وكيل إعلام الأزهر أثناء حواره مع محررة بوابة أخبار اليوم
وكيل إعلام الأزهر أثناء حواره مع محررة بوابة أخبار اليوم


حوار| وكيل إعلام الأزهر: نسعى لإخراج جيل يفهم المثل العليا ويطبقها

إسراء كارم

الخميس، 11 أكتوبر 2018 - 08:11 م

على مدار أعوام طويلة استطاعت كلية الإعلام بجامعة الأزهر أن تثبت نجاحًا كبيرًا في تخريج دفعات ترفع اسمها عاليًا.

ففي البداية كان الإعلام هو عبارة عن قسم «الصحافة والإعلام» بكلية اللغة العربية بالقاهرة عام 1975، للدراسات العلمية الأكاديمية لعلوم الإعلام بشكل عام والإعلام الإسلامي الذي يستمد أصوله وتتحدد ممارساته انطلاقا من «القرآن والسنة» بصفة خاصة.

وفي 25 مايو 2011، صدر قرار بإنشاء كلية الإعلام بجامعة الأزهر، لتباشر مهامها العلمية والتعليمية لدارسي الإعلام من أبناء الأزهر في مصر، وللطلاب العرب وأبناء الجاليات الإسلامية، وبعدما أثبتت الكلية جدارتها وخرجت العديد من الأسماء المعروفة في الصحافة والإعلام والمشاركة في العديد من المؤسسات الوطنية مثل وزارات الثقافة والإعلام، والخارجية، ونقابة الصحفيين، والمجلس الأعلى للصحافة، والهيئة العامة للاستعلامات، والمركز الإعلامي للأمم المتحدة، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، والمؤسسات الصحفية قومية، وحزبية، وخاصة - وأيضا - مؤسسات المجتمع المدني من خلال مشروعات التخرج التي ينفذها طلاب الكلية كانت هناك الحاجة لمقر جديد لتوسعة الكلية وفروعها وهو ما تم في عام 2015.

ومن هنا كان لنا حوار مع وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر الدكتور محمود الصاوي، بعد توليه المنصب حديثًا، للتعرف بشكل أكبر على كلية الإعلام بجامعة الأزهر للتعرف على الجديد فيها وما تقدمه لخدمة المجتمع وجاء الحوار كالتالي:

- بعد تولي سيادتكم منصب وكيل كلية الإعلام، ما هو الجديد الذي تقدمه للطلبة؟


لأول مرة نوفر خدمة الإرشاد الأكاديمي، وفي هذه الخدمة نخصص مجموعة من هيئة التدريس المعاونة، وكل شخص من هذه المجموعة يكون مسئول عن عدد من الطلاب ولديه كل ملفاتهم والتي تشمل حالتهم الاجتماعية لمراعاتها طوال سنوات الدراسة، ومشاكلهم الدراسية بتقسيمهم إلى مجموعات الأولى «المتفوقين» أصحاب التقديرات بداية من جيد جدًا، والثانية «المتوسطين» الحاصلين على تقدير جيد، والثالثة «المتعثرين» وهم الحاصلين على تقدير مقبول أو راسبين في بعض المواد لعمل تقوية لهم سواء بمحاضرات أو دعم وتحفيز كخدمة إضافية لمساعدتهم في الوصول إلى المستوى الطبيعي.

ويكون المرشد ملازم للطالب طوال سنوات الدراسة، ليس بصفته الأستاذ ولكن كأخ أكبر أو صديق للتقرب من الطلاب بشكل يساعدهم على النجاح بشكل أكبر، ولتوفير البيئة النفسية والتعليمية والاجتماعية، والقضاء على فكرة أن الجامعة مجرد مكان يأتي إليه الطالب لحضور محاضرة فقط.

- ما هي أكثر الأمور التي توليها اهتماما خاصا خلال هذا العام؟

في مقدمة اهتماماتي «ضمان جودة العملية التعليمية في الكلية»، وتشمل الجودة للجميع بحيث تكون مظلة تشمل كل منسوبي الكلية وتتطلب عملا وجهدا ومشاركة من الجميع، فلا يخرج نطاق عمل أحد في الكلية عن الجودة بمفهومها الشامل.

فلدينا جودة الطالب بمعني إكسابه المهارات اللازمة لتفوقه في تخصصه والقدرة على التحصيل والاستيعاب والابداع.

وهناك جودة الكتاب الذي يقدم للطالب من جهة تضمنه لأحدث المعلومات والاتجاهات في تخصصه وتأليفه بطريقة موافقة لمواصفات ومعايير الجودة وأيضا جودة التدريس وتعني عدم اقتصار التدريس على أسلوب واحد بل اتباع استراتيجيات عدة من شأنها رفع مستوى وكفاءة المنتج التعليمي، وجودة التدريب عن طريق اختيار أصحاب الكفاءات والخبرات المتميزة لتقوم بهذه المهمة، والسعي لتوفير أدوات ووسائل معينة على التدريب، وفتح قنوات اتصال مع المؤسسات الإعلامية لإتاحة مجالات وفرص تدريب لطلابنا فيها.

ويشمل هذا الملف أيضا جودة الخدمات المقدمة للطلاب، وجودة البيئة التعليمية من حيث المبني والقاعات وفتح المكتبة وإمدادها بما يلزم لها من مراجع ورقية وإلكترونية وخلافه.

- ما هي الأهداف الأساسية لكلية الإعلام بجامعة الأزهر؟

لدينا 10 أهداف أساسية وهي تخريج أجيال متميزة في شتى تخصصات الإعلام ، تجمع بين الدراسة الإعلامية والثقافة الإسلامية، وإرساء منظومة من قيم الإعلام المنبثقة عن تعاليم الإسلام الحنيفة والمستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء وترسيخ أخلاقيات العمل الإعلامي في ضوء الإسلام، والريادة من خلال تحقيق وضع تنافسي متقدم مقارنة بكليات الإعلام في مصر والعالم العربي والإسلامي، والتميز من خلال ضمان جودة المخرجات النهائية للعملية التعليمية.

يأتي ذلك بالإضافة إلى التطوير المستمر في الأداء الأكاديمي والمهني لمختلف جوانب العمل الإعلامي مع الحرص علي مواكبة التطور في المجتمعات المتقدمة في مجال العمل الإعلامي، والنظرة المستقبلية من خلال استشراف المستجدات الحديثة في مجالات العمل الإعلامي بمختلف ألوانه وأشكاله، والحرية الأكاديمية والبحثية الملتزمة بقيم وأخلاقيات المجتمع الإسلامي وتقاليده، الشراكة والتعاون من خلال دعم التعاون والمشاركة بين الكلية ومؤسسات المجتمع المحلي والإقليمي والدولي المختلفة .

وتتضمن الأهداف أيضًا تقديم الاستشارات والبرامج التدريبية والخدمات المجتمعية، وتشجيع القيام بإجراء الدراسات الإعلامية المرتبطة بأولويات المجتمع وتطوير مهنة الإعلام .

 

- هل يتم إجراء مقابلة شخصية للطلاب الراغبين في الالتحاق بكلية الإعلام في جامعة الأزهر؟

يتحدد في البداية القبول على أساس المجموع ومستواه في اللغة العربية والإنجليزية، وتكون الدراسة في السنتين الأولى والثانية عامة، أما التشعيب أو التقسيم فيتم من السنة الثالثة بالكلية، وحينها يتم عمل مقابلة شخصية يتحدد القسم فيها على أساس التقديرات الخاصة بكل تخصص، إضافة إلى المظهر الخارجي، والقدرة على الإلقاء، لتوزيع الطلاب حسب قدراتهم في التخصص الأنسب.

 

- ما هي الخطة الموضوعة من أجل تيسير مسألة تواصل أعضاء الهيئة المعاونة مع الطلاب؟ 

عن طريق أمرين أولهما تفعيل الموسم الثقافي والذي هو جزء لا يتجزأ من المسألة التعليمية وبالتالي لابد أن يكون وظيفي موجه، فأي مناهج دراسية بأي كلية لا يمكن أن تغطي كل احتياجات التخصص لقلة الأسابيع الدراسية، فنفترض أن يتم استكمال النقص الذي تحتاج إليه المقررات بمساعدة الأساتذة.

وثانيهما الساعات المكتبية والتي تشمل الأساتذة أيضًا وليس الطلاب فقط، وهي مسألة مهمة لأن عدد طلاب السنة الثانية مثلا يصل عددهم إلى 400 طالب، و50 دقيقة تكفي لتوصيل المعلومة فقط، ومن خلال الساعات المكتبية يتم توفير عدد ساعات إضافية يمكن فيها للطالب اللجوء إلى أستاذه في حالة وجود أي مشكلة سواء خاصة بالمادة أو مشكلة شخصية.

 

- هل التواصل مع الطلاب يساهم في التغلب على مشكلات التطرف والإرهاب التي ينساق ورائها البعض؟

بكل تأكيد التواصل مع الطلاب بشكل مستمر واحتوائهم ومساعدتهم في التغلب على أزماتهم سواء الدراسية أو الاجتماعية له دور كبير في تعديل السلوكيات المختلفة والقضاء على أي أفكار مغلوطة وتحصينهم فكريًا حتى لا يتأثروا بآراء الجماعات المتطرفة والإرهابية، وهو ما أتمنى أن يٌفعل في جميع الكليات لحماية أبنائنا من الطلاب.

ويحتاج القضاء على التطرف والتحرش والانحراف السلوكي بوجه عام، إلى جهود متضافرة من كافة المؤسسات التعليمية والثقافية والتنموية والإعلامية وغيرها، على أن تكون لهم رؤية واحدة يعملون بها جميعًا من أجل هدف واحد، لأن مؤسسة واحدة لا تكفي، وعدم التصدي لهذه المشكلات يستهلك جزء كبير من المجتمع وطاقته ويهدر قوة مصر المتمثلة في شبابها.

 

- كيف يتم حماية طلاب إعلام من الأخبار المزيفة والشائعات التي تنتشر على «السوشيال ميديا»؟

في الحقيقة، نحن نركز جدًا على قضية أخلاقيات المهنة والتي ينبغي أن تعمم وتوضع في كل الجامعات حسب تخصص كل مهنة، حيث توجد أخلاقيات عامة تحكم الإنسان وتصرفاته وسلوكياته أيا كان عمله وبيئته، وهناك أخلاقيات خاصة.

فمثلا هنا في كلية الإعلام نثمن من قيمة مواثيق الشرف الإعلامي وقضية الصدق والتثبت من الأخبار والحصول على الأخبار من مصادرها وعدم الانسياق خلف الشائعات المغرضة لأنها بمثابة سرطان يدمر المجتمع ككل وله مردود في غاية السلبية والسوء، وعدم ترديد الأخبار إلا بعد التأكد من صحتها لأنه ليس كل ما يسمع يقال.

فالشائعات تبدأ بنقل خبر مجهول المصدر، ورغم عدم معرفة حقيقته يتم تداوله سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في وسائل الإعلام ويتلقاها الجمهور ويصدقها، ودائمًا نستشهد مقولة: « إن كنت ناقلاً فالصحة، أو مدعياً فالدليل»، أي عندما تنقل معلومة لابد وأن تكون صحيحة معتمدة على مصدر، وإن ادعيت شيئًا ما فعليك إثباته بدليل.

وعندنا في البحث العلمي لا يعتد بالمعلومات المأخوذة من موقع «ويكيبديا» لأنه غير منسوب لمصدر ولا يعتمد على خبراء أو أساتذة مثلا لكي نعتمد على هذه البيانات.

وربما أكثر ما يتسبب في الأخبار المغلوطة التي يتم تداولها أزمة «السبق الصحفي»، التي يرغب فيها كل موقع من المواقع لينفرد أو يسبق غيره دون التأكد أو الرجوع للمصدر لمعرفة أصل الخبر، وبدون التفكير في خطورة المعلومة المغلوطة والتي قد تؤدي لانهيار مجتمع بالكامل، وهو في رأيي ما يحتاج إلى قانون يحكم مسألة الشائعات ويعاقب المتسبب فيها.

- ما الذي يميز طالب كلية إعلام جامعة الأزهر عن باقي طلاب الجامعات الأخرى؟

يدرس طالب إعلام الأزهر نفس المناهج التي يدرسها طلبة إعلام بالجامعات الأخرى، وينال نفس التدريب على الجانب المهني والتخصصي والحرفي، ولكن يضاف إليه جرعة القيم والأخلاق التي ترتبط بكيان الجامعة من خلال المواسم الثقافية والإرشاد الأكاديمي.

وتكمن خطورة الإعلامي وتأثيره في أنه يصل للعقول المختلفة في المجتمع، سواء أكان صحفيًا أو إعلاميًا في الشاشات الفضائية، لذا نراعي جيدًا أن نخرج جيلًا قادرًا على حماية الوطن والحفاظ عليه، وكلما تم إعدادهم بشكل قوي يصبح المجتمع أفضل.

- خلال هذا العام تم وضع لافتات تفيد بمنع دخول الطلاب بـ«بنطالون ممزق».. فما السبب؟

«فاقد الشيء لا يعطيه».. لست ضد الموضة ولكن لابد وأن تخضع لأعرافنا وتقاليدنا بدون تقاليد للغرب لمجرد الانبهار والتقليد ولكن يجب تنشئة الأبناء على القيم، فكيف أخرج للمجتمع شباب من المفترض أن يتسلموا عقول المجتمع، وهم لا يدركون القيم المثلى ولديهم أخطاء سلوكية مثل الدخول إلى الحرم الجامعي بسروال ممزق أو أسفل الوسط، فلابد أولا أن أقيم سلوكه لأننا في مؤسسة تعليمية لها شكلها واحترامها وهي محراب من محاريب العلم، لأنه من المفترض أن يصلح هذا فيما بعد عندما يخرج إلى الحياة العملية.

وعلى سبيل المثال، لدينا أمثلة شعبية عظيمة للأسف أصبحت النظرة إليها على أنها دون المستوى وهذه نظرة خاطئة تمامًا ولكن هناك حرب على كل ما لدينا من تراث لتشويه معتقداتنا وقيمنا واستبدالها بأخرى، ولم يقتصر الأمر على هذا بل تحول إلى عنصرية فنجد التحدث مع الناس على بمنطلق «ده ساكن في حي شعبي، وده ساكن في حي راقي»، ولابد من تغيير هذا.

- ما هو الدور الذي يجب أن تقدمه الدراما للإعلاء من قيمة العادات والتقاليد؟

على الدراما أن تراعي خلال تقديم عمل جديد أن تعرض الحلول، فهي غالبًا ما تعرض المشكلة أو الجريمة دون تقديم حل، ويجب أيضًا أن تركز على أهمية الأخلاق وعلى الشخصية السوية والاقتراب بشكل أكبر من حياتنا بدلا من عرض حياة تختلف عن الواقع المصري للترغيب في حياة لا تتوافق مع طبيعتنا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة