غزل المحلة بطل الدوري 1973
غزل المحلة بطل الدوري 1973


حكايات| الكرة في زمن الحرب.. غزل المحلة ومعجزة التتويج بدوري 73

عمر البانوبي

الجمعة، 12 أكتوبر 2018 - 10:11 م

 

حزن وصمت وتوقف للنشاط الرياضي عقب نكسة 1967، حين كانت الكرة المصرية تخطو خطوات حثيثة نحو التطور في زمن صعب، وعقب تجميد المسابقات المحلية في الكرة المصرية بعد يونيو 67، لم يكن أمام الجيل التاريخي لغزل المحلة إلا المشاركة في دوري الشركات حتى تعود الحياة إلى طبيعتها في مصر أملاً في تحقيق الانتصار بعد الإنكسار.

 

خلال سنوات التحضير لحرب أكتوبر المجيدة توقف النشاط الرياضي حتى عاد للمرة الأولى في موسم 1971/72، ولكن سرعان ما ألغي مجددًا بعد ستة أسابيع فقط من الدوري الممتاز بسبب أزمة مروان كنفاني، حارس مرمى الأهلي، أمام الزمالك، ليعود الإحباط مجددًا إلى قلعة الفلاحين في غزل المحلة بعد أن احتلوا المركز الثاني خلف الأهلي في الأسابيع الستة الأولى.

 

كتابة التاريخ 

عاد النشاط الرياضي مرة أخرى في الموسم 1972/73، وهو عام الحسم في قرار حرب أكتوبر المجيدة، وانطلقت مسابقة الدوري الممتاز وحشدت قلعة الفلاحين الأسلحة أملاً في إسعاد الجماهير التي لم تكن تفكر سوى في عبور القناة وتحطيم أسطورة خط بارليف، ولكنها أيضًا لم تترك عشقها وتشجيعها للساحرة المستديرة.

بدأ جيل عماشة والسياجي وعمر عبد الله والنحريري والسيد محرز وحنفي هليل وعبد الدايم التحضير للدوري الذي أقيم بنظام المجموعة الواحدة ويحصل الفريق الفائز فيه على نقطتين بينما التعادل يحتسب بنقطة وحيدة.

 

وبالفعل تصدر غزل المحلة الدوري منذ انطلاقته بتحقيق الانتصار تلو الانتصار أملاً في معجزة تسعد المحلاوية وأبناء الدلتا من العمال في قلعة الغزل والنسيج، وأصبح عماشة النجم الأول والهداف بـ 12 هدفًا سجلها طوال الموسم.

 

المباراة الفاصلة والزحف المحلاوي

واصل غزل المحلة تصدر ترتيب أندية الدوري الممتاز متفوقًا على الأهلي والزمالك والإسماعيلي حامل اللقب وقتذاك، حتى جاءت المباراة الحاسمة أمام البلاستيك حينما كان الزمالك يحتاج لنقطة وحيدة، بينما يحتاج المحلاوية للفوز.

 

وفي المباراة الفاصلة ازدحمت شوارع القاهرة بالمحلاوية القادمين من الدلتا على متن القطارات لمؤازرة غزل المحلة في مباراة تحقيق المعجزة، وتحركوا سيرًا على الأقدام من محطة رمسيس وحتى ملعب مباراة البلاستيك في ملحمة لم تشهدها كرة القدم المصرية من قبل سوى خلال فوز الإسماعيلي ببطولة إفريقيا أمام الإنجلبير في 1967.

 

حقق غزل المحلة الفوز المنتظر وأغلقت جماهير المحلة شوارع المحروسة احتفالاً بالإنجاز التاريخي الذي رسم البسمة على وجوههم رغم قسوة سنوات الانكسار تحضيرًا للحرب المجيدة.

 

احتل غزل المحلة صدارة الدوري بنهايته برصيد 33 نقطة وبفارق نقطة وحيدة عن الزمالك الوصيف، بعدما قدم لاعبو قلعة الفلاحين موسمًا للتاريخ تغنت به الصحافة المصرية وكان العنوان الأبرز «الفلاحين غلبوا البندر».

 

الله أكبر في ملعب غزل المحلة

دخل غزل المحلة الموسم التالي 1973/74 بمعنويات مرتفعة باعتباره بطل الدوري، وحاول الجيل الذهبي الحفاظ على لقبه لكن الأقدار السعيدة حملت لهم ما هو أهم من تحقيق لقب الدوري مجددًا.

انطلق الموسم وتحددت الساعة الثانية والنصف ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973 لمباراة غزل المحلة والطيران على ملعب الفلاحين وانطلقت المباراة في موعدها ببداية ساخنة.

 

تقدم الطيران بهدف، وتعادل عمر عبد الله لغزل المحلة بعد 5 دقائق فقط، وقبل أن تنتهي المباراة فوجئ الجميع بهتافات «الله أكبر» تتعالى من المدرجات بعد أن أعلنت القوات المسلحة المصرية بيانها الأول بعبور القناة وبدء الحرب المجيدة.

 

أنهى الحكم اللقاء فور إذاعة بيان القوات المسلحة ورقص لاعبو غزل المحلة فرحًا بأنباء العبور والنصر المنتظر واحتفلوا مع الجماهير على أرض قلعة الفلاحين، وأصبح دوري الموسم 1972/73 وانتصار المحلاوية بتحقيق اللقب شاهدًا على إرادة المصريين الذين لم تكسرهم النكسة وانتظروا الحرب المجيدة لاستعادة الفرحة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة