إقبال على توصيل الطلاب بالسيارات الخاصة
إقبال على توصيل الطلاب بالسيارات الخاصة


فى المدارس الخاصة..

أولياء الأمور يستنجدون بـ«الملاكى» من مغالاة «باص المدرسة»

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 - 10:27 م

- 500 جنيه شهرياً حد أقصى لتوصيل الطلاب والاشتراك حسب المسافة
- الآباء : الفكرة تراعى الظروف الاقتصادية الصعبة

- السائقون: سياراتنا آمنة ونتعامل مع التلاميذ مثل أولادنا

 

«باص المدرسة» بند مهم فى ميزانية الأسرة المصرية، لكنه بات فى السنوات الأخيرة يستنزف جيوبهم خلال الموسم الدراسى لتوفير وسيلة نقل لأبنائهم للمدارس الخاصة، فارتفاع مصاريف الاشتراك  فى باص المدرسة الرسمي، والتى تتراوح بين 3-15 ألف جنيه فى معظم المدارس الخاصة، وتتجاوز تلك الأرقام فى المدارس الدولية، أجبر أولياء الأمور على الهرب من تلك الزيادة من خلال الاشتراك مع أتوبيسات وسيارات خاصة مقابل مبالغ تبدأ من 300 جنيه وحتى 500 جنيه فى الشهر.


ويتفق عدد من أولياء الأمور مع أحد قائدى السيارات الملاكى أو الاتوبيسات الخاصة على توصيل أبنائهم مقابل مبلغ شهرى خلال فترة الدراسة،ورغم ان الفكرة موفرة مادياً، إلا ان هناك العديد من المخاوف أبرزها عدم التفكير فى المعايير الواجب توافرها فى أتوبيس نقل الطلاب خاصة الأطفال، بالاضافة الى عدم معرفة مستوى السائق فنياً واخلاقياً ولا توجد وسيلة لمحاسبته اذا اخطأ او تعرض احد الطلاب للخطر بسببه.. «الأخبار» تستطلع آراء أولياء الأمور بشأن الظاهرة، وتناقش سائقى «الباص الملاكي» حول تجربتهم والضمانات والمعايير لتحقيق الأمان والسلامة للطلاب.

 

فى البداية تؤكد حنان بدر- ولية أمر طالبة بالمرحلة الإبتدائية- أن ارتفاع أسعار أتوبيسات المدارس الخاصة غير مبرر وهو السبب الرئيسى للجوء أولياء الامور للاتفاق مع أصحاب مبادرات توصيل طلاب المدارس بسياراتهم الخاصة، نظرا لقلة تكلفتها فى مقابل أتوبيسات المدارس، وتميزها بقلة الكثافة الطلابية بها عكس حافلات المدارس.


وتضيف أن تكلفة إشتراك الاتوبيس ببعض المدارس تتخطى مصروفات الدراسة نفسها، مطالبة بتدخل أجهزة الدولة المختصة لوضع حد لارتفاع أسعار الأتوبيسات المدرسية  ورقابتها لوقف استغلال أصحاب ومديرى بعض المدارس مثلما تقوم الوزارة بتحديد مصروفات المدارس الخاصة واللغات ووضع حد أعلى وأدنى معروف للجميع وتتم زيادته سنويا بنسبة محددة.


وتقترح حنان أن تقوم الدولة بعمل اتوبيسات خاصة للمدارس يتم تعميمها على مستوى الجمهورية بالنسبة للمدارس الخاصة وتضع شروطاً محددة مثل اماكن التقاء الاطفال بمبالغ محددة واشتراك شهرى وكارنيه لكل طالب من أجل حل هذه المشكلة المستعصية على اولياء الامور.


عبء كبير
وتوضح زينب حسن، ولية أمر، أن أسعار أتوبيسات المدارس الخاصة تمثل عبئاً كبيراً على أولياء الأمور يصعب توفيره سنويا خاصة فى حال وجود أكثر من ابن فى مراحل التعليم المختلفة، بالاضافة إلى مصروفات المدارس المتزايدة كل عام.


وتضيف أنها فوجئت أثناء تقديمها لنجلها بإحدى المدارس الخاصة، أنه يتم تقسيم مصاريف الدراسة لكل فصل دراسى على حدة، بالإضافة إلى تكلفة الأتوبيس المدرسى ثلاثة آلاف جنيه للفصل الدراسى الواحد، متابعة أى أن المدرسة تستنزف من «جيوب» الأهالى 6 آلاف جنيه فى العام الدراسى الواحد لكل طفل، وأنها فى محاولة لتوفير العبء عن العائلة اتفقت مع سائق خاص لتوصيل نجلها مقابل 500 جنيه شهرياً، وأشارت إلى أن المبالغ التى يتحصل عليها السائق الخاص قليلة مقارنة باشتراك اتوبيس المدرسة.


ومن جانبها تؤكد سارة سمير، ولية أمر، أن أتوبيس المدرسة الخاصة لابنتها يكلفها 16 ألف جنيه خلال العام الدراسى وهو ما يفوق مصاريف الدراسة بأكملها للعام الواحد، وأشارت إلى أنها لجأت لإحدى المبادرات الخاصة بتوصيل الطلاب لمدارسهم للهرب من قيود المدرسة الخاصة التى تستغل أولياء الأمور ويحددون الأسعار كما يريدون دون وضع حال الأسر المصرية ومسئولياتهم المتعددة فى الحسبان.


وتوضح أنها اتفقت مع سيارة خاصة لتوصيل نجلها للمدرسة وإعادته للمنزل عقب اليوم الدراسي، مقابل ربع الاشتراك الذى تطلبه المدرسة، وقالت: « بنتى بتروح وتيجى فى معادها والأسرة موفرة فلوس كتيرة لبنتنا بدلاً من الإستغلال غير المبرر للطلبة من المدرسة».


ويقول أحمد على - ولى أمر، إن ابنه الوحيد الذى لم يتجاوز صفه الأول بعد، يشترك فى الأتوبيس المدرسى مقابل 5 آلاف و500 جنيه للعام الدراسى الواحد، وأنه حاول إيجاد البديل قبل الإشتراك به ولكنه فشل، وأرغم على الاشتراك ودفع المبلغ المطلوب الذى سيوقعه فى ورطة مادية فيما بعد - على حد وصفه- حرصا على مصلحة نجله.


ويضيف أنه خلال الأسبوع الأول من الدراسة حاول توصيل ابنه بسيارته الخاصة والنزول مبكرًا إلا أنه فشل فى توفيق مواعيد عمله مع مدرسة ابنه، الأمرالذى اضطره إلى أن يشترك لابنه فى اتوبيس المدرسة.   


توفير النفقات
وعلى الجانب الآخر يقول سيد فتحى - أحد أصحاب مبادرة توصيل الطلاب بسيارته الخاصة، إن الارتفاع المبالغ فيه لأسعار أتوبيسات المدارس والذى يقدر فى المتوسط بـ 10 آلاف جنيه خلال العام الدراسى أرغم الأهالى على تغيير بوصلتهم للتعامل مع السيارات الخاصة وتوفير النفقات خاصة خلال الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعيشها المواطن خلال الفترة الحالية.


ويوضح أن أقصى حد لتكلفة الطالب من منزله وحتى مدرسته 300 جنيه شهرى أى أن الأسرة الواحدة تتكلف للطالب الواحد خلال عامه الدراسى مبلغاً لا يتجاوز 2500 جنيه، ويوفرون أكثر من 50% من المطلوب من قبل المدرسة.


ويضيف أن بعض المدارس الخاصة تضغط على أولياء الأمور من أجل التعاقد مع اتوبيساتهم الخاصة من خلال تخويفهم من عدم أمان السيارات الخاصة أو أنها غير مضمونة، وأشار إلى أن بعض أولياء الأمور يستجيبون من باب الخوف على أبنائهم ويدفعون للمدرسة بعد ابتزاز عاطفتهم، وأنهم فى المقابل يقدمون كافة الضمانات الأمنية لأولياء الأمور للحفاظ على أبنائهم من أى خطر.


فيما يقول هانى سعيد، موظف بالمعاش، وأحد أصحاب مبادرات توصيل الطلاب، إن تحديد تكلفة الطالب ترجع لمكان سكنه ومدى بعده عن مكان دراسته، وأنها لا تكون أسعاراً موحدة مثل الأتوبيس المدرسى، وأشار إلى أن مبادرته بشراء سيارة والعمل عليها فى توصيل الطلاب للمدارس جاءت بعد معرفته المبالغ الباهظة التى يدفعها حفيده من أجل  الاتوبيس المدرسي، وقال: «أحنا بنحاول نوفر على بعض ونشيل مسئولية بعض ومواجهة استغلال المدارس وعدم مراعاتها لظروف الأهالي ونتعامل مع الطلاب مثل أبنائنا».


التقسيط ممنوع
ويضيف أن عدم تقبل أغلب المدارس تقسيط مصاريف الاتوبيس على مدار السنة، يعد من أسباب عزوف الأهالى عنها، فضلا عن التنمر الذى يلاحق الطفل من زملائه فى حال تأخره عن دفع القسط يؤذى الأهالى نفسيًا ويشعرهم بالتقصير تجاه أبنائهم عكس ما يحدث مع السيارات الخاصة، فعادة ما يتحمل السائقون الأهالى وتراعون ظروفهم الاقتصادية التى يعانى منها الكثيرون، فضلا عن دفعهم التكلفة شهريا وهو ما يخفف العبء عليهم.


فيما يحدد محمد متولي، تكلفة انتقال الطالب الواحد فيما بين 250 و300 جنيه للشهر الواحد، وأن العدد لا يتجاوز 5 أطفال فى السيارة الواحدة، وأشار إلى أن لجوء الأهالى للاتفاق الودى الخاص أمر طبيعى فى ظل ارتفاع أسعار المدارس فى مصاريفهم التعليمية والأتوبيس المدرسي،  وأن محاولة المدارس استغلال الأهالى واستنزاف جيوبهم فتح لهم باب رزق جديد من خلال توسع الأهالى فى الاتفاق معهم بعد أن كان عملهم محدوداً جدًا.


ويضيف أنه من غير المعقول أن يترك ولى الأمر سيارة خاصة لتوصيل أبنائه بأجر بسيط لا يتجاوز ربع الذى تطلبه المدارس ويتجه للاتوبيس المدرسى خاصة فى حال وجود أكثر من ابن داخل المرحلة التعليمية.


ويقول رأفت يوسف، إنه اتخذ توصيل الطلاب كل يوم لمدارسهم بسيارته الخاصة فى البداية كمصدر دخل له إضافى لعمله قبل أن يشهد حالة الجشع من قبل المدارس والتى تتحجج بارتفاع أسعار المحروقات، متابعًا أن الارتفاع الجنونى الذى شهده سعر الاتوبيس الخاص، أشعر الجميع بالأزمة، وجعلهم -كسائقين خاصة- يضعون هامش ربح أقل مراعاة للأسر.


وأوضح أن مسئولية الأسر المصرية متعددة تجاه ابنائهم أمام مصاريف دراسية، ودروس خاصة، فضلا عن مصاريف الأسر المصرية اليومية، وأنه من غير الممكن أن يتم عليهم إضافة الآلاف من أجل ساعة أو أقل يستخدم خلالها أبنائهم الأتوبيس المدرسى، وأن الأهالى تحاول تحقيق المعادلة الصعبة بين إراحة أبناؤهم وتوفير نفقاتهم لذلك يتجهون للسيارات الخاصة لتوصيل أبنائهم للمدرسة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة