صورة مجمعة لزيارة شيخ الأزهر لكازاخستان
صورة مجمعة لزيارة شيخ الأزهر لكازاخستان


حوار| المستشار الثقافي لكازاخستان: زيارة شيخ الأزهر تزيد مجالات التعاون وتساهم في نبذ العنف في العالم

إسراء كارم

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 - 08:05 م

 

لاقت زيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الأولى، لدولة كازاخستان، ترحيبًا كبيرًا بالإضافة إلى اهتمام إعلامي كبير من معظم دول العالم، خصوصًا بعد مؤتمر «زعماء الأديان».


وخلال الزيارة قابل شيخ الأزهر، الرئيس نور سلطان نزارباييف، رئيس جمهورية كازاخستان، في القصر الرئاسي «أق أوردا»، بالعاصمة الكازاخية «أستانة»، والذي أكد على أن الأزهر بحكم مكانته العالمية ورسالته الإنسانية يضطلع بدور كبير تجاه قضايا المسلمين وأوطانهم، مضيفا أنه ليس أمام كازاخستان إلا الأزهر ومنهجه في مكافحة التطرف.


وألقى شيخ الأزهر كلمة مهمة في مؤتمر «زعماء الأديان»، أوضح خلالها أن المواثيق العالمية تصبح حبرا على ورق حين يتعلق الأمر بالبلاد النامية، وأنه لا مفر من العودة إلى الدين كحارس للأخلاق لحل أزمة عالمنا المعاصر.

وأضاف أن عالمنا يعاني أزمة شديدة التعقيد مركبة من الألم والتوتر والجزع، كما أن ظاهرة البؤس تكاد تكون السمة التي تنفرد بها حضارتنا المعاصرة، لافتًا إلى أن الإرهاب ليس صنيعة للإسلام أو الأديان لكنه صنيعة سياسات عالمية جائرة.


وتم تكريم الإمام الأكبر وتقليده درجة «الأستاذية الفخرية» من جامعة «أوراسيا الوطنية»، أكبر جامعات كازاخستان، تقديرا لجهوده في تعزيز قيم السلام والتعايش، وقيادته للعديد من مبادرات الحوار والتعاون بين المؤسسات والقيادات الدينية عبر العالم، ولدور الأزهر الشريف، المؤسسة الدينية الأكبر في العالم الإسلامي، في نشر تعاليم الإسلام السمحة.


وزار مسجد «حضرة السلطان»، أكبر مساجد كازاخستان، وأحد أكبر المساجد في آسيا، حيث كان في استقباله مفتي الديار الكازاخية الشيخ سيريك أوراز، وعدد من القيادات الدينية والأئمة وخريجي الأزهر في كازاخستان، وقد أَمَّ فضيلته المصلين في صلاة العشاء، ثم ألقى كلمة قصيرة حث خلالها الأئمة والدعاة على التمسك بما تعلموه في الأزهر الشريف من اعتدال ووسطية.


ومن هنا كان لنا حوارنا مع «ايلمان جولداسوف» المستشار الثقافي لسفارة كازاخستان، حول زيارة شيخ الأزهر وثمارها وما تشير إليه وقيمتها بالنسبة لمصر وكازاخستان وجميع دول العالم، والذي جاء كالتالي:


- ما هى ثمار هذه الزيارة في وجهة نظرك؟


خلال الزيارة قابل شيخ الأزهر عددا من المسئولين الكازاخ لمناقشة سبل التعاون في مجال نشر تعاليم الدين الإسلامي الوسطي ومكافحة الإرهاب والتطرف، وشارك في مؤتمر «زعماء الأديان» العالمي والتقليدي الذي يعقد كل ثلاث سنوات، كما ترأس وفد الإسلام في هذا المؤتمر بصفته الأعلى في المرجعية الدينية والعلمية للعالم الإسلامي.


وكانت الزيارة موفقة ومثمرة وفتحت كثيرا من مجالات التعاون، خاصة في مجالات تدريب الأئمة والخطباء الكازاخ على مكافحة أفكار التطرف الديني اعتمادًا على المنهج الأزهري، وزيادة المنح للطلاب الكازاخ في جامعة الأزهر، والتعاون في رفع كفاءة الكوادر الدينية سواء أكان في مجال الإعلام أو الدعوة.


- هل ساهمت هذه الزيارة في تغيير النظرة النمطية عن الإسلام؟


نعم، أكدت مشاركة شيخ الأزهر في المؤتمر أن الإسلام دين السلام وأن الإرهاب ليس له علاقة بالإسلام، وكانت كلمات الإمام الأكبر التي ألقاها على المشاركين مؤثرة تاركة انطباعا جيدا في نفوس قيادات الديانات الأخرى الذين اجتمعوا بهدف دعوة العالم لنبذ العنف وتعزيز السلام الدولي بمبادرة من الرئيس الكازاخي نورسلطان نازاربايف.


وخلال اجتماع الإمام الأكبر مع الأئمة والخطباء الكازاخي الذين اجتمعوا من شتى محافظات كازاخستان للقاءه، وجه لهم العديد من التوصيات أثناء الدعوة لتمثل الإسلام بشكله الصحيح.


- في نظرك هل مثل هذه الزيارات تساعد في التغلب على ظاهرة التطرف؟


بالطبع.. فمؤتمر زعماء الأديان العالمي والتقليدي يدعو إلى نبذ العنف واحترام الآخر وبناء السلام في العالم، وبادر به الرئيس الكازاخي نور سلطان نازاربايف في عام 2003، وعقد بعد هذه الدعوة 6 مرات، ومشاركة شيخ الأزهر فيه تؤكد على أن دين الإسلام دين سماحة ورحمة.


وأكد الإمام الأكبر خلال كلمته في المؤتمر أن الإسلام هو بمنهجه الوسطي الأزهري يكافح الإرهاب والتطرف.


- هل يمثل الأزهر الشريف وشيخه الدكتور أحمد الطيب مكانة خاصة لشعب كازاخستان؟


نعم، فلأن كازاخستان دولة ذات أغلبية مسلمة، ولوجود علاقات تاريخية عميقة للشعب الكازاخي مع مصر عامة ومع الأزهر الشريف خاصة - والذي أعاد فتحه جدهم الظاهر ركن الدين بيبرس الذي ولد في كازاخستان وحكم مصر ودافع الحضارة الإسلامية عن الحملات الصليبية وغارات هولاكو – فهذا يجعل هناك مكانة خاصة لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف والأزهر الشريف على جميع المستويات.


ويتبع مسلمو كازاخستان عقيدة الإمام أبو منصور الماتريدي من كبار علماء أهل السنة والجماعة، والذي قال شيخ الأزهر إنه شيخه في علم الكلام، ما يزيد من حب الأئمة والخطباء وجمهور المسلمين في كازاخستان له على المستوى الديني والفلسفي.


- لماذا تولي كازاخستان اهتمامًا خاصًا بجامع الظاهر بيبرس في مصر؟


كون هذا المسجد يعود بناءه للسلطان المملوكي الظاهر بيبرس، فله مكانة خاصة لأن أصوله تعود لبلادنا وتجري حاليا آخر أعمال الترميم والتي شاركت كازاخستان فيها بمبلع 4.5 مليون جنيه.


ويعد مزار للسائحين الكازاخ الذين زاد عددهم 25 % معلمًا سياحيًا هامًا، والذي يتجهون بعد زيارته إلى منتجعات شرم الشيخ والغردقة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة