول، لكن مستقبل أولادنا وبلدنا يستحق أن نضع ايدينا فى ايدى الحكومة لاستكمال التجربة وضمان نجاحها.. لا أحد يفرض شيئا على المجتمع، فما يحدث من إصلاح هو النظام الذى طالما بح صوتنا ونحن ننادى به.


هناك من لا يريدون لمصر أن تسير إلى الأمام.. هناك من يريدون أن نظل نعيش فى ظلال نظام تعليمى قديم ثبت فشله وفساده، وهؤلاء لا يجب أن نلتفت إليهم ولا إلى شكوكهم المشئومة، وهناك من يمتلكون تساؤلات مشروعة ومخاوف ايجابية.. وهؤلاء دور الوزارة الرد على اسئلتهم وتوضيح الحقائق لهم وبشكل يومى.


لكن المهم أن يكون شعارنا جميعا.. معًا لاستكمال منظومة اصلاح التعليم وضمان نجاحها.. هذا حق أولادنا علينا، المستقبل ينتظرهم وعلينا المساعدة فى تأهيلهم للتسلح بعلم حقيقى يساعدهم فى تحقيق طموحاتهم وبناء حياتهم وبلدهم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة